مقالات وقضايا

اليوم الذي أعاد كتابة التاريخ: ملحمة وطن تتجدد

بزوغ فجر أمة

في الثاني والعشرين من سبتمبر، تتوقف عقارب الزمن عند محطة فارقة، حيث وُلدت المملكة العربية السعودية كأعظم وحدة سياسية في القرن العشرين. لم يكن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – يوحد أرضًا متفرقة فحسب، بل كان يعيد صياغة قدر أمة، لتصبح المملكة قلب الجزيرة العربية ودرعها الحامي، ومنارة للعالم الإسلامي.

“لقد صنع التوحيد وطنًا، وصنع الوطن تاريخًا، وسيصنع التاريخ مستقبلًا أكثر إشراقًا.”


من رمال الصحراء إلى سماء المجد

لم يكن التوحيد نهاية قصة، بل بداية ملحمة. من صحراء مترامية الأطراف، وُلد وطن يقف اليوم بين أكبر اقتصادات العالم، ويقود المبادرات الدولية، ويُرسخ حضوره كركيزة استقرار سياسي وأمني واقتصادي.

اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى نحتفل بها، بل هو نافذة نطل منها على سر القوة التي جعلت المملكة تقود العالم بجرأتها، وتُدهش العالم بقدرتها على تجاوز المستحيل.


قيادة تُجدد العهد

في هذا اليوم المجيد، تتجلى رمزية القيادة الحكيمة التي حملت الراية منذ الملك المؤسس، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.

رؤية 2030 لم تأتِ لتضيف إنجازًا فحسب، بل لتؤسس لحقبة تاريخية جديدة، تُوازي في أثرها قرار التوحيد نفسه، وتجعل من المملكة قوة ناعمة وصلبة في آنٍ واحد.

“من هنا، من أرض التوحيد، انطلقت رؤيةٌ ستجعل الغد أجمل من كل الأمس.”


وفاء شعب وصمود وطن

إن أعظم ما يميز اليوم الوطني هو ذلك العهد المتجدد بين القيادة والشعب؛ وفاء متبادل جعل المملكة تتجاوز التحديات وتحقق المعجزات الواقعية. دماء الشهداء التي روت الأرض، والولاء الذي يحمله كل مواطن، هي السر في بقاء هذا الوطن متماسكًا، صامدًا، وماضيًا نحو القمة.


اليوم الذي لا يتكرر

اليوم الوطني ليس حدثًا عابرًا في تقويم الأمم، بل درسٌ خالد في معنى الهوية والانتماء. إنه يومٌ يليق أن يُكتب بالذهب، ويُروى للأجيال كأعظم قصة وحدة ووفاء، كحكاية تُلهم شعوب الأرض أن الأوطان لا تُبنى بالصدفة، بل بالعزم والإيمان والتضحية.

هذا اليوم لا يتكرر، لأنه ببساطة يوم صنع التاريخ، ويصنع المستقبل في الوقت ذاته.

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي​

اترك رد

WhatsApp chat