مقالات وقضايا

نصائح للخريجين الجدد: كيفية اختيار مسار حياتك المستقبلي

لقد بدأت إشراقة شمس جديدة في حياتك أيها المتخرج من المرحلة الثانوية وهي على أسمها مرحلة في حياتك ، يجب أن تفتخر بما قمت به يكفي أنك منذ طفولتك وأنت تبذل الأعمار في طلب العلم والتعليم والتعلم، لو تتذكر تلك السنوات وكأنها لمح البصر ، لقد أنطوت وذهبت وكأنها الأمس منذ البداية للمرحلة الابتدائية ستة سنوات وهي من أجمل أيام طفولتك التي عشتها من لعب مع أصدقاءك وبعدها مرحلة المتوسطة والتي بدأت فيها بالشعور في الدخول في عالم الرجال وتحمل المسؤوليات وكذلك البنات تعتبر مرحلة المتوسطة بداية انتقال المرحلة بين الطفولة والمراهقة وبعدها تأتي مرحلة الثانوية والتي فيها يبدأ التحدي بكامل قوته ويصل إلى أعلى الهرم في الصف الثالث الثانوي  وهنا المحك الأساسي والمفصلي في حياتك وتبدأ بالتفكير للمستقبل وكيف سوف تدبر الأمور بعد هذه المرحلة وماهي الخيارات والأفكار والأعمال المتاحة والممكنة التي سوف تقوم بها، ولكن أقول لك هنيئاً لك هذا الحصاد الأولي في حياتك بمعنى 12 عاماً من الكد والتعب والسهر حتى بدأت تقطف ثمار تلك السنوات الماضية ولعل التحدي المهم هو التهيئة لما بعد مرحلة الثانوية ولكن هذه المرحلة تعتبر بداية لأمر أكبر ومحك ضروري بمعنى أن تتخذ القرار بكل هدوء وحزم ومعرفة تامة لقدراتك ومهاراتك وإياك أن تنقاد خلف الآخرين فأنت مختلف وأنت مختلفة عن غيرك ، فلكل واحد منا فكره الذي يختص به وما يناسبك قد لا يناسب غيرك والحكمة تدور حول أن حتى أصابعك تختلف فيما بينها ولا تتشابه في أطوالها وهذه طبيعة الحياة ودستورها الذي لا يمكن أن يحيد أو يتغير، عندما تتخرج تذكر أن الفرصة أمامك كبيرة جداً والأبواب مفتوحة على مصراعيها وهذا بفضل الله ثم بفضل ولاة الأمر الحكام حفظهم الله ورعاهم الذين قاموا بتكريس كافة الجهود وتسخير الكوادر العلمية والعملية وهذا لمعرفتهم التامة لأهمية طلب العلم والاعتماد على الذات بالمجهود الكبير، إن معدل الثانوية هو الذي سوف يحدد لك مسار إكمال مسيرتك لطلب العلم وكلما كان معدل الثانوية مع اختبار القدرات العامة والتحصيلي بدرجة كبيرة كانت الفرصة أكبر للإلتحاق في أفضل الجامعات والتخصصات مثل الطب بكافة أنواعه وأشكاله وأيضاً الإبتعاث له باب كبير لكبرى الشركات التي لها مستقبل عظيم، أما إذا كان المعدل منخفض فلا تخاف ولا تخافي ولا تأسوا فهنالك الكثير من الفرص المتاحة من معاهد وكليات تقنية وغيرها، يجب أن نتذكر أن الحياة فرصة بحد ذاتها ، كل يوم يمر عليك هو فرصة جديدة لك لفتح صفحة جديدة ، يجب أن تعلم أن الناس بمجملهم لديهم القدرات المتنوعة بمستويات مختلفة فالبعض موهوب في مجال الرياضيات والبعض في مجال الكتابة والبعض في الرسم والبعض لديه موهبة الصوت والبعض لديه المهارات الجسدية من قوة ومرونة ويوجد من لديه موهبة بحل المشاكل والبعض لديه القدرة على التعبير والبعض قادر على التقليد والتمثيل وهنالك من لديه ذكاء اجتماعي ويوجد من يتكلم بطلاقة ولقد تعددت المواهب والقدرات لدينا نحن البشر بكافة طبقاتها ودرجاتها ، يجب علينا أن نعرف ماهي القدرة التي نستطيع عملها وبذلك نتمكن من تطوير هذا المهارة، اذا كان لديك القدرة الجسدية فيمكن لك العمل في المجالات التي تحتاج القدرة الجسدية مثل القطاع العسكري أو العمل في أي قطاع يعتمد على القدرة الجسدية مثل الميكانيكا وأعمال النجارة والبناء وغيرها من الأعمال التي يصعب حصرها ، أما اذا كنت على سبيل المثال لديك القدرة على حل العمليات الحسابية الرياضية عندها يصلح أن تعمل في مجال المحاسبة والهندسة والأعمال التي تتطلب الحساب مثل أيضاً البرامج الإحصائية واذا كانت لديك القدرة على مهارة الرسم فإن المناسب لك أن تكون رساماً بارعاً أو خطاطاً لديه القدرة على الكتابة على المواد المتنوعة وأيضاً يمكنك العمل في المجال الصحي في تخصص التجميل، إن العبرة في هذا المقال أن تواصل جهدك في طلب العلم من المهد إلى اللحد وأن لا تقف عند حد معين لأنه العلم هو نور الإنسانية وطريقها التي تستقيم به حياة الإنسان ، ويكفي أن لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ودائماً الجهل هو عدو الإنسان الأول في جميع نواحي الحياة.

هنالك الكثير من الخيارات لك وعليك الإختيار وإياك أن تقف أو تستسلم وأحذر أشد الحذر من الصحبة السيئة والتي سوف تدمرك وتجر لك الويلات والثبور واليأس وتحاول أن تسقطك وأنت لا تعلم وكذلك البنات الخريجات لابد أن تنتبه للصديقات السوء، لابد أن نبحث عن أصدقاء يكونون عوناً لنا في تخطي تحديات هذه الفترة ونسلك الطريق الصحيح ولابد أن نتحلى بالصبر والتأني فالنتائج لا تأتي بسرعة بل تحتاج إلى وقت وتعب مضني لسنوات طويلة ، فالطبيب يحتاج قرابة لأكثر من خمسة عشر سنة بعد المرحلة الثانوية حتى يحصل على تخصص دقيق في مجاله الطبي فإذا لم يتحلى بالصبر لهذه السنوات الطويلة فلن يصل لمراده وهدفه الذي يريد الوصول له، تخيلوا لكي تكون طبيباً منذ الطفولة تحتاج سبعة وعشرون سنة للوصول للهدف وأخيراً عليك بالتوكل على الله سبحانه وفعل الأسباب وعدم الركون للفراغ واستغلاله بعمل مفيد من تطوير الذات والإلتحاق بالدورات التي تختص بتطوير الذات وأيضاً التركيز على الدورات التي تساعدك على إكتشاف ذاتك وعدم الاستسلام أبداً للحياة وظروفها، وفقكم الله وسدد للخير خطاكم ولمستقبل مشرق يضيئ دربكم على الدوام لتكونوا شعلة تضيئ في سماء وطننا الغالي.   

‏كتبه/ ماجد عايد خلف العنزي 

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat