في عالم متسارع يتطلب من الشباب مهارات متنوعة تتعدى الدراسة الأكاديمية، برزت أهمية التطوع كوسيلة أساسية لتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق، تعتبر منصة العمل التطوعي في السعودية خطوة رائدة لدعم جهود التطوع، وخصوصًا للطلاب الذين يسعون إلى تحسين قدراتهم واكتساب خبرات عملية تعزز من فرصهم المستقبلية.
تاريخ منصة العمل التطوعي وبداياتها
بدأت فكرة منصة العمل التطوعي في السعودية تتبلور مع الحاجة المتزايدة لتنظيم وتوثيق الأنشطة التطوعية على مستوى المملكة. تم إطلاق المنصة رسميًا في عام 2020 تحت مظلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، كجزء من رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي في التنمية الاجتماعية.
منصة العمل التطوعي جاءت كأداة لتعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين في الأنشطة التطوعية وتنظيمها بطريقة احترافية تضمن الاستفادة القصوى من الجهود المبذولة. المنصة توفر سجلًا موحدًا للساعات التطوعية، مما يسهل على الطلاب والشباب بشكل عام توثيق مشاركاتهم واستثمارها في بناء سيرتهم الذاتية.
أهداف منصة العمل التطوعي
تسعى المنصة لتحقيق عدة أهداف رئيسية تتماشى مع رؤية المملكة الطموحة:
1. تعزيز ثقافة التطوع: المنصة تساهم في نشر الوعي حول أهمية التطوع وتأثيره الإيجابي على المجتمع وعلى الأفراد.
2. تنظيم الجهود التطوعية: توفر المنصة نظامًا موحدًا لتوثيق الساعات التطوعية، مما يضمن مصداقية النشاط التطوعي ويوفر مرجعًا رسميًا للمشاركين.
3. دعم الطلاب والشباب: المنصة تُعتبر فرصة ذهبية للطلاب لتعزيز مهاراتهم العملية والقيادية واكتساب تجارب جديدة.
4. رفع مستوى مشاركة القطاع غير الربحي: من خلال تسهيل وصول المنظمات غير الربحية إلى المتطوعين، تساهم المنصة في زيادة تأثير القطاع غير الربحي في التنمية.
فوائد التسجيل للطلاب
التسجيل في منصة العمل التطوعي يحمل العديد من الفوائد للطلاب، والتي يمكن تقسيمها إلى عدة جوانب:
1. اكتساب الخبرات العملية: المشاركة في الأنشطة التطوعية تتيح للطلاب فرصة التعلم من الميدان وتطوير المهارات الشخصية والمهنية التي قد لا تتوفر في القاعات الدراسية.
2. بناء السيرة الذاتية: توثيق الساعات التطوعية يضيف قيمة إضافية لسيرتك الذاتية، مما يجعل الطلاب المتطوعين أكثر تميزًا عند التقديم على الوظائف أو المنح الدراسية.
3. تعزيز المهارات الاجتماعية: التطوع يساعد الطلاب على تحسين مهارات التواصل والعمل الجماعي، كما يعزز من روح القيادة والمسؤولية الاجتماعية.
4. فرصة للتأثير الإيجابي: من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية، يمكن للطلاب أن يكونوا جزءًا من حلول مجتمعية مهمة، مما يمنحهم شعورًا بالإنجاز والرضا الذاتي.
5. التكامل مع التعليم: بعض الجامعات والكليات تشجع الطلاب على التطوع وتمنحهم نقاطًا أكاديمية أو مزايا إضافية بناءً على مشاركتهم في الأنشطة التطوعية.
طرق التسجيل في منصة العمل التطوعي
تسجيل الطلاب في منصة العمل التطوعي سهل وبسيط، ويمكن القيام به باتباع الخطوات التالية:
1. زيارة الموقع الرسمي لمنصة العمل التطوعي: يمكنك التوجه إلى volunteer.sa لإنشاء حساب جديد.
2. إنشاء حساب: يحتاج الطالب إلى إدخال بياناته الشخصية مثل الاسم ورقم الهوية الوطنية، ثم تأكيد التسجيل عبر البريد الإلكتروني.
3. البحث عن الفرص التطوعية: بعد إنشاء الحساب، يمكن للطلاب البحث عن الفرص التطوعية المناسبة لهم حسب الموقع الجغرافي أو المجال التطوعي المطلوب.
4. التقديم على الفرص: بمجرد العثور على الفرصة المناسبة، يمكن للطالب التقديم عليها وانتظار الموافقة من الجهة المنظمة.
5. توثيق الساعات التطوعية: بعد إتمام النشاط، تقوم الجهة المنظمة بتوثيق ساعات العمل التطوعي في حساب الطالب، مما يتيح له الاستفادة منها في المستقبل.
المقترحات العامة لتعزيز فعالية التطوع للطلاب
1. تعزيز التعاون بين الجامعات ومنصة العمل التطوعي: يمكن للجامعات تخصيص وحدات خاصة لدعم وتشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة التطوعية، مع تقديم حوافز أكاديمية للمشاركين.
2. تنظيم ورش عمل تدريبية: تقديم ورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية التطوع وكيفية الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة يمكن أن يشجع المزيد من الطلاب على التسجيل والمشاركة.
3. تطوير برامج تطوعية مخصصة للطلاب: تصميم برامج تطوعية تتناسب مع اهتمامات الطلاب وتخصصاتهم يمكن أن يزيد من رغبتهم في المشاركة ويعزز استفادتهم المهنية.
أهمية التطوع في النظام التعليمي السعودي
التطوع ليس مجرد نشاط جانبي بل هو عنصر مهم في تعزيز شخصية الطالب ومهاراته. التعليم الحديث يشجع على إعداد الطالب ليكون قادرًا على التفاعل الإيجابي مع المجتمع والمساهمة في حل المشكلات. ومنصة العمل التطوعي توفر لهؤلاء الطلاب فرصة لا تقدر بثمن لتطبيق ما يتعلمونه في الحياة الواقعية، سواء من خلال مساعدة الآخرين أو بناء علاقات اجتماعية جديدة.
التسجيل في منصة العمل التطوعي يحمل فائدة كبيرة للطلاب من حيث تنمية مهاراتهم الشخصية والمهنية، ويساعدهم على المساهمة في بناء مجتمع أفضل. المنصة ليست مجرد وسيلة لتنظيم الجهود التطوعية، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل الطلاب الذين يرغبون في التفوق والتميز في حياتهم الشخصية والمهنية. لذا، فإن الانخراط في العمل التطوعي يعد خطوة ذكية لكل طالب يسعى لتطوير ذاته وتعزيز دوره في المجتمع.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي
