أصبح الفيلر واحدًا من الحلول التجميلية الشائعة حول العالم، حيث يُستخدم لتعبئة الفراغات في الوجه والجسم، سواء للتخلص من التجاعيد أو لتحسين المظهر العام للوجه. ومع الإقبال الواسع عليه، تبرز العديد من المخاطر والمضاعفات المرتبطة به. يسعى هذا المقال إلى تقديم صورة شاملة عن الفيلر، بدءًا من تاريخه وبداياته وأهدافه، مرورًا بمخاطره ومضاعفاته، ووصولًا إلى أساليب العلاج المقترحة، ومقترحات لتفادي المشكلات المحتملة.
تاريخ الفيلر وبداياته
بدأ استخدام الفيلر في أوائل القرن العشرين، عندما جرب الأطباء استخدام الدهون البشرية لتعبئة مناطق معينة في الجسم. ومع تطور الأبحاث، ظهر “الكولاجين” كأحد أنواع الفيلر في السبعينيات، حيث استُخدم في عمليات تحسين مظهر الوجه. إلا أن الفيلر بشكله الحديث، والمعتمد على “حمض الهيالورونيك”، لم يظهر إلا في أوائل الألفينات، ومنذ ذلك الحين انتشر عالميًا كحل تجميلي سريع وفعال.
أهداف استخدام الفيلر
تتنوع أهداف استخدام الفيلر بين الأغراض التجميلية والطبية، ومنها:
1. التخلص من التجاعيد:
يُستخدم الفيلر بشكل شائع لملء التجاعيد والخطوط العميقة في الوجه، مما يعطي مظهرًا أكثر شبابًا.
2. تحسين ملامح الوجه:
يساعد الفيلر في تعديل بعض ملامح الوجه، مثل تكبير الشفاه، ورفع الوجنتين، وتحديد الفك.
3. إصلاح تشوهات الوجه:
يُستخدم الفيلر أحيانًا كحل طبي لإصلاح بعض العيوب أو التشوهات البسيطة الناتجة عن إصابات أو عمليات جراحية.
4. التجميل السريع:
يوفر الفيلر نتائج تجميلية فورية تقريبًا، حيث يمكن ملاحظة الفرق بعد الجلسة مباشرة.
أنواع الفيلر المستخدمة
تتعدد أنواع الفيلر المستخدمة، والتي تختلف باختلاف المادة المستخدمة والهدف منها، ومن أبرزها:
• فيلر حمض الهيالورونيك:
يُعتبر الأكثر استخدامًا والأقل خطورة، حيث يتم امتصاصه من قبل الجسم بمرور الوقت.
• فيلر الكولاجين:
يُستخدم لتعزيز مرونة الجلد وملء التجاعيد، لكنه يحتاج إلى تجديد مستمر.
• الفيلر الدائم (السيليكون):
يمتاز بنتائجه طويلة الأمد لكنه يحمل مخاطر عالية للتسبب بمضاعفات، لذا يتم الحذر في استخدامه.
مخاطر وسلبيات الفيلر
رغم شعبيته الكبيرة، فإن الفيلر يحمل معه العديد من المخاطر والسلبيات التي قد تؤثر على صحة الفرد، ومنها:
1. ردود الفعل التحسسية:
يمكن أن يسبب الفيلر حساسية لبعض الأشخاص، خاصة إذا كانت المواد المستخدمة غير متوافقة مع طبيعة أجسامهم.
2. الالتهابات والتورم:
قد يؤدي الفيلر إلى التهابات وتورم في المناطق المعالجة، وقد يستمر ذلك لعدة أيام أو أسابيع، ويصبح أحيانًا مزمنًا.
3. تكتلات الفيلر:
في بعض الحالات، قد يتسبب الفيلر في ظهور تكتلات تحت الجلد نتيجة توزيع غير متساوٍ أو عدم امتصاص الجسم له.
4. انسداد الأوعية الدموية:
تعد هذه من أخطر المضاعفات، حيث يمكن للفيلر أن يسد الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى نقص الأكسجين في المنطقة المعالجة، وقد يتسبب في ضرر دائم.
5. تغير لون الجلد أو حدوث ندوب:
قد يحدث تغير في لون البشرة أو ظهور ندوب إذا لم يتم حقن الفيلر بشكل صحيح أو عند استخدام مواد غير ملائمة.
مضاعفات الفيلر والعلاج
تشمل مضاعفات الفيلر الخطيرة عدة أمور، وتتطلب أحيانًا تدخلًا طبيًا عاجلًا، ومنها:
1. العدوى البكتيرية:
قد يصاب الشخص بعدوى بكتيرية إذا لم يتم تعقيم الأدوات أو في حالة تلوث المادة المحقونة. يمكن علاج ذلك بالمضادات الحيوية، لكن قد يتطلب الأمر إجراءات إضافية إذا لم يتحسن.
2. حدوث تكتلات دائمة:
تظهر تكتلات تحت الجلد بسبب حقن كمية زائدة أو توزيع غير متساوٍ. يعالج عادة بالتدليك، وإذا استمرت التكتلات قد يلزم جراحة بسيطة.
3. تلف الأنسجة:
يمكن أن يحدث تلف للأنسجة في حال تسرب الفيلر إلى الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى نقص الأكسجين وبالتالي حدوث تلف في المنطقة. يتطلب العلاج أحيانًا استخدام مواد تذيب الفيلر.
4. انسداد الأوعية الدموية وتهديد البصر:
في حالات نادرة، قد يؤدي الفيلر إلى انسداد الأوعية الدموية في الوجه، والذي قد يؤثر بشكل خطير على الأنسجة المجاورة وقد يصل إلى تهديد البصر. في هذه الحالات، يجب التوجه إلى طبيب مختص لإجراء العلاج المناسب.
عمق استخدام الفيلر في الطب التجميلي
تزايد استخدام الفيلر في الطب التجميلي ليشمل مجموعة واسعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحسين مظهر الفرد. ورغم الإغراء الذي تقدمه نتائجه السريعة، إلا أن استخدام الفيلر يحتاج إلى ممارسات حذرة ومهارات دقيقة من قبل الأطباء المختصين، نظرًا لاحتمالية حدوث مضاعفات تؤثر على حياة الشخص وصحته النفسية والجسدية. لذا يُنصح بأن يتم اللجوء إلى الفيلر فقط عند الضرورة، ومع تجنب المبالغة للحصول على نتائج طبيعية وتجميلية آمنة.
مقترحات عامة لتجنب مخاطر الفيلر
فيما يلي بعض المقترحات التي يمكن أن تساعد في تجنب مخاطر الفيلر وضمان الحصول على نتائج آمنة:
1. استشارة طبيب مختص:
من الضروري اختيار طبيب تجميل مختص وذو خبرة، وعدم اللجوء إلى ممارسين غير مؤهلين أو عيادات غير مرخصة.
2. استخدام مواد آمنة ومعتمدة:
يُفضل استخدام أنواع فيلر معتمدة من قبل الجهات الصحية وتجنب المواد غير المعروفة أو الرخيصة.
3. إجراء اختبار تحسس قبل الحقن:
يُنصح بإجراء اختبار تحسس لمعرفة ما إذا كان الجسم سيستجيب لمادة الفيلر بشكل طبيعي أو سيحدث رد فعل تحسسي.
4. الامتناع عن الفيلر في حالات معينة:
على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، مثل ضعف المناعة أو أمراض جلدية حادة، تجنب استخدام الفيلر إلا في حالات خاصة وبإشراف طبي دقيق.
5. الالتزام بالتعليمات بعد الحقن:
بعد حقن الفيلر، يجب اتباع تعليمات الطبيب، مثل تجنب التعرض للشمس أو الحرارة، وتجنب الضغط على المنطقة المحقونة.
أهمية التوعية بمخاطر الفيلر
تعتبر التوعية بمخاطر الفيلر أمرًا حيويًا، خاصةً مع تزايد استخدامه في المجتمع. يجب على الأفراد أن يكونوا على دراية كاملة بمخاطر الفيلر ومضاعفاته قبل اتخاذ قرار الخضوع له. تساهم التوعية في اتخاذ قرارات تجميلية مدروسة وتجنب الوقوع في مخاطر غير ضرورية.
رغم أن الفيلر يوفر حلولًا تجميلية سريعة، إلا أن مخاطره تدعو إلى الحذر والتروي قبل اتخاذ القرار باستخدامه. يمثل الفيلر تحديًا بين توفير الجمال المرغوب، وبين الحفاظ على السلامة والصحة، ما يتطلب الالتزام بمعايير الأمان والحصول على استشارات طبية دقيقة من خبراء في هذا المجال.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي