تعتبر الطاقة الحرارية الأرضية إحدى أكثر مصادر الطاقة المتجددة استدامة وفعالية. يتم استخراج هذه الطاقة من الحرارة الموجودة في باطن الأرض لاستخدامها في توليد الكهرباء أو التدفئة. مع تزايد التحديات البيئية والاحتياجات المتزايدة للطاقة النظيفة، أصبح الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية خيارًا واعدًا لتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والاحتياجات الاقتصادية.
نبذة تاريخية عن الطاقة الحرارية الأرضية
• البدايات: يعود استخدام الطاقة الحرارية الأرضية إلى العصور القديمة، حيث استخدمها الإنسان في التدفئة والاستحمام.
• التحول الصناعي: في أوائل القرن العشرين، تم استغلال الطاقة الحرارية الأرضية لإنتاج الكهرباء لأول مرة في إيطاليا عام 1904.
• التوسع العالمي: مع التطور التكنولوجي، بدأت دول مثل الولايات المتحدة وأيسلندا وإندونيسيا في استثمار هذه الطاقة بشكل كبير، ما جعلها جزءًا لا يتجزأ من مزيج الطاقة العالمي.
أهداف الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية
1. تحقيق الاستدامة البيئية
• تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وخفض انبعاثات غازات الدفيئة.
• المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليل البصمة الكربونية.
2. توفير طاقة مستدامة
• إنتاج طاقة مستدامة ومستقرة على مدار العام، بغض النظر عن الظروف الجوية.
3. تعزيز الاقتصاد المحلي
• خلق فرص عمل جديدة في مجالات التنقيب، التطوير، والصيانة.
• دعم الاقتصادات المحلية من خلال خفض تكاليف الطاقة.
4. تلبية الطلب العالمي على الطاقة النظيفة
• تلبية الاحتياجات المتزايدة للطاقة مع الالتزام بالمعايير البيئية.
كيف تعمل الطاقة الحرارية الأرضية؟
تستند تقنية استغلال الطاقة الحرارية الأرضية إلى استخدام الحرارة المخزنة في الصخور والمياه الجوفية داخل باطن الأرض.
خطوات العمل
1. الحفر والتنقيب: حفر آبار تصل إلى مصادر الحرارة الجوفية.
2. نقل الحرارة: استخلاص الحرارة من المياه الساخنة أو البخار.
3. توليد الطاقة: استخدام الحرارة لتشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء.
4. إعادة تدوير المياه: ضخ المياه المبردة مرة أخرى إلى الأرض لاستمرار الدورة.
فوائد الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية
1. مصدر طاقة نظيف ومستدام
• لا ينتج عن استغلالها انبعاثات ضارة، مما يجعلها صديقة للبيئة.
2. طاقة متجددة وغير محدودة
• تعتمد على الحرارة الطبيعية للأرض، وهي مصدر طاقة لا ينضب على المدى الطويل.
3. تكلفة تشغيل منخفضة
• على الرغم من أن التكلفة الأولية مرتفعة، فإن تكاليف التشغيل والصيانة منخفضة مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.
4. تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
• يقلل من استيراد الوقود الأحفوري ويوفر مصادر طاقة محلية.
التحديات التي تواجه الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية
1. التكلفة الأولية المرتفعة
• يتطلب الاستثمار في حفر الآبار وتطوير المحطات ميزانية كبيرة.
2. القيود الجغرافية
• لا يمكن استغلال الطاقة الحرارية الأرضية إلا في المناطق التي تتوفر فيها مصادر حرارة جوفية مناسبة.
3. المخاطر البيئية
• قد يؤدي الحفر إلى انبعاث بعض الغازات أو تغير في استقرار التربة.
4. نقص التوعية والتمويل
• غياب الدعم الحكومي الكافي وقلة المعرفة بفوائد هذا النوع من الطاقة يؤثران على انتشارها.
مقترحات لتعزيز الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية
1. توفير الحوافز الحكومية
• تقديم إعفاءات ضريبية ودعم مالي للشركات التي تستثمر في هذا المجال.
2. تعزيز البحث والتطوير
• دعم الابتكار لتحسين تقنيات الحفر واستخلاص الطاقة بكفاءة أعلى.
3. التوعية العامة
• نشر الوعي حول فوائد الطاقة الحرارية الأرضية وأهميتها في تحقيق التنمية المستدامة.
4. التعاون الدولي
• التعاون مع الدول الرائدة في هذا المجال للاستفادة من خبراتها وتقنياتها.
5. التركيز على المناطق ذات الإمكانيات العالية
• تحديد المناطق ذات النشاط الحراري الجوفي العالي وتهيئتها للاستثمار.
أمثلة ناجحة على استثمار الطاقة الحرارية الأرضية
1. أيسلندا
• تعتمد أيسلندا بشكل كبير على الطاقة الحرارية الأرضية، حيث تغطي أكثر من 90% من احتياجات التدفئة.
2. الولايات المتحدة
• تعد الولايات المتحدة من أكبر منتجي الطاقة الحرارية الأرضية في العالم، خاصة في ولاية كاليفورنيا.
3. إندونيسيا
• تمتلك إندونيسيا إمكانات هائلة في الطاقة الحرارية الأرضية بفضل موقعها على “حلقة النار”، ما يجعلها من الدول الرائدة في هذا المجال.
أهداف مستقبلية للاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية
1. زيادة مساهمة الطاقة الحرارية الأرضية في مزيج الطاقة العالمي إلى 10% بحلول عام 2050.
2. تطوير تقنيات جديدة تقلل من تكلفة الحفر والتنقيب.
3. تحقيق تكامل بين الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الشمسية والرياح لتحقيق استدامة أكبر.
4. توسيع نطاق الاستثمار ليشمل الدول النامية ذات الإمكانيات الحرارية العالية.
الاستثمار في الطاقة الحرارية الأرضية يمثل فرصة ذهبية لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية. مع التطور التكنولوجي والوعي المتزايد بأهمية الطاقة النظيفة، يمكن لهذا المصدر المتجدد أن يلعب دورًا رئيسيًا في تلبية احتياجات العالم من الطاقة بطريقة مستدامة وصديقة للبيئة. من خلال تعزيز الاستثمارات والتعاون الدولي، يمكن تحويل الطاقة الحرارية الأرضية إلى مصدر رئيسي للطاقة النظيفة في المستقبل.
نسقه وأعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي
