مقالات وقضايا

مطار جدة والحلقة المفقودة

المطارات هي الواجهة والإطار السياحي و الذي يمثل البلد في ثقافته كأول انطباع يمكن إكتسابه من قبل المسافرين القادمين لبلد ما.

إن ما حصل من تكدس للمسافرين في صالات المغادرة في مطار جدة له عدة أسباب وظروف وعوامل عديدة وكثيرة.

نستطيع من خلال هذا الأمر الذي حصل أن نقوم بتكوين عدة تصورات واقتراحات ونسلط الصوء على أبرزها وأهمها، بالرغم من أن مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة تصل الطاقة الإستيعابية والتشغيلية لعدد يوفق عشرات الملايين من المسافرين بشتى جنسياتهم ودولهم ومدنهم.

إن المملكة العربية السعودية تمتلك القدرة التنافسية والهائلة والخبرات العديدة التي يستعين فيها الدول العظمى في أزمات حشودهم في فن إدارة الحشود، يتضح ذلك من خلال موسم الحج والذي يدار فيه ملايين البشر بأشكالهم وألوانهم واختلاف ثقافاتهم وقبائلهم وشعوبهم المختلفة والمتعددة واللهجات واللغات الكثيرة، كل سنة تتكلل وتنجح الجهود في إدارتها على أكمل وجه وهذا الفضل لله سبحانه ثم القدرات البشرية والعقول المفكرة لدينا.

لا يمكن لنا توجيه الاتهام المباشر لإدارة المطار او الخدمات الأرضية أو اللوجستية ، لأنه هنالك حلقة مفقودة وهي الكم الهائل الذي حضر للرحلات الجوية، جوهر المشكلة الأساسية هو عامل الوقت فبعض شركات العمرة المشغلة تأتي بالمسافرين قبل مغادرة الرحلة لوقت قد يصل لنصف يوم وهذا بدوره يسبب أزمة حقيقية وتضارب في الأوقات الفعلية وتأخر الركاب المغادرين ، إذًا المسؤولية والمتسبب هو الذي احضر الركاب قبل موعد الإقلاع بوقت طويل جداً، فمن الطبيعي يحصل تكدس وزحام شديد، لحل هذه الإشكالية لابد وضع الإشتراطات الصارمة على شركات العمرة والحج بأن لا يتم احضار اي راكب للمطار الا قبل الإقلاع بساعتين كحد ادنى و بأربع ساعات كحد اقصى لكي يكون هنالك متسع للوقت الكافي من اجل تتم عملية التنظيم بالشكل الصحيح والمطلوب.

لاشك أن رحلات الطيران في المطارات مدروسة الوقت والجهد والعدد والطاقة الإستيعابية لها، سواءاً في أماكن الجلوس أو الإنتظار.

الحل الثاني وهو الحد والتقليل من رحلات الطيران الداخلي او الخارجي والتي لا علاقة لها في موسم العمرة أو الحج وهذا بدوره يتسبب في المرونة في العمل والسهولة في التنظيم والأداء المتقن العالي .

عامل الارقام مهم في عملية التنظيم فالأعداد التي تأتي جو خلال السنوات الماضية يمكن اخذ العدد الموازي او المتوسط ويتم تطوير المطار بناءًا على هذه الاعداد خلال رؤية شاملة ومستقبلية تصل الى خمسين عاماً.

كتبه الاستاذ ماجد عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat