مقالات وقضايا

أثر العبوات البلاستيكية

لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ثقافة استخدام العبوات البلاستيكية خصوصاً عبوات المياه الصغيرة بكافة أحجامها وأشكالها بشكل جنوني مما ينذر بكارثة بيئية سوف نعاني منها خلال الأعوام القادمة خصوصاً اذا تم استخدامها واعتماد المجتمع عليها بالشكل والطريقة التي نراها اليوم، وهي استخدام العبوات لمرة واحدة وترك البدائل الصحية ومثالها عبوات الزجاج أو الإستيل وغيرها من العبوات الورقية الصديقة للبيئة وللأسف أصبح الكثير منا يفضل العبوات البلاستيكية عن غيرها وذلك بسبب سهولة التخلص منها، إن أضرار النفايات البلاستيكية هو موت ملايين الكائنات البحرية والبرية في كل عام ويرجع ذلك إلى صعوبة تحلل هذه المواد والتي قد تصل لمئات السنين حتى تتحل علبة بلاسيتك صغيرة فكيف اذا كانت الصناعة في كل عام مئات الأطنان من الإنتاج للمواد البلاستيكية والتي لا تعود على البيئة بأي فائدة سوى أنها جعلت الإنسان يعتمد عليها مما تولد لدينا إنسان كسول في تنظيف العبوات بعد التخلص منها ويكفي أن يرميها بكل سهولة في أي مكان كان، أضرار النفايات البلاستيكية من أكواب وغيرها يكون بتلوث البيئة والتشويه البصري وتلوث التربة والانبعاثات الضارة عند حرق هذه المواد، إن من الحلول المقترحة للحد من أثار هذه المواد الخطيرة والتي تعتبر ليست صديقة للبيئة، إيجاد البدائل لمواد قابلة للتحلل مثل الكرتون ومواد أخرى صديقة للبيئة بعكس المواد البلاستيكية، من الأمور المهمة هي دعم الطرق المثلى في كيفية التخلص من هذه المواد عبر إيجاد حلول ووضع صناديق مخصصة للتخلص من المواد البلاستيكية ويبدأ نشر هذه الثقافة عبر المدارس كمرحلة أولية وذلك عبر توفير هذه الأجهزة في المدارس والمعاهد والجامعات ووضع الدروس التوعوية في المناهج وتكثيفها بشكل كبير وبما يناسب عقلية الطالب أو الطالبة في كل مرحلة من مراحل التدريس، أيضاً يجب وضع برادات الماء في كل الأمكان التعليمية وهذا بدوره يحد من الاعتماد على العبوات البلاستيك، يجب أن يتم الوقوف بشكل كبير وحازم لمعرفة الأضرار الحقيقية حول استخدام البلاستيك والإعتماد عليه خلال الأعوام القادمة من خلال مراكز الأبحاث والدراسات التي يتم الإعتماد من خلالها على التوصيات والنتائج التي تم التوصل لها، إننا نحن البشر مسؤولين عن سلامة الأرض وكذلك سوف يذكرنا التاريخ عبر الأجيال القادمة خصوصاً اذا ظهرت هذه الأخطار بشكل كبير بحيث أن هذه الأخطار سوف تحصل في أي وقت بمعنى ظهور مخاطر النفايات البلاستيكية يكون بشكل مفاجئ وغير مسبوق، ويجب الإستفادة من تجارب الدول التي تقوم على دعم الإستدامة والإستخدام الأمثل للموارد البلاستيكية بشكل صحيح وسليم، والطرق الصحيحة للتخلص منها، وهذا من غير الأكياس البلاستيكية وإيجاد ودعم الأكياس التي تتحلل بعكس البلاستيك الذي يبقى مدة طويلة جداً إننا لن نعي مخاطر المواد البلاستيكية حتى يقع الخطر على البيئة من حولنا عندها يصعب إيجاد الحل.

إن التأثير السلبي للاستخدام الواسع للعبوات البلاستيكية يعكس الضرر الكبير الذي تسببه على البيئة والحياة البحرية خصوصاً ولا بد من إيصال رسالة قوية حول أهمية تبني البدائل الصديقة للبيئة وضرورة التوعية بممارسات الاستدامة.

كتبه/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat