الأستاذ /ماجد بن عايد العنزي ،أريد الإستفسار عن طريقة الاستعلام عن؟
كيف يُسهم التطوع في مكافحة البطالة؟
الجواب:-
التطوع هو أحد الأنشطة التي تتيح للأفراد فرصة المشاركة في خدمة المجتمع دون انتظار عائد مادي مباشر، ولكنه قد يحمل فوائد عديدة تؤثر على حياة الأفراد بشكل غير مباشر، خاصة في مجال تحسين فرصهم الوظيفية. يُعتبر التطوع أداة فعالة في مكافحة البطالة، حيث يمنح الأفراد المهارات والخبرات اللازمة للانخراط في سوق العمل ويُعزز من قيمتهم في أعين أصحاب العمل. إليك شرحًا مفصلًا لكيفية مساهمة التطوع في مكافحة البطالة:
1. تطوير المهارات المهنية والشخصية
التطوع يتيح للفرد فرصة اكتساب وتطوير مهارات مختلفة، مثل مهارات التواصل، التنظيم، القيادة، والعمل الجماعي. هذه المهارات تُعتبر أساسيات يحتاجها أي موظف، وتزيد من جاذبية الفرد لأصحاب العمل المحتملين. عندما يتمكن المتطوع من إظهار هذه المهارات في سيرته الذاتية، تصبح فرصه أكبر في الحصول على وظيفة، حيث يبرز كشخص مؤهل وذو خبرة عملية.
2. اكتساب الخبرة العملية
من خلال العمل التطوعي، يُمكن للأفراد اكتساب خبرة عملية تساهم في تقليل الفجوة بين متطلبات سوق العمل وما يمتلكونه من مؤهلات. العمل التطوعي يُعتبر بمثابة تدريب عملي، حيث يتيح للمتطوعين فرصة التعرف على كيفية سير العمل في المؤسسات، وممارسة مسؤوليات مهنية مشابهة لتلك الموجودة في الوظائف المدفوعة. هذه الخبرة تساعدهم على بناء سيرتهم الذاتية وجعلها أكثر جاذبية لأصحاب العمل.
3. توسيع شبكة العلاقات المهنية
العمل التطوعي يوفر بيئة تفاعلية تتيح للأفراد فرصة التواصل مع مختلف الشخصيات من موظفين ومتطوعين وقادة مجتمعيين. هذه الشبكة من العلاقات تفتح أمام المتطوعين آفاقًا جديدة، حيث يُمكن أن يتعرفوا على فرص عمل جديدة، أو يحصلوا على توصيات من زملائهم أو مشرفيهم، مما يزيد من فرصهم للالتحاق بوظائف مستقبلاً.
4. تعزيز الثقة بالنفس والاستعداد للعمل
التطوع يمنح الأفراد شعورًا بالثقة بالنفس وقدرة أكبر على التعامل مع بيئات العمل، خاصة إذا كانت هذه هي تجربتهم الأولى. عند المشاركة في مشاريع تطوعية، يكتسب الفرد قدرة على التعامل مع ضغوط العمل وتحقيق الأهداف، مما يعزز من جاهزيته للعمل ويزيد من قدرته على التكيف في بيئات العمل المتنوعة.
5. بناء سجل مهني مميز
وجود العمل التطوعي ضمن السيرة الذاتية يعطي انطباعًا إيجابيًا عن الفرد، حيث يراه أصحاب العمل كمرشح يمتلك حس المسؤولية والالتزام، ويهتم بخدمة مجتمعه. هذا السجل المهني المميز يُظهر استعداد الشخص لتقديم جهده ووقته دون مقابل مادي، مما يعكس قيمة أخلاقية واجتماعية تساهم في تفضيله عند التوظيف.
6. التطوع كفرصة لاستكشاف المهن المختلفة
العمل التطوعي يسمح للأفراد بتجربة العمل في مجالات متنوعة، مما يساعدهم على اكتشاف شغفهم واختيار المجال الوظيفي المناسب لهم. هذه التجارب تساعدهم على اتخاذ قرارات مهنية مدروسة وتوجههم نحو وظائف تتناسب مع مهاراتهم واهتماماتهم، مما يزيد من استقرارهم الوظيفي ويقلل من احتمالية البطالة.
7. تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال
في بعض الأحيان، يُلهم العمل التطوعي الأفراد لابتكار حلول لمشكلات المجتمع، أو لإنشاء مشاريع تساهم في حل هذه المشكلات. يمكن أن يتحول هذا الابتكار إلى مشروع ريادي، مما يخلق فرص عمل جديدة للشخص وللآخرين. ريادة الأعمال الناتجة عن التطوع تُعتبر من وسائل مكافحة البطالة من خلال تقديم حلول مبتكرة وتوسيع مجالات العمل.
8. تخفيف العبء على المؤسسات وتوفير فرص التدريب
المؤسسات غير الربحية والجمعيات الخيرية تعتمد بشكل كبير على المتطوعين في إدارة أنشطتها. العمل التطوعي في مثل هذه المؤسسات يمنح الأفراد فرصة تدريبية غير تقليدية، ويتيح لهم فرصة التعرف على بيئة العمل وكيفية تنفيذ المهام ضمن فريق. مثل هذه التجارب قد تساهم في إعداد المتطوعين لسوق العمل بشكل أفضل، وتهيئتهم لتولي أدوار وظيفية مستقبلاً.
9. التطوع كوسيلة للانتقال إلى العمل المدفوع
في بعض الأحيان، يكون التطوع بدايةً للعمل بدوام كامل، خاصة إذا أظهر المتطوع كفاءة وجدية في الأداء. بعض المؤسسات قد تقوم بتوظيف المتطوعين بعد فترة من إثبات كفاءتهم. لذا، يُعتبر العمل التطوعي بمثابة جسر يصل الأفراد إلى العمل المدفوع ويُساهم في الحد من البطالة.
10. توفير الخبرة للشباب حديثي التخرج
يواجه الشباب حديثو التخرج صعوبة في دخول سوق العمل بسبب نقص الخبرة. العمل التطوعي يتيح لهؤلاء الشباب فرصة الحصول على تجربة عملية تساعدهم على بناء خبرة مهنية، وتزيد من فرصهم في الحصول على وظائف، مما يُسهم في تقليل معدلات البطالة بين هذه الفئة.
مقترحات لتعزيز أثر العمل التطوعي في مكافحة البطالة
1. إدراج برامج تدريبية ضمن التطوع: ينبغي على المؤسسات توفير برامج تدريبية مكثفة للمتطوعين، تتضمن المهارات التي تتطلبها الوظائف في سوق العمل، مما يزيد من كفاءة المتطوعين ويعزز من جاهزيتهم.
2. التعاون بين الشركات والجمعيات غير الربحية: يمكن للشركات أن تدعم برامج العمل التطوعي بتوفير فرص تدريب أو توظيف للمتطوعين المتميزين، مما يساهم في دمجهم بسوق العمل وتقليل معدلات البطالة.
3. التوعية بأهمية التطوع في بناء المهارات: نشر الوعي حول الفوائد المهنية للتطوع من شأنه أن يشجع الأفراد على الانخراط في الأنشطة التطوعية، ويزيد من وعيهم حول كيفية توظيف هذه التجارب في تحسين فرصهم الوظيفية.
4. إنشاء منصات تواصل بين المتطوعين وأصحاب العمل: يمكن للمؤسسات إنشاء منصات إلكترونية تجمع المتطوعين بأصحاب العمل، بحيث يتمكن أصحاب العمل من الاطلاع على خبرات المتطوعين واستقطابهم عند الحاجة.
5. توفير حوافز للتطوع المهني: تشجيع الأفراد على التطوع في مجالات تخصصهم، عبر تقديم حوافز وشهادات معتمدة، يزيد من فرصهم في تعزيز سيرهم الذاتية ويزيد من قيمتهم في سوق العمل.
العمل التطوعي يمكن أن يكون أحد الحلول الفعالة لمكافحة البطالة، إذ يمنح الأفراد فرصة تطوير مهاراتهم، واكتساب الخبرة، وبناء شبكة علاقات مهنية قوية، وكل ذلك يعزز من فرصهم في الحصول على وظائف مستقبلاً. من خلال العمل التطوعي، يمكن للأفراد تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، وتحقيق تقدم واضح في مسيرتهم المهنية. لذا، يجب تشجيع الأفراد على استثمار وقتهم وجهدهم في التطوع، حيث يمكن أن يكون خطوة أولى نحو مستقبل وظيفي واعد.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي