في ظل التطور التقني والتحول الرقمي الذي تشهده وزارة التعليم، برزت تطبيقات “الحضور والانصراف” كوسيلة لقياس انضباط الموظفين، غير أن المعلمين والمعلمات يواجهون تحديًا مختلفًا عن بقية الموظفين، فطبيعة عملهم ليست مجرد التزام بعدد ساعات مكتبية، بل هي أداء مهام تربوية وتعليمية مرتبطة بجدول دراسي يتغير حسب الحصص والفصول، وهنا يبرز تطبيق “حضوري” كخيار واعد، لكنه يحتاج إلى تطوير يتناسب مع خصوصية مهنة التعليم، إن ما يميز المعلم أنه يؤدي واجباته خلال الحصص الدراسية بكامل الجهد والتركيز، بينما قد يجد نفسه بعد انتهاء جدوله مضطرًا للبقاء داخل المدرسة دون مهام محددة، فقط من أجل استكمال عدد الساعات، إن هذا الوضع يخلق حالة من “الفراغ الإجباري” ويؤثر على جودة الأداء والتحفيز، وحيث أنني كاتب ومفكر وأعمل في ساحة التعليم فإنه يجب أن يُنظر إلى تطبيق حضوري بطريقة مغايرة للتطبيقات التقليدية التي تركز على توقيت الدخول والخروج فقط، بحيث أنه يوجد عدد من المقترحات لأصحاب الرأي وصناع القرار داخل وزارة التعليم الشامخة، بحيث يتم ربط الانضباط بجدول الحصص الفعلي للمعلم، ويقاس الأداء وفق الحضور داخل الحصص لا مجرد الساعات فقط، إنه من المهم التركيز على جودة تنفيذ الحصة التعليمية بدلًا من التقيد بالدوام الطويل الذي قد لا يتناسب مع المهام الفعلية، ويجب إتاحة مرونة أكبر تعكس طبيعة العمل التربوي القائم على فترات متفاوتة من الجهد الذهني والتربوي، من المقترحات المميزة ربط التطبيق بالجدول الزمني للمعلم بشكل مباشر، بحيث يسجل حضوره تلقائيًا عند دخوله الحصة عبر رموز QR أو أجهزة ذكية داخل الفصول، إضافة مؤشرات للأداء مثل تقييم تنفيذ الحصة، المشاركة في الأنشطة، وإعداد الخطط التعليمية، لتكون جزءًا من قياس الانضباط، ولابد من تقليل ساعات الفراغ الإجباري عبر السماح للمعلمين بإنهاء دوامهم بعد الانتهاء من مهامهم التعليمية، بدلًا من البقاء داخل أفنية المدرسة بدون طلاب وبدون عمل فعلي، إن تحفيز المعلمين والمعلمات من خلال ربط الالتزام بالحوافز والمكافآت، وليس فقط بالمساءلات الإدارية والمطالبات بالساعات فقط والذي يعكس هدراً في الجهد العقلي والفكري وكذلك جهد على الموارد داخل المدرسة من الطاقة الكهربائية وما شابهها، إن التكامل مع أنظمة الوزارة لتوحيد بيانات الحضور، الجدول، والتقارير في منصة واحدة تدعم اتخاذ القرار الإيجابي، إن تطبيق حضوري يمكن أن يصبح أداة فعّالة لإدارة الانضباط والوقت إذا تم تكييفه مع خصوصية مهنة التعليم، فالمعلم ليس موظفًا تقليديًا يجلس خلف مكتب، بل هو قائد داخل الصف، وقياس أدائه يجب أن يكون مرتبطًا بجودة الحصة وتأثيرها، لا بعدد الساعات التي يقضيها بين جدران المدرسة.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي
https://shorturl.fm/X6Ka8
https://shorturl.fm/2AadW
https://shorturl.fm/aFLdb
https://shorturl.fm/hKXkS
https://shorturl.fm/FcLw7
https://shorturl.fm/65N2k
https://shorturl.fm/wik3R
https://shorturl.fm/JZjNm