الزيوت المهدرجة هي نوع من الزيوت النباتية التي خضعت لعملية الهدرجة، حيث تُضاف جزيئات الهيدروجين لتحويلها من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة أو شبه الصلبة في درجة حرارة الغرفة. تُستخدم هذه الزيوت بشكل واسع في المنتجات الغذائية مثل الحلويات المعبأة، والبسكويت، والمخبوزات، والأطعمة السريعة؛ وذلك لأنها تمدّ المنتجات بعمر تخزين أطول وتمنحها ملمسًا أفضل. لكن، لهذه الزيوت العديد من المخاطر الصحية التي أثارت اهتمام العلماء والأطباء والمستهلكين على حد سواء.
كيف تُصنع الزيوت المهدرجة؟
عملية الهدرجة تتم عن طريق إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية في درجات حرارة وضغط مرتفعين باستخدام محفزات كيميائية. نتيجة لهذه العملية، تتحول الزيوت إلى زيوت مهدرجة أو مهدرجة جزئيًا (التي تحتوي على الدهون المتحولة). الهدف من هذه العملية هو تحسين قوام المنتج الغذائي وزيادة مدة صلاحيته.
أبرز مخاطر الزيوت المهدرجة الصحية
1. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
تحتوي الزيوت المهدرجة، خصوصًا المهدرجة جزئيًا، على الدهون المتحولة (Trans fats)، وهي من أخطر أنواع الدهون التي يمكن أن يتناولها الإنسان. تسبب الدهون المتحولة ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم وانخفاض مستوى الكوليسترول النافع (HDL)، مما يزيد من خطر تراكم الكوليسترول في الشرايين وحدوث تصلب الشرايين، وبالتالي يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
2. التأثير السلبي على الوزن والصحة العامة
تساهم الزيوت المهدرجة في زيادة استهلاك السعرات الحرارية وتراكم الدهون في الجسم، مما يزيد من مخاطر السمنة المفرطة ومشاكلها المرتبطة مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني، واضطرابات التمثيل الغذائي. تُهضم هذه الزيوت بشكل أبطأ من الزيوت الطبيعية، مما يؤدي إلى تراكمها في الجسم وزيادة الوزن على المدى الطويل.
3. زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
أظهرت الدراسات أن تناول الدهون المتحولة الموجودة في الزيوت المهدرجة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. تؤثر هذه الدهون على حساسية الجسم للأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى اختلال مستويات السكر وزيادة احتمالية الإصابة بالسكري.
4. تأثيرات على صحة الدماغ والجهاز العصبي
أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك الدهون المتحولة قد يرتبط بتراجع القدرات العقلية والإدراكية على المدى الطويل، ويزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية مثل الزهايمر. كما يمكن أن تؤثر على وظائف الدماغ بشكل سلبي وتؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز والذاكرة.
5. التأثير على صحة الكبد
تؤثر الدهون المتحولة في الزيوت المهدرجة على وظائف الكبد، حيث تُزيد من مستويات الدهون في الجسم وتؤدي إلى تراكمها في الكبد، مما يسبب الإصابة بالكبد الدهني وزيادة احتمالية الإصابة بمشاكل صحية خطيرة مثل التهاب الكبد وتليف الكبد.
6. زيادة احتمالية الإصابة بالالتهابات المزمنة
الدهون المتحولة يمكن أن تحفز استجابة التهابية في الجسم، مما قد يؤدي إلى تطور الأمراض المزمنة مثل التهابات المفاصل، والأمراض القلبية، والأمراض المرتبطة بالجهاز المناعي.
البدائل الصحية للزيوت المهدرجة
لتجنب مخاطر الزيوت المهدرجة، من الأفضل البحث عن بدائل صحية عند إعداد الطعام. بعض الخيارات تشمل:
- الزيوت النباتية غير المهدرجة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت جوز الهند، فهي تحتوي على الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة التي تعتبر صحية للقلب.
- الزبدة الطبيعية باعتدال، حيث يمكن استخدامها كبديل عن السمن المهدرج.
- الأفوكادو والمكسرات، حيث تحتوي على الدهون الصحية والفيتامينات والمعادن التي تساعد في تعزيز الصحة العامة.
نصائح للتقليل من استهلاك الزيوت المهدرجة
- قراءة المكونات الغذائية: تحقق من الملصقات الغذائية وتجنب المنتجات التي تحتوي على “الزيوت المهدرجة” أو “الدهون المتحولة”.
- الطهي في المنزل: حاول تحضير الوجبات في المنزل باستخدام زيوت صحية بدلًا من تناول الأطعمة الجاهزة والمصنعة التي غالبًا ما تحتوي على الزيوت المهدرجة.
- تناول الفواكه والخضروات: الإكثار من تناول الفواكه والخضروات يساعد في تقليل الاعتماد على الأطعمة المعبأة والغنية بالدهون المهدرجة.
الزيوت المهدرجة تحمل مخاطر صحية كبيرة قد تؤثر على القلب، والأوعية الدموية، والوزن، والكبد، والجهاز العصبي، وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. من الأفضل تجنب تناول هذه الزيوت واختيار بدائل صحية لتحسين الصحة العامة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض. التوعية بالآثار السلبية لهذه الزيوت ودورها في الصحة تعد خطوة هامة لتعزيز الوعي الغذائي وتحقيق نمط حياة صحي.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي