مرض السكري يعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في السعودية، حيث يعاني نسبة كبيرة من السكان من أحد أنواع هذا المرض، سواء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني. مع ارتفاع معدل الإصابة، أصبحت التغذية الصحية جزءًا أساسيًا من إدارة السكري، حيث تساهم في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتقليل مضاعفات المرض. التغذية السليمة ليست فقط علاجًا بل هي أسلوب حياة ضروري لمرضى السكري لتحسين صحتهم العامة وجودة حياتهم.
تاريخ التوعية بالتغذية الصحية لمرضى السكري في السعودية
بدأت الجهود المنظمة للتوعية بالتغذية الصحية لمرضى السكري في السعودية مع تزايد معدلات الإصابة بالمرض في الثمانينات والتسعينات. قامت وزارة الصحة والمؤسسات الطبية بإطلاق برامج تثقيفية لرفع الوعي بأهمية التغذية الصحية كجزء من خطة علاج السكري.
مع تطور التقنيات وزيادة الوعي، أصبحت المعلومات متاحة بشكل أكبر من خلال الحملات الوطنية، المراكز الصحية، والمنصات الرقمية. وأصبحت المملكة رائدة في تقديم ورش عمل وبرامج توعية تهدف إلى تمكين المرضى من اتخاذ قرارات صحية مدروسة بشأن تغذيتهم.
أهداف التغذية الصحية لمرضى السكري
1. تنظيم مستويات السكر في الدم:
تقليل التقلبات المفاجئة في مستويات السكر من خلال اختيار أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض.
2. الحفاظ على وزن صحي:
مساعدة المرضى على تقليل الوزن الزائد أو الحفاظ على وزن صحي لتقليل مقاومة الإنسولين.
3. تقليل مضاعفات السكري:
الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، الكلى، والأعصاب الناتجة عن سوء التغذية.
4. تعزيز الطاقة والحيوية:
ضمان تناول وجبات متوازنة تمنح الجسم الطاقة اللازمة.
5. تحسين جودة الحياة:
تمكين المرضى من عيش حياة طبيعية وصحية دون الشعور بالحرمان.
صلب الموضوع: أساسيات التغذية الصحية لمرضى السكري
1. التحكم في الكربوهيدرات:
• الكربوهيدرات لها التأثير الأكبر على مستويات السكر في الدم.
• يُنصح بتناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والشوفان بدلاً من السكريات المكررة.
2. اختيار الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض:
• التركيز على الأطعمة التي تسبب ارتفاعًا بطيئًا وثابتًا في مستويات السكر، مثل الفواكه والخضروات والبقوليات.
3. تناول البروتينات الصحية:
• البروتين يساعد على الشعور بالشبع ولا يؤثر كثيرًا على مستويات السكر.
• يُفضل تناول اللحوم البيضاء، الأسماك، والبيض، مع تقليل اللحوم الحمراء الدهنية.
4. تجنب الدهون الضارة:
• التقليل من الدهون المشبعة والمتحولة واستبدالها بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات.
5. تقسيم الوجبات:
• تناول وجبات صغيرة ومتكررة يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر طوال اليوم.
6. الابتعاد عن السكريات المضافة:
• الحد من تناول المشروبات الغازية والحلويات والاعتماد على المحليات الطبيعية عند الضرورة.
تحديات مرضى السكري في السعودية
1. العادات الغذائية التقليدية:
• الأطعمة السعودية التقليدية غالبًا ما تحتوي على نسب عالية من الدهون والكربوهيدرات.
2. الإغراءات الغذائية:
• انتشار الوجبات السريعة والحلويات في المملكة يشكل تحديًا للمرضى في اختيار الغذاء الصحي.
3. قلة الوعي الغذائي:
• رغم الجهود المبذولة، لا يزال بعض المرضى يفتقرون إلى المعرفة الكافية بكيفية إدارة نظامهم الغذائي.
4. الالتزام بالتغذية الصحية:
• قد يكون من الصعب على المرضى الاستمرار في نظام غذائي صارم لفترة طويلة.
مقترحات لتحسين التغذية الصحية لمرضى السكري في السعودية
1. إطلاق برامج توعية غذائية:
• تنظيم حملات إعلامية تهدف إلى توعية مرضى السكري بأهمية الغذاء الصحي.
2. توفير خيارات غذائية صحية:
• تشجيع المطاعم على تقديم وجبات مخصصة لمرضى السكري.
• توفير منتجات غذائية صحية ومنخفضة السكر في الأسواق بأسعار معقولة.
3. إدخال التغذية الصحية في المناهج الدراسية:
• تعليم الأطفال منذ الصغر أهمية التغذية السليمة للوقاية من الأمراض.
4. دعم الأبحاث الغذائية:
• تمويل الأبحاث لتطوير أطعمة مبتكرة تلبي احتياجات مرضى السكري.
5. تعزيز الوصول إلى استشاريي التغذية:
• زيادة عدد استشاريي التغذية وتوفير استشارات مجانية أو منخفضة التكلفة لمرضى السكري.
دور رؤية السعودية 2030 في تحسين حياة مرضى السكري
تضع رؤية السعودية 2030 الصحة العامة كأحد أولوياتها الرئيسية، وتركز على:
1. تحسين الخدمات الصحية:
توفير مراكز متخصصة لدعم مرضى السكري.
2. تشجيع الأنماط الصحية:
تعزيز الأنشطة البدنية والتغذية السليمة بين السكان.
3. تقليل عبء الأمراض المزمنة:
تحسين برامج الوقاية للحد من انتشار الأمراض مثل السكري.
4. استخدام التكنولوجيا الصحية:
تطوير تطبيقات تساعد المرضى على تتبع وجباتهم ومستويات السكر في الدم.
التغذية الصحية ليست مجرد أداة لإدارة السكري، بل هي أسلوب حياة ضروري لمرضى السكري في السعودية لتحقيق حياة متوازنة وصحية. من خلال رفع الوعي المجتمعي وتعزيز الخيارات الغذائية الصحية، يمكن للمملكة أن تقلل من معدلات الإصابة بالسكري وتحسين حياة المرضى. التعاون بين الأفراد والجهات الصحية يضمن تحقيق بيئة صحية مستدامة ومتقدمة.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي