مقالات وقضايا

رسالة إلهية تهز القلوب وتوقظ الضمائر ✨

يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم (كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) إنها رسالة إلهية تهز القلوب وتوقظ الضمائر ✨

المدخل التاريخي للآية

الآية الكريمة وردت في سورة الفجر، في سياق الحديث عن الإنسان حين يُبتلى بالرزق أو يُبتلى بالحرمان، فيظن أن سعة المال دليل رضى الله، وضيق العيش دليل سخطه. فجاء الخطاب الإلهي رادعاً: كَلَّا، أي ليس الأمر كما تزعمون. ثم جاء التوبيخ الصريح: بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ، لتكشف الحقيقة المرة أن معيار القرب من الله ليس كثرة الأموال، وإنما الرحمة والإحسان، وأعظمها ما يكون لليتيم.

سؤال جميل جدًا 🌹

معنى اليتيم في اللغة:

  • اليتيم لغةً: هو المنفرد، ويُقال “يتيم” لمن فقد شيئًا لا عِوض له.
  • في الاصطلاح عند العرب: اليتيم هو من فقد أباه وهو صغير.

تحديد العمر لليتيم:

  • اليُتم يستمر حتى يبلغ الطفل سن الرشد (الاحتلام أو البلوغ بعلاماته الشرعية).
  • إذا بلغ، انقطع عنه وصف اليتيم، حتى لو بقي بلا والد.

التفصيل:

  • من فقد أباه فقط: يُسمى يتيمًا، لأنه فقد من كان يعوله وينفق عليه.
  • من فقد أمه فقط: لا يُسمى يتيمًا في اللغة، بل يُقال: “فاقد الأم”، مع أنه حِسًّا يتيم القلب.
  • من فقد أباه وأمه معًا: يُسمى يتيم الأبوين، وأشد أنواع اليُتم قسوة، لكن في الأصل يطلق “اليتيم” لفقد الأب.

📌 في الحديث: «لا يُتْم بعد احتلام» (رواه أبو داود)، أي أن وصف اليُتم ينتهي ببلوغ الطفل.

عمق المعنى والبعد الإنساني

هذه الآية ليست مجرد توجيه، بل هي إنذار شديد اللهجة لكل من يترك اليتيم دون عون أو رعاية. إنها رسالة تحذير من الله أن من قسا قلبه على الأيتام فهو بعيد عن رحمته، وفي الوقت نفسه، هي باب عظيم من أبواب الأمل؛ لأن إكرام اليتيم يُقرّب العبد من الله، ويجعل الرحمة تظلّه في الدنيا والآخرة.

التخويف والتهديد

  • الوعيد جاء في صيغة حرمان: فمن لم يُكرم اليتيم حُرم البركة في ماله وعمره.
  • المجتمع الذي لا يكرم أيتامه مجتمع مهدد بالزوال، لأن الله لا يرضى بالقسوة.

الترغيب والوعد

  • كفالة اليتيم سبب لمرافقة النبي ﷺ في الجنة، كما ورد في الصحيح.
  • إكرام اليتيم يمحو القسوة من القلب، ويجعل حياة المحسن عامرة بالبركة.

توصيات الأستاذ ماجد عايد العنزي 🌿

  • ضرورة أن تكون رعاية الأيتام مسؤولية مجتمعية، لا تقتصر على الجمعيات بل تمتد لكل فرد.
  • الإحسان لليتيم يجب أن يكون عملياً: رعاية نفسية، تعليم، دمج مجتمعي، وليس مجرد صدقات عابرة.
  • أوصي المعلمين والمعلمات بدمج الأيتام في بيئة الصف دون تمييز، ليشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.
  • أوصي رجال الأعمال أن يجعلوا جزءاً من مشاريعهم الوقفية في رعاية الأيتام وتعليمهم.
  • أوصي الشباب أن يستثمروا طاقتهم في مبادرات تطوعية، تعكس روح التكاتف.

أهداف العمل بهذه الآية

  1. إحياء الضمير المجتمعي: حتى لا يبقى اليتيم فريسة للوحدة أو الحرمان.
  2. تحقيق التكافل: ليشعر كل فرد أنه مسؤول أمام الله عن من حوله.
  3. غرس الرحمة في القلوب: فهي أمان من قسوة الروح.

طرق عملية للإكرام

  • تخصيص برامج مدرسية مدمجة للأيتام مع زملائهم لتعزيز المشاركة.
  • إنشاء صناديق دعم محلية في الأحياء والقرى، يشرف عليها وجهاء المجتمع.
  • إعداد حملات توعية إعلامية ودروس تربوية في المساجد والمدارس حول فضل إكرام اليتيم.
  • إطلاق مبادرات شبابية للرعاية التعليمية والأنشطة الترفيهية للأيتام.

مقترحات عامة

  • ربط رعاية الأيتام بمشاريع الاستدامة المالية حتى لا تتوقف بدعم فردي مؤقت.
  • تفعيل دور التقنية عبر منصات إلكترونية سعودية مثل منصة إحسان التي تدعم العمل الخيري الموثوق.
  • تعزيز الشراكات بين القطاع الحكومي والخاص في مشاريع الأيتام.

الختام المؤثر 💌

إنها دعوة إلهية صريحة: كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ. فليت شعورنا لا يهدأ إلا وقد قمنا بحق هذا النداء العظيم. فالأيتام أمانة، ومن قصر فيهم فقد عرّض نفسه لغضب الله، ومن أحسن إليهم فتح له الله أبواب رحمته.

🔖 أوصيكم بما أوصى به الأستاذ ماجد عايد العنزي: أن نُحوّل هذه الآية إلى منهج حياة، فلا يبقى في مجتمعنا يتيم يذوق مرارة الحرمان.


📢 نداء للقراء الكرام:
إذا كان لديكم اقتراحات أو تعليقات أو أفكار لمبادرات عملية لرعاية الأيتام، شاركونا آرائكم في خانة التعليقات 👇، فالكلمة الواحدة قد تكون سبباً في فتح أبواب خير ورحمة لأمة كاملة.


اترك رد

WhatsApp chat