مقالات وقضايا

هدوء السلحفاة حكمة

إن الله عز وجل علم  أبو البشرية أدم عليه السلام الأسماء كلها، لم يعلمه الله سبحانه الا من أجل أن يتعلم ويتدبر ويعتبر ويمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى. 

إن هدوء السلحفاة ومشيها البطيء وسكونها وقلة حركتها وطبعها الذي يتسم بالتباطؤ وعدم الاستعجال يخفي بين طياته العجب العجاب ومجموعة  من الأسرار التي أودعها الله سبحانه فيها. 

السلاحف هي من أقدم المخلوقات التي وجدت على وجه الأرض فقد ذكر العلماء في الجامعات والدراسات الأحفورية أنها وجدت قبل أكثر من 200 مليون عام. 

من العجائب الغريبة والصدف التي تأتي  من غير ميعاد أن السلاحف ذهبت في عام 1968م في رحلة فضائية قام بها الاتحاد السوفييتي من قبل روسيا من خلال ارسال مسبار الفضاء وقد تحملت السلاحف هذه الرحلة الخارجية ولم تتأثر رغم أنها خرجت خارج الغلاف الجوي ومعاناة الضغط الجوي، وقد رجعت سليمة معافاة والإنسان عندما يذهب الى الفضاء ويرجع يحتاج الى التأهيل من أجل أن يمشي ويدرك ما حوله. 

أيها الإنسان تدبر وتفكر في خلق الله وعجائب صنعه ، خصوصاً هذا المخلوق الهادئ السلحفاة  وما يخفيه بين طياته من رموز الصبر والحكمة وعدم الإستعجال في اتخاذ أي قرار. 

لقد توصل الباحثون في إحدى الجامعات الأمريكية والمختصة في العلم الحيوان والتشريح، قد وجدوا بأن أدمغة السلاحف تستطيع العمل بدون أكسجين لعدة أشهر، يا الله سبحانك ما أعظم خلقك وحكمتك في تدبير شؤون عبادك ومخلوقاتك، إن الإنسان اذا فقط الأكسجين يموت خلال دقائق معدودة ولا يستطيع التحمل أبداً ، سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلاً وعبثاً، إنا إليك راجعون.

إن السلاحف تستطيع العيش لأكثر من مائة عام بعد إرادة الله لها، لدى السلاحف حس الإتجاه ومعرفته بدقة عالية بحيث تستطيع الوصول الى بيتها أو بيوضها أو المكان الذي ترغب العودة إليها وكأنها تحمل في رأسها خرائط أو أقمار صناعية أو بوصلة ذات اتجاهات الأربعة. 

يوجد هنالك مئات الأنواع ، منها البحرية والبرية والبعض منها يأكل الأعشاب والأخر يأكل اللحوم ولديها صبر عن الطعام قد يصل لعدة شهور خصوصاً البرية منها. 

الحكمة في هذا المقال أن الإنسان يجب عليه التدبر والتفكر في مخلوقات الله سبحانه وأخذ العبرة والعظة وشكر الله سبحانه أن وهب لنا عقل يدرك الأمور ويفرق بين الخير والشر ويميز بين الحق والباطل، إن الإنسان ضعيف بجسده ولكن ميزه الله بعقل يستطيع من خلال ذلك العقل عمل المستحيل وإعمار الأرض، وكذلك وأن لا يستعجل  في قراراته وإقدامه ويلتزم الصبر والأناة والتأني والحلم والإصرار والعزيمة على خطى ثابتة وصحيحة بعد التوكل على الله سبحانه وفعل الأسباب التي تناسب قدراته وطموحاته وما بين يديه من إمكانيات ، بمعنى أخر يكون وسطاً في كل شيء في حياته. 

  كتبه الأستاذ : ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat