التعليم

التدريب على منهج التدخل المبكر ونموذج بورتاج: بين التأهيل والإبداع

نبذة تاريخية حول نموذج بورتاج

ظهر نموذج “بورتاج” لأول مرة في ولاية ويسكونسن الأمريكية عام 1969، كأداة تعليمية لدعم الأطفال ذوي الإعاقة النمائية، وخصوصًا في بيئات غير مدرسية. وقد تم تطويره في إطار مشروع مجتمعي يهدف إلى دمج العائلات في عملية التعليم والتأهيل، مما جعله من أول النماذج التي تعزز فكرة “التدخل المبكر” في سنوات الطفولة الأولى.

اعتمد هذا النموذج على العمل المنزلي من خلال زيارات أسبوعية للمدربين، وركز على مجالات أساسية: النمو الحركي، اللغة، الإدراك، الرعاية الذاتية، والسلوك الاجتماعي.


جوهر التدريب على منهج التدخل المبكر

يُعد التدريب على هذا المنهج ضرورة ملحّة للطلاب والطالبات المتخصصين في التربية الخاصة، إذ يُكسبهم فهمًا عميقًا للفروق الفردية، والمهارات المطلوبة لتقديم الدعم المناسب لكل طفل وفق حالته.

🧩 التدريب لا يقتصر على التطبيق، بل يشمل مراحل متعددة:

  • التهيئة النفسية والفكرية للمتدرب لفهم طبيعة الطفولة المبكرة.
  • الإلمام بمراحل النمو والتطور ومؤشراته.
  • تطبيق استراتيجيات التدخل المناسبة بناءً على تقييم دقيق لحالة الطفل.
  • العمل التشاركي مع الأسرة.

أهداف نموذج بورتاج في ضوء التدريب الميداني

🎯 من أبرز أهداف النموذج:

  1. تعزيز المهارات النمائية لدى الطفل.
  2. تمكين الأسرة من المشاركة الفاعلة في خطة التدخل.
  3. تقوية التواصل بين المدرب والطفل.
  4. بناء برنامج فردي مستند إلى تقييم دقيق.
  5. إدماج الطفل تدريجيًا في البيئة التعليمية والمجتمعية.

أبرز الطرق والأساليب المعتمدة

🔍 في التدريب على نموذج بورتاج، يتم اعتماد عدة وسائل:

  • الملاحظة المنظمة لسلوك الطفل.
  • التقييم باستخدام جداول بورتاج المعتمدة.
  • تقديم الأنشطة في بيئة الطفل الطبيعية (المنزل).
  • التعاون الوثيق مع أولياء الأمور.
  • التقارير الدورية المكتوبة التي تساعد في متابعة التقدم.

أبعاد التأثير العميق للتدريب

إن الطالب أو الطالبة الذين يخضعون لتدريب فعّال على هذا المنهج، يتحولان إلى أدوات تغيير حقيقية في حياة الأطفال والأسر. ونتائج التدريب تتعدى الجانب الأكاديمي إلى الأثر الإنساني والمجتمعي.

🧠 من التجارب الناجحة: طلاب قاموا بعمل برامج فردية لأطفال مصابين باضطرابات طيف التوحد، ولاحظوا خلال أسابيع تقدماً ملموساً في مهارات التواصل والبصر والانتباه.


مقترحات وتوصيات عملية 🛠️

  1. اعتماد التدريب العملي الميداني في مؤسسات مختصة منذ السنوات الدراسية الأولى.
  2. تطوير أدلة مرجعية باللغة العربية لاستخدام بورتاج في بيئاتنا المحلية.
  3. إشراك الأسرة ضمن خطط التدريب.
  4. دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مثل تطبيقات التقييم الذكية.
  5. توثيق التجارب الميدانية ونشرها ضمن مدونات علمية.

بناءً على الفهم التربوي لبرامج التدخل المبكر، فإن أنواع التقييم فيها تُعد من الركائز الأساسية لضمان فاعلية الخطط الفردية وتحقيق أهداف النماء والتأهيل. إليك أهم أنواع التقييم المستخدمة في هذه البرامج، مع أبرز خطوات كل نوع بشكل واضح ومنهجي:
بناءً على الفهم التربوي لبرامج التدخل المبكر، فإن أنواع التقييم فيها تُعد من الركائز الأساسية لضمان فاعلية الخطط الفردية وتحقيق أهداف النماء والتأهيل. إليك أهم أنواع التقييم المستخدمة في هذه البرامج، مع أبرز خطوات كل نوع بشكل واضح ومنهجي:
🧠 1. التقييم الأولي (Screening)
الهدف: الكشف المبكر عن وجود تأخر أو اضطرابات نمائية عند الطفل.
الخطوات:
تحديد الفئة المستهدفة (عادةً من الميلاد حتى سن 6).
استخدام أدوات فرز بسيطة مثل الاستبيانات أو الملاحظات.
تحليل النتائج بشكل سريع.
تحويل الحالات المشتبه بها للتقييم المتعمق.

🔍 2. التقييم التشخيصي (Diagnostic Assessment)
الهدف: تحديد وجود اضطراب نمائي بشكل دقيق وتحديد نوعه وحدّته.
الخطوات:
استخدام أدوات معيارية مقننة (مثل: Bayley Scales، Denver II).
جمع معلومات من الأسرة والمربين.
إجراء اختبارات فردية تفصيلية.
تحليل شامل للنتائج من مختصين متعددين (نفساني، طبي، اجتماعي).
تشخيص الحالة وتوثيقها.

📈 3. التقييم النمائي (Developmental Assessment)
الهدف: قياس مستوى النمو في مختلف المجالات (الحركي، اللغوي، الاجتماعي، المعرفي…).
الخطوات:
اختيار أدوات مثل مقياس بورتاج أو Battelle.
الملاحظة المباشرة لسلوك الطفل.
التفاعل مع الطفل من خلال أنشطة هادفة.
تسجيل الإنجازات والفجوات في التطور.
تحليل النتائج وتحديد نقاط القوة والاحتياج.

📝 4. التقييم التربوي أو التعليمي (Educational Assessment)
الهدف: تحديد القدرات التعليمية للطفل لوضع خطة فردية للتدخل.
الخطوات:
جمع معلومات من المعلمين أو المربين.
إجراء تقييمات أداء داخل الفصل أو البيئة الطبيعية.
استخدام أدوات مثل المهام الوظيفية أو التقييم الديناميكي.
تحديد أساليب التعلم المناسبة.

🔄 5. التقييم المستمر (Formative/Ongoing Assessment)
الهدف: متابعة تقدم الطفل أثناء تنفيذ البرنامج وقياس فاعلية التدخل.
الخطوات:
إعداد سجل يومي أو أسبوعي للتقدم.
استخدام الملاحظة المستمرة.
عقد اجتماعات دورية مع الأسرة والفريق.
تعديل الأهداف بناءً على النتائج.

✅ 6. التقييم الختامي أو النهائي (Summative Assessment)
الهدف: قياس مدى تحقيق أهداف البرنامج عند نهاية فترة التدخل.
الخطوات:
إعادة إجراء التقييمات المستخدمة في البداية للمقارنة.
قياس التغيرات في الأداء النمائي والسلوكي.
تقويم البرنامج من حيث الفعالية.
إصدار تقرير نهائي.


    إشادات وتوجيهات الأستاذ ماجد عايد العنزي 🎓

    من أبرز من وجهوا بتعزيز التدريب على هذا النموذج، الأستاذ ماجد عايد العنزي، المتخصص في القضايا التربوية والتدخلات المهنية، حيث يشير إلى:

    • “أهمية ربط التدريب بالواقع المحلي السعودي”.
    • “ضرورة التركيز على بناء علاقة ثقة بين الطالب المتدرب وأسر الأطفال”.
    • “تشجيع الطلاب على المبادرات البحثية والتطوعية في هذا المجال”.
    • “أن نجاح التدريب في بورتاج لا يُقاس بعدد الجلسات بل بعمق الأثر على الطفل والأسرة”.

    روابط ومصادر داعمة 📎

    موقع وزارة التعليم السعودية

    موقع هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة – معلومات محلية.

    Autism Speaks (بالإنجليزية)

    اترك رد

    WhatsApp chat