التعليم

التنمر لدى الطلاب

تعريف التنمر:

التنمر في اللغة يعود إلى الجذر “نَمَرَ”، الذي يعني الخشونة أو القسوة في التعامل، وهو سلوك عدواني ينبع من الرغبة في السيطرة وإيذاء الآخرين. أما في الاصطلاح، فيُعرَّف التنمر على أنه سلوك متعمد ومتكرر يستهدف الإضرار بالآخرين جسديًا، نفسيًا أو اجتماعيًا، بهدف فرض الهيمنة أو الشعور بالتفوق. يشمل التنمر أشكالًا عديدة منها الاعتداء اللفظي، الجسدي، والإلكتروني.

سبب التسمية وتاريخ التنمر:

ترجع تسمية التنمر إلى تشبيه سلوك المتنمر بسلوك “النمر” في عدوانيته على الفريسة. تاريخيًا، كان التنمر سلوكًا موجودًا في المجتمعات البشرية منذ القدم، ولكن لم يحظَ بالاهتمام كظاهرة اجتماعية تحتاج إلى دراسة وعلاج إلا في العقود الأخيرة مع ازدياد الحوادث في المدارس والمجتمعات المدنية، خاصة بعد ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

أهداف التنمر:

يهدف التنمر إلى إحداث ضرر مباشر على المستهدف، سواء كان ذلك نفسيًا أو جسديًا. يسعى المتنمرون عادة إلى:

1. إثبات تفوقهم على الآخرين.

2. إشباع شعورهم بالقوة والسيطرة.

3. الحصول على اعتراف أو تأييد من الأقران.

4. تهدئة مشاعر نقص أو ضعف داخلية.

أنواع التنمر:

1. التنمر الجسدي: يشمل الضرب، الدفع، والاعتداء البدني المباشر.

2. التنمر اللفظي: يتضمن السخرية، التحقير، الشتائم، والإهانات.

3. التنمر الاجتماعي: محاولة عزل الشخص المستهدف عن محيطه الاجتماعي، مثل نشر الشائعات أو تجاهله.

4. التنمر الإلكتروني: يشمل إرسال رسائل تهديدية، نشر محتوى ضار على الإنترنت، أو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للإساءة.

أمثلة على التنمر:

يمكن أن يأخذ التنمر أشكالًا متعددة في الحياة المدرسية، مثل:

• التنمر اللفظي: عندما يسخر الطلاب من طالب بسبب مظهره الخارجي أو حالته الاجتماعية.

• التنمر الجسدي: طالب يضرب زميله ويهدده بعدم التحدث إلى المعلمين.

• التنمر الإلكتروني: نشر صور محرجة لشخص معين على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تشويه سمعته.

دوافع التنمر:

تختلف دوافع التنمر باختلاف الظروف، ومن أبرز هذه الدوافع:

1. الشعور بالنقص: بعض المتنمرين يعانون من تدني الثقة بالنفس ويبحثون عن تفوق كاذب.

2. التأثير الجماعي: في بعض الحالات، يشجع الأقران سلوك التنمر بهدف تعزيز قبولهم الاجتماعي.

3. التنشئة الخاطئة: قد ينشأ المتنمر في بيئة تشجع على العدوان أو تعتبره سلوكًا طبيعيًا.

4. الصراعات الداخلية: قد يكون المتنمر يمر بمشاكل أسرية أو عاطفية تؤدي إلى تفريغها في الآخرين.

عمق المشكلة:

يُعتبر التنمر مشكلة معقدة تمتد آثارها النفسية على المدى البعيد، حيث يمكن أن يتسبب في تدني احترام الذات، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية للضحايا. في أسوأ الحالات، قد يؤدي التنمر إلى إيذاء النفس أو حتى الانتحار. كما أن المتنمرين أنفسهم قد يعانون من اضطرابات سلوكية في المستقبل إذا لم يتم معالجة سلوكهم في الوقت المناسب.

بعض المقترحات العامة لعلاج التنمر:

1. التوعية والتثقيف: على المدارس تنظيم حملات توعية عن مخاطر التنمر وكيفية التعامل معه.

2. تعزيز قيم الاحترام والمساواة: يجب تعليم الطلاب أهمية احترام الآخرين والتنوع في المجتمع.

3. تفعيل برامج الدعم النفسي: تقديم جلسات دعم نفسي للطلاب المتنمرين وضحايا التنمر لمساعدتهم على التعامل مع مشاعرهم.

4. التدخل المبكر: يجب على المعلمين والإداريين التدخل فورًا عند ملاحظة أي سلوك تنمري لمنع تفاقمه.

5. تعزيز الرقابة الإلكترونية: في ظل ازدياد التنمر الإلكتروني، من الضروري تعزيز رقابة الأهل والمدرسة على نشاطات الطلاب على الإنترنت.

الأهداف والطرق للحد من التنمر:

1. إيجاد بيئة تعليمية آمنة: يجب على المدارس والجهات التعليمية العمل على توفير بيئة خالية من الخوف والترهيب.

2. تنمية الذكاء العاطفي: تدريب الطلاب على كيفية التعامل مع مشاعرهم ومشاعر الآخرين بشكل صحي.

3. تعزيز الثقة بالنفس: خاصة بين الطلاب المستضعفين، لمساعدتهم على التصدي للمتنمرين.

4. تشجيع التواصل المفتوح: بين الطلاب والمعلمين والإداريين لضمان أن كل حالة تنمر يتم الإبلاغ عنها ومعالجتها.

5. تنفيذ قوانين صارمة: يجب أن تكون هناك قوانين ولوائح واضحة لمعاقبة المتنمرين، مع تقديم الدعم للضحايا.

التنمر لدى الطلاب يعد من أخطر الظواهر التي تؤثر سلبًا على بيئة التعليم ومستقبل الأفراد، ولذلك يجب مواجهته بجدية من خلال حملات توعوية وبرامج دعم نفسي وتعليم القيم الإنسانية للطلاب. بتنفيذ استراتيجيات فعالة وخلق بيئة تعليمية قائمة على الاحترام والتعاون، يمكننا تقليل التنمر وتأثيراته السلبية على الجيل القادم.

أعده ونسقه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat