التعليم

التوعية القلبية في المناهج

في زحمة الحياة الحديثة وتزايد المخاطر الصحية، يطلّ علينا موت الفجأة كهاجسٍ يطرق الأبواب دون موعد، ليذكّر الجميع أن الأجل بيد الله وحده، وأن الوقاية ضرورة ومن متطلبات الحياة الأساسية، ومع ارتفاع نسب أمراض القلب عالميًا، تصبح المدرسة المكان الأجدر لغرس وعي صحي مبكر للأجيال، إذ يجمع بين العلم والإيمان، ويصنع جيلًا يعرف كيف يحمي نفسه وأسرته، لم تعد المناهج تقتصر على المعرفة التقليدية، بل باتت مطالبة بالتحول إلى منصة حياة،  فالتلميذ الذي يتعلم اليوم كيف يعمل قلبه، وكيف يؤثر الغذاء والرياضة في صحته، سيكون غدًا شابًا مسؤولًا وصاحب وعي صحي ومدرك لكافة العواقب، ومن هنا تنطلق الخطة المقترحة لإدراج التوعية بأمراض القلب وموت الفجأة ضمن المراحل الدراسية كافة، بدءًا من القصص المبسطة في المرحلة الابتدائية والمدعمة بالصور الملونة والنشاطات الأخرى من قصص ملهمة مقروءة ومسموعة ، مرورًا بدروس التغذية في المرحلة المتوسطة من توضيح الأغذية الضارة والأغذية الصحية والفرق فيما بينهم ، وصولًا إلى التدريب العملي وورش العمل على الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام أجهزة الصدمات الكهربائية في المرحلة الثانوية والأعمال التطوعية المختلفة، ثم المقررات الجامعية المرتبطة بخدمة المجتمع وبشكل موسع وإقامة برامج مجتمعية ونشر الثقافة الصحية لشتى أفراد المجتمع بواسطة جميع الطرق التي يتم توصيل هذه المعلومات، إن التنفيذ يحتاج إلى دليل مدرسي موحّد، وتجهيز المدارس بأجهزة  AED، وتعاون مع وزارة الصحة والهلال الأحمر، والجمعيات الخيرية إضافة إلى محتوى رقمي تفاعلي وأسابيع صحية سنوية، وحيث أنني أؤكد أن المدرسة لا بد أن تكون قدوة حقيقية في نشر ثقافة الحياة، وأن التعليم مسؤولية تتجاوز حدود الصف، لتصل إلى بناء إنسان واعٍ، صحي الجسد، مطمئن الروح، إنني أسعى لترجمة هذا الطموح إلى واقع عبر مقالات توعوية وخدمات فكرية تجمع بين الأصالة والابتكار، لتكون منارة للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وفي النهاية، تبقى المدرسة قلب المجتمع النابض، وإذا استثمرنا في وعي طلابها الصحي، فإننا نصنع مستقبلًا أكثر أمانًا وعافية. 

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي​

اترك رد

WhatsApp chat