تعتبر فترة الاختبارات من أهم الفترات التي يمر بها الطلاب في حياتهم الدراسية. هي ليست فقط وسيلة لقياس مدى فهم الطالب للمواد الدراسية، بل هي أيضًا اختبار للتحمل والصبر والقدرة على التعامل مع الضغوط. من هذا المنطلق، تأتي أهمية التوجيهات والإرشادات التي تساعد الطلاب على اجتياز هذه المرحلة بنجاح وثقة، مع التركيز على النجاح في الدنيا والاستعداد ليوم الحساب الأكبر. في هذا المقال، سنستعرض نصائح وتوجيهات متكاملة قبل الاختبار، في قاعة الاختبار، وبعد الانتهاء منه، لمساعدة الطلاب على تحقيق أفضل النتائج الممكنة.
أولاً: قبل الاختبار
قبل البدء بالامتحانات، هناك خطوات ونصائح يجب على الطالب اتباعها لضمان الاستعداد الجيد والتهيئة النفسية.
1. احذر أدعية الحفظ والتوفيق غير المشروعة
يتوجه الكثير من الطلاب إلى البحث عن أدعية للحفظ أو التوفيق، قد تكون غير واردة في السنة النبوية. من الضروري أن يتحرى الطالب الأدعية المأثورة والمشروعة، فالأدعية غير المشروعة قد تخرج من إطار التوكل الحقيقي على الله وتدخل في التواكل أو الاعتماد على ما لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم. تذكَّر أن الثقة بالله والدعاء بالخير هي أساس كل نجاح.
2. تذكّر بامتحانات الدنيا الامتحان الأكبر يوم القيامة
الاختبارات في الحياة الدنيا مجرد تجارب مؤقتة تعكس قدرتك على الاجتهاد والتعلم، لكن الامتحان الأكبر هو يوم القيامة، حيث يُحاسب كل إنسان على أعماله. هذه النظرة الشاملة تعزز من شعور الطالب بالطمأنينة، وتجعل هموم الدنيا أصغر مقارنة بالآخرة.
3. تفاءل وأحسن الظن بالله
التفاؤل هو مفتاح النجاح. عندما يدخل الطالب الامتحان بروح إيجابية وإحسان الظن بالله، يزيد من فرص النجاح ويقلل من التوتر والقلق. فالله عند حسن ظن عبده به، وعليه يجب أن يكون الطالب واثقًا بأن جهوده ستثمر بإذن الله.
4. أكثر من دعاء الله تعالى والالتجاء إليه
الدعاء من أقوى الوسائل التي تساعد على الطمأنينة والاستقرار النفسي. الدعاء لله تعالى والاستعانة به يفتحان الأبواب للنجاح والتوفيق. اجعل الدعاء جزءًا من يومك، واذكر الله في كل الأوقات، فذلك يزيد من بركة الوقت والتركيز.
ثانياً: في قاعة الاختبار
اللحظة الحاسمة هي عند دخول قاعة الامتحان. هناك خطوات عملية ونصائح تساعد في اجتياز هذه اللحظة بسلام.
1. استعن بالله تعالى وتوكل عليه
عند دخولك قاعة الامتحان، ابدأ بالاستعانة بالله والتوكل عليه. استشعر أن الله معك، وكن واثقًا أن التوفيق منه وحده. التوكل هنا يعني بذل الجهد والاستعداد ثم الاعتماد الكامل على الله في النتيجة.
2. تذكّر أن الله تعالى مطلع عليك، و(من غش فليس منا)
الامتحانات ليست فقط اختبارًا للمعرفة، بل هي اختبار للأمانة والنزاهة. يجب أن يتذكر الطالب أن الله تعالى مطلع على كل صغيرة وكبيرة، وأن الغش في الامتحانات يتنافى مع مبادئ الأخلاق والدين. تذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “من غش فليس منا”، واجعل الأمانة شعارك.
3. اقرأ الأسئلة قراءة كاملة شاملة قبل البدء في الإجابة
من أهم النصائح التي تساعد على فهم المطلوب بشكل أفضل هي قراءة الأسئلة بتمعن قبل البدء في الإجابة. قد يساعد ذلك في تنظيم الأفكار وترتيب الإجابات حسب الأولوية. كما يمنح الطالب فرصة لتقييم الأسئلة وتحديد الصعوبات التي قد يواجهها.
4. إذا لم تستطع الإجابة على سؤال فانتقل إلى ما بعده
لا تدع سؤالًا صعبًا يعرقل تقدمك في الامتحان. إذا واجهت سؤالًا صعبًا، انتقل إلى السؤال التالي وعد إليه لاحقًا. هذا يساعد على استغلال الوقت بشكل أفضل وعدم فقدان الدرجات في الأسئلة الأسهل.
5. لا تترك سؤالاً بلا جواب
حاول دائمًا تقديم إجابة على كل سؤال، حتى وإن كانت الإجابة جزئية. قد تحصل على بعض النقاط التي قد تُحدث فرقًا في النتيجة النهائية.
6. قبل أن تسلم ورقة الإجابة تأكد من كتابة البيانات الخاصة بك
تأكد من كتابة اسمك ورقم الجلوس وكل المعلومات المطلوبة على ورقة الإجابة. فقدان هذه البيانات قد يؤدي إلى ضياع جهدك كاملًا.
ثالثاً: بعد الامتحان
بعد الانتهاء من الامتحان، هناك أمور يجب مراعاتها للحفاظ على صحتك النفسية والتهيئة للامتحانات المقبلة.
1. لا تشغل نفسك بما مضى من امتحانات الأيام السابقة
الانشغال بما مضى من امتحانات قد يضر بتركيزك واستعدادك للامتحانات القادمة. تقبل ما حدث وتعلم منه، ثم ابدأ في الاستعداد للامتحانات القادمة.
2. واسي من لم يوفق في الامتحان من زملائك
كن سندًا لزملائك، وواسهم إذا لم يوفقوا في الامتحان. تقديم الدعم النفسي للآخرين يعزز من روح الجماعة ويقلل من الضغوط النفسية.
3. حافظ على كتبك ومذكراتك، ولا تهملها برميها
بعد انتهاء الامتحانات، قد يميل البعض إلى التخلص من الكتب والمذكرات. تذكر أن هذه المواد قد تكون مفيدة لطلاب آخرين أو لك في المستقبل. احرص على الحفاظ عليها أو منحها لمن يحتاجها.
4. احذر من غيبة المعلم أو الدعاء عليه أو سبّه عند صعوبة الأسئلة
صعوبة الأسئلة ليست مبررًا للغيبة أو السب. تذكر أن المعلم يؤدي وظيفته وأن الامتحانات قد تتفاوت في مستوى الصعوبة. التزام الأدب واحترام المعلم جزء من أخلاق المسلم.
الاختبارات ليست سوى مرحلة عابرة في مسيرة التعليم، ولكن التحضير لها والتعامل معها بحكمة وهدوء يعكسان مدى استعداد الطالب للنجاح في الدنيا والآخرة. باتباع التوجيهات والإرشادات السابقة، يمكن للطلاب تعزيز ثقتهم بأنفسهم، والتعامل مع الامتحانات بأفضل الطرق الممكنة، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق النجاح المنشود.
نسقه واعده الاستاذ / ماجد عايد خلف العنزي
