التعليم

أساليب تحسين درجة الإختبار

تُعد الاختبارات أداة رئيسية في تقييم الأداء الأكاديمي للطلاب على مختلف المستويات التعليمية. ومع تقدم الزمن وتطور الأنظمة التعليمية، ظهرت العديد من الأساليب والاستراتيجيات لتحسين درجات الاختبارات، بهدف مساعدة الطلاب على تحقيق أفضل أداء ممكن. في هذا المقال، سنلقي الضوء على تاريخ وأساليب تحسين درجة الاختبار، وفوائدها، وأمثلة على تطبيقاتها في الحياة الأكاديمية، مع اقتراحات لتحقيق أفضل النتائج.

تاريخ أساليب تحسين درجة الاختبار

بدأت فكرة تحسين درجات الاختبارات مع تطور التعليم النظامي في القرن التاسع عشر، عندما بدأت الجامعات الكبرى بتطبيق الامتحانات الأكاديمية كوسيلة لقياس التحصيل العلمي. ومع مرور الوقت، أصبح التركيز على مساعدة الطلاب في تحسين أدائهم من خلال استراتيجيات محددة. ظهرت أولى المحاولات لتحسين درجات الاختبارات في أوائل القرن العشرين، عندما بدأ الباحثون في دراسة تأثير العوامل النفسية والعاطفية على أداء الطلاب.

في الستينيات والسبعينيات، تم إدخال مفاهيم جديدة في علم النفس التربوي، مثل “التعليم الموجه ذاتيًا” و”تقنيات الاستذكار الفعالة”، مما ساهم في تحسين أداء الطلاب الأكاديمي. تزامن هذا مع تطور أبحاث حول تأثير البيئة التعليمية، والعادات الدراسية، والاستراتيجيات العقلية على النتائج الأكاديمية.

أسباب التركيز على تحسين درجات الاختبار

تحسين درجات الاختبارات ليس هدفاً بحد ذاته، بل هو وسيلة لتحقيق مجموعة من الفوائد:

1. تحقيق التفوق الأكاديمي: يعتبر تحسين درجات الاختبار خطوة نحو التفوق الأكاديمي الذي يفتح أبواب الفرص المستقبلية للطلاب.

2. تقليل القلق الدراسي: عندما يطور الطالب استراتيجيات فعالة لتحسين درجاته، يقل القلق والتوتر المرتبط بالاختبارات.

3. بناء الثقة بالنفس: النجاح الأكاديمي يعزز الثقة بالنفس ويشجع الطالب على متابعة تطوره الشخصي.

4. تحسين جودة التعلم: تساعد استراتيجيات تحسين الاختبار على تعزيز فهم المواد بشكل أعمق بدلاً من الاعتماد على الحفظ القصير الأمد.

أساليب تحسين درجة الاختبار

هناك العديد من الأساليب التي يمكن للطلاب استخدامها لتحسين درجات اختباراتهم، بعضها قائم على التخطيط والتنظيم، وبعضها الآخر يعتمد على تطوير مهارات الدراسة والتعلم. فيما يلي بعض الأساليب الأكثر فعالية:

1. إدارة الوقت بفعالية: يعتبر الوقت أحد الموارد الأكثر أهمية للطلاب. من خلال وضع خطة دراسية واضحة والالتزام بها، يمكن للطلاب تخصيص الوقت الكافي لكل مادة وفقًا لأهميتها وصعوبتها.

2. تقنيات الاستذكار الفعّالة: تشمل هذه التقنيات القراءة المركزة، واستخدام الخرائط الذهنية، والمراجعة المنتظمة للمادة. تساعد هذه الأساليب في تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات على المدى الطويل.

3. التدريب على نماذج الاختبارات: يعتبر حل الأسئلة السابقة أو التجريبية وسيلة فعالة لزيادة الثقة والتعرف على نمط الأسئلة وكيفية التعامل معها في بيئة زمنية محددة.

4. تحسين البيئة الدراسية: البيئة الدراسية المريحة والبعيدة عن المشتتات تساعد على زيادة التركيز. يجب على الطلاب إنشاء مساحة مخصصة للدراسة تشجع على الإنتاجية.

5. تقنيات الاسترخاء والتحكم في الضغط النفسي: يؤثر القلق والضغط النفسي سلبًا على أداء الطلاب في الامتحانات. لذا، من المهم تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل.

أمثلة على تحسين درجات الاختبار

• تجربة القراءة النشطة: هذه الطريقة تتطلب من الطلاب التفاعل مع النصوص الأكاديمية عن طريق طرح الأسئلة، وتدوين الملاحظات، وإعادة صياغة الأفكار بلغتهم الخاصة. أثبتت الدراسات أن هذه الطريقة تساهم في تحسين الفهم وتعزيز التحصيل الأكاديمي.

• أسلوب بومودورو (Pomodoro): تقنية تنظيم الوقت التي تتطلب العمل لفترات زمنية قصيرة ومحددة (عادة 25 دقيقة) مع فترات استراحة قصيرة. أثبتت فعالية هذه التقنية في تحسين التركيز وتقليل الإرهاق أثناء الدراسة.

أهداف أساليب تحسين درجة الاختبار

1. تعزيز الفهم العميق للمادة: من خلال تطبيق استراتيجيات دراسية فعالة، يمكن للطلاب أن يتجاوزوا مجرد حفظ المعلومات إلى فهم أعمق للمواد.

2. تحسين الأداء تحت الضغط: تساعد أساليب مثل التدريب على نماذج الاختبارات وتقنيات التحكم في الضغط النفسي على تعزيز قدرة الطلاب على الأداء الجيد في بيئات الامتحانات الفعلية.

3. تحقيق توازن بين الدراسة والحياة الشخصية: من خلال تنظيم الوقت واستخدام تقنيات الاستذكار الفعالة، يمكن للطلاب تحقيق توازن أفضل بين الدراسة وحياتهم الشخصية، مما يقلل من الإرهاق ويحسن الأداء العام.

مقترحات عامة لتحسين درجات الاختبارات

• تطوير عادات دراسية جيدة منذ البداية: لا تنتظر اقتراب موعد الاختبارات للبدء في الدراسة. ابدأ بتنظيم وقتك وتطوير عادات دراسية منذ بداية الفصل الدراسي.

• المراجعة الدورية: بدلاً من انتظار اللحظة الأخيرة، قم بمراجعة المواد بشكل دوري للحفاظ على المعلومات والقدرة على استعادتها بسهولة.

• الانخراط في مجموعات دراسية: يمكن للدراسة مع الزملاء أن تعزز من فهم المواد الصعبة، حيث يمكن تبادل المعلومات وطرح الأسئلة والاستفادة من وجهات نظر متعددة.

• طلب المساعدة عند الحاجة: لا تتردد في طلب مساعدة المدرسين أو الاستفادة من الموارد التعليمية المتاحة إذا واجهتك صعوبات في بعض المواد.

في النهاية، تعتمد فعالية أساليب تحسين درجة الاختبار على القدرة على التكيف مع أسلوب التعلم الشخصي لكل طالب. فمع تطبيق الأساليب المناسبة والالتزام بها، يمكن للطلاب تحقيق أفضل النتائج الأكاديمية وتجاوز التحديات بثقة ونجاح. يبقى الهدف الأساسي من هذه الأساليب هو تعزيز التعلم الفعلي والفهم العميق، مما يساعد الطلاب على بناء مستقبل أكاديمي واعد.

نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat