الرجل والمرأة عبارة عن نصفين من دائرة ولا تكتمل هذه الدائرة إلا عندما يحصل الزواج الشرعي لتصبح دائرة كاملة ولكن يبقى وسط الدائرة وهي الذرية سواءاً البنات أو الأولاد وهي بحسب الهبه التي يهبها الله جلا وعلا ذكوراً أو أناثاً، عندما يمنحك الله سبحانه الذرية فإن ذلك من تمام النعمة وكمالها ويجب عليك أن تشكر الله عليها ، لقد ورد تقرير من قبل منظمة الصحة العالمية بأن ما نسبته 17.50٪ أي أن الأرقام بالملايين من البشر من ثبت بأنهم لا يستطيعون الأنجاب مهما تعددت الأسباب، وأنت اختارك الله بين ملايين البشر بأن يكون لك ذرية تمثلك وتحمل أسمك بعد موتك وتكمل بها مسيرة اعمار الأرض، إن الأباء والأمهات أمامهم مسؤولية عظيمة وجليلة وهي التربية والتعليم حتى الممات وهذه النظرية أميل لها وذلك بأن الأب أو الأم يعتبروا قادة أجيالهم والأبن والبنت يبقى بحاجة والديه بشكل دائم ولنا عبرة في قصص القرآن الكريم ويكفينا وصية يعقوب عليه السلام لأبنائه الذين عددهم احدى عشر وهم كبار بأن لا يدخلوا من باب واحد وكذلك وصية لقمان لأبنه وهذا دليل قطعي بأن الأب يبقى ناصحاً موجهاً في حياته لذريته حتى مماته والحكمة من ذلك الأمر يكمن في كون خبرة الوالدين السابقة في الحياة والسنين وخوض التجارب والصعاب ينتج عنها وجوب أن يقدمها لأبنائه ولكي لا تضيع هذه التربية بل تكتمل جيلاً بعد جيل، لكن من المهم أن لا نجعل أبنائنا وبناتنا يعتمدون علينا في كل شيء ولكن من الأفضل للأباء والأمهات أن يتدرجوا بالتربية والتعليم وهي تبدأ من خلال توفير الطعام والماء واللباس واتاحة فرصة التعليم والقدوة الحسنة مع ضرورة التأديب ومعرفة احتياج الطفل لكل مرحلة من مراحل الحياة، وهنالك الكثير من الأمثلة والتي تدور حول التربية ونتائجها منها، ولدك اذا كبر خاويه ، وابن الوز عوام ، لا ترمي عيالك بالقيعان وتقول أمر الله وكان، وغيرها من الأمثال والحكم المعروفة، خلاصة القول إن الوالدين مسؤوليتهم عظيمة امام الله سبحانه وهذه الأمانة التي يسأل عنها بالموقوف العظيم، والنصيحة للمقلبين على الزواج أن يتدربوا على الدورات وقراءة الكتب المتعلقة بالتربية وفنونها، ويبقى أن نعلم علم اليقين أنه مهما عملنا من الأسباب إلا أن التوفيق والسداد بيد الله سبحانه، يقول الحق تبارك وتعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) .
كتبه / ماجد عايد خلف العنزي