قال الله تعالى في كتابه الكريم بسورة الحج الآيه 27 (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)، إن الحج يرجع لألاف السنين منذ عهد النبي إبراهيم الخليل أبو الأنبياء عليه السلام، إن الله سبحانه أمر بأن يحج الناس إلى مكة المكرمة من كل أصقاع الأرض لجميع المسلمين لتأدية واجب فريضة الحج وتأدية المشاعر المقدسة من وقفة عرفة ومناسك الحج والإلتزام بها من الإحرام والطواف والسعي بين الصفا والمروة ويوم التروية بمشاعر منى والمبيت بمزدلفة ورمي جمرة العقبة والهدي والتحلل وطواف الإفاضة ورمي الجمرات في أيام التشريق وطواف الوداع وبذلك يكون إتمام الحج بعد توفيق الله سبحانه.
في كل عام يشاهد العالم كله حشود من البشر بمنظر يثلج الصدر من غير تفرقة بالعرق والطبقية ، كلهم يكتسون البياض بلباس الأحرام الغني والفقير بمشهد عظيم وليوم مبارك، إن المملكة العربية السعودية تحت اهتمام وإشراف مباشر من قبل مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رعاه الله وحفظه، وصاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، يحفظه الله، إن جهود السعودية وأجهزتها من الصعب أن يتم ذكرها أو حتى حصرها فهي كثيرة ومتعددة ويكفي تنظيم ملايين الحشود من كافة الأعراق والألسن واللغات والأشكال والأعمار بكل يسر وسهولة، بل إن أجواء الحج آمنة من كل النواحي، بالرغم من ارتفاع حرارة الجو ولهيب الصيف الحارق إلا أن هذه الجهود المبذولة تجعل الحاج لا يشعر بحرارة الجو وذلك بفضل الله سبحانه ثم بفضل الجهود المتكاملة من جميع القطاعات الحكومية والخاصة والجمعيات المساندة الأخرى، إن من أعجب الأمور التي تحصل بالحج أن إدارتها بالكامل هي جهود أبناء ورجال الوطن لإستقبال ضيوف الرحمن من غير استعانة بشركات أو تنظيمات خارجية كلها جهود وطنية وأفكار من رجال الوطن أنفسهم والذين أثبتوا نجاحهم وتفوقهم منذ عقود طويلة، يكفينا نعمة وفضلاً أنه قديماً اذا حج المسلم فإنه يودع أهله وداعاً قد لا يعود بعدها وذلك لأسباب كثيرة منها الجوع والعطش وأخطار الطريق وهلاك الدابة والتعرض للنهب والسلب والغزو وضياع الطريق والخوف المستمر ولكن الآن أصبح الحج سهلاً ميسراً بكل يسر وسهولة ، من توفر أماكن النوم والأكل والراحة، نحمد الله سبحانه أن جعل هذه البلاد التي تقوم بشرف خدمة حجاج بيت الله الحرام، بداية من استقبال الحجاج وتفويجهم بكل تنظيم وسهولة تحت حراسة ليل نهار من أجل راحة الحجاج وتوفير الطواقم الطبية الجيوش البيضاء من عيادات متنقلة ومستشفيات متحركة بكوادر طبية وتخصصات دقيقة والإستعداد لأي أمر قد يحصل من أجراء العمليات الجراحية المتخصصة وتوفير الأدوية وفريق طبي متدرب على كيفية تقديم الإسعافات الطارئة بحالة ضربات الشمس المتوقعة لبعض الحجاج والتعامل معها من خلال خطط وبروتوكلات عالية المستوى، هنيئاً لمن قام بخدمة حجاج بيت الله الحرام وندعوا الله لهم بالتوفيق والسداد والبركة وأن يرجعوا إلى أهلهم سالمين غانمين وأن يتقبل الحجاج حجهم ويستجيب لدعاءهم ولجميع المسلمين اللهم آجمعين.
كتبه/ ماجد عايد خلف العنزي