مشاريع وأعمال خيرية مقالات وقضايا

مبادرة إنسانية برعاية القيادة الحكيمة

عندما يسيل القلم بالكتابة حبراً وتهطل الأفكار كالمطر وتفيض قريحتها ياسميناً وعنبراً لما نشاهده في كل وقت وحين، وفي بادرة إنسانية عظيمة تجسد روح القيادة، أطلق مقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير/  محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاه الله – حملة وطنية للتبرع بالدم، امتدادًا للنهج المبارك الذي سار عليه مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي كان سبّاقًا في هذا المجال وغيرها مما لا يسع ذكره، إن هذه المبادرات القيادية لا تأتي من فراغ، بل هي تعبير صادق عن قيم العطاء والتكاتف التي يقوم عليها المجتمع السعودي الأصيل.

إن التبرع بالدم ليس مجرد عمل صحي أو إجراء طبي، بل هو رسالة نبيلة وإنسانية، تحمل في طياتها حياةً لآخرين ينتظرون قطرة دم تعيد إليهم الأمل، يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) إن المتبرع بدمه لا يمنح غيره فرصة جديدة للحياة فقط، بل يجني لنفسه فوائد صحية عديدة؛ إذ أثبتت الدراسات أن التبرع المنتظم يساهم في تنشيط الدورة الدموية، ويقلل من أخطار بعض الأمراض، ويعزز الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية.

لقد أثبت الشعب السعودي عبر العقود أنه شعب معطاء كريم، فلم تقتصر مبادراته على حملات وطنية أو أيام محددة، بل أصبح التبرع بالدم ثقافة مجتمعية متجذرة، وفي كل فترة نسمع بالأخبار ونقرأ بالصحف ألاف من المتبرعين الذين يحصلون على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، تكريمًا لهم على مبادرتهم بالتبرع للعديد من المرات، وهو شرف ووسام يضاف إلى مسيرة الخير التي تزين سجل هذا الشعب الوفي.

إن هذه الحملات الوطنية تعكس أهمية التعاون بين جميع أطياف المجتمع، فالمستشفيات وبنوك الدم بحاجة دائمة لمخزون آمن يكفي لمواجهة الحالات الطارئة والعمليات الجراحية، بحيث إن التكاتف بين أبناء المجتمع يجعل المملكة في مقدمة الدول التي تحقق الاكتفاء الذاتي في بنوك الدم.

إن ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين من حرص على بث روح العمل التطوعي والإنساني يمثل قدوة لكل مواطن، ورسالة واضحة أن القيادة لا تكتفي بالتوجيه، بل تبدأ بنفسها لتضرب أعظم الأمثلة في البذل والعطاء، وفي الختام، يظل التبرع بالدم عنوانًا للمحبة والوحدة والتراحم في وطننا الغالي، فكل مواطن هو شريك في إنقاذ الأرواح، وكل متبرع يكتب بدمه قصة جديدة من قصص العطاء السعودي.

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي​

اترك رد

WhatsApp chat