سؤال وجواب مقالات وقضايا

الاحتراق الوظيفي وبعض النصائح

يعد الاحتراق الوظيفي من المشكلات النفسية التي يمكن أن يواجهها الكثير من الأفراد في بيئة العمل. ينتج هذا الاحتراق عن الإجهاد المستمر والتوتر الزائد، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية للفرد، وعلى إنتاجيته في العمل. مع تسارع نمط الحياة وزيادة المتطلبات المهنية، أصبح فهم الاحتراق الوظيفي والقدرة على التعرف على علاماته وكيفية التعامل معه أمرًا ضروريًا.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإجهاد المزمن المرتبط بالعمل، والذي يتميز بثلاثة عناصر رئيسية:

1. الشعور بالإرهاق العاطفي والجسدي: حيث يشعر الموظف بالإرهاق المستمر، وعدم القدرة على التعامل مع التحديات اليومية.

2. الانعزال عن العمل: قد يشعر الفرد بعدم الرغبة في التفاعل مع الزملاء أو العملاء، وربما يصبح سلبيًا تجاه بيئة العمل.

3. انخفاض الإنجاز الشخصي: يشعر الفرد بفقدان الحافز، وعدم الرضا عن أدائه، مما يؤثر على قدرته على تحقيق الأهداف وإنجاز المهام بكفاءة.

أسباب الاحتراق الوظيفي

هناك عدة عوامل تساهم في حدوث الاحتراق الوظيفي، من أبرزها:

• ضغط العمل الزائد: عندما تكون المهام الموكلة للفرد كثيرة ومستمرة، قد يؤدي ذلك إلى الإرهاق.

• بيئة العمل السلبية: عدم وجود دعم من الزملاء أو المديرين، أو الشعور بعدم التقدير يمكن أن يزيد من احتمالية الاحتراق.

• عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية: عندما يكون العمل محور حياة الفرد، مع قلة الوقت للراحة والأنشطة الشخصية، يرتفع خطر الاحتراق.

• غياب التقدير والتحفيز: الشعور بعدم القيمة أو عدم تقدير الجهود المبذولة يساهم بشكل كبير في الاحتراق الوظيفي.

علامات الاحتراق الوظيفي

هناك عدة علامات تشير إلى أن الفرد قد يكون يعاني من الاحتراق الوظيفي، ومنها:

• التعب المستمر وفقدان الطاقة: حتى بعد فترات الراحة أو الإجازة.

• قلة التركيز وفقدان الإنتاجية: يجد الفرد صعوبة في أداء المهام بكفاءة.

• التشاؤم والقلق: يصبح الموظف سلبيًا في تعامله مع العمل، وقد يشعر بالإحباط الدائم.

• التغيب المتكرر عن العمل: يجد الفرد مبررات متكررة لعدم الذهاب إلى العمل.

نصائح للتغلب على الاحتراق الوظيفي

للتغلب على الاحتراق الوظيفي، يمكن اتباع بعض النصائح والتوجيهات التي قد تساعد على تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر:

1. تنظيم الوقت ووضع حدود واضحة: من المهم تحديد ساعات عمل محددة، وتخصيص وقت للراحة والعائلة والهوايات الشخصية.

2. الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة النشاط البدني: يساعد النوم الجيد وممارسة التمارين الرياضية على تحسين المزاج وزيادة الطاقة.

3. طلب المساعدة عند الحاجة: لا بأس من طلب الدعم من الزملاء أو الأصدقاء أو حتى مستشار متخصص إذا استمر الشعور بالإجهاد.

4. تحديد الأولويات: قم بترتيب المهام حسب أهميتها وتجنب محاولة القيام بكل شيء دفعة واحدة.

5. تعلم فنون الاسترخاء والتأمل: ممارسة التأمل أو تقنيات التنفس العميق يمكن أن تساعد على تهدئة العقل وتحسين التركيز.

6. تطوير مهارات التواصل: من المهم التعبير عن احتياجاتك والتحدث مع مديرك أو زملائك حول المشكلات التي تواجهك في العمل.

الاحتراق الوظيفي مشكلة يمكن أن تؤثر على جودة حياتك وأدائك المهني، ولكن يمكن التغلب عليها بالوعي الذاتي واتخاذ الخطوات المناسبة للتعامل مع الإجهاد والتوتر. من خلال إيجاد التوازن الصحيح بين العمل والحياة الشخصية، يمكن تحسين الصحة النفسية والعاطفية، وتعزيز الرضا عن العمل والحياة بشكل عام.

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat