البلاستيك هو أحد الاختراعات التي غيرت حياة البشر بفضل استخداماته المتعددة وتكلفته المنخفضة. ومع ذلك، فإن الاعتماد الواسع عليه أدى إلى آثار بيئية خطيرة. ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية تنتشر في المحيطات، الأراضي، والهواء، مما يهدد الحياة البرية والنظم البيئية. لفهم أبعاد هذه المشكلة، من الضروري معرفة كيفية صنع البلاستيك وتأثيره البيئي والحلول الممكنة للحد من أضراره.
كيفية صنع البلاستيك: نظرة مختصرة على العملية الصناعية
البلاستيك يُصنع من مواد أساسية مثل البترول والغاز الطبيعي من خلال عمليات كيميائية معقدة لتحويلها إلى بوليمرات تُستخدم في العديد من التطبيقات اليومية. فيما يلي خطوات صنع البلاستيك:
1. المواد الخام الأساسية:
• البترول والغاز الطبيعي: يتم استخراج هذه المواد الخام واستخدامها كمصدر رئيسي للكربون والهيدروجين.
• المواد الكيميائية المضافة: تُضاف مركبات لتحسين الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبلاستيك، مثل المثبتات والألوان.
2. التكرير وإنتاج المواد الأولية:
• يتم تكرير البترول أو الغاز الطبيعي في مصانع خاصة لفصل المركبات الكيميائية المختلفة.
• يتم استخراج مركبات رئيسية مثل الإيثيلين والبروبيلين والستايرين، وهي اللبنات الأساسية لصنع البلاستيك.
3. عملية البلمرة (Polymerization):
• يتم تحويل الجزيئات الصغيرة (المونومرات) إلى سلاسل طويلة (البوليمرات) من خلال تفاعل كيميائي تحت الضغط والحرارة.
4. تشكيل البلاستيك الخام:
• يتم تحويل البوليمرات إلى شكلها الخام مثل الحبيبات أو المساحيق.
5. التصنيع والتشكيل:
• يتم صهر البلاستيك الخام وتشكيله باستخدام تقنيات مثل البثق، القولبة بالحقن، والنفخ.
6. التبريد والتجهيز النهائي:
• يتم تبريد البلاستيك وفحصه للتأكد من الجودة قبل استخدامه في الصناعات المختلفة.
أنواع البلاستيك الشائعة وصناعاتها:
1. البولي إيثيلين (PE): يستخدم في الأكياس البلاستيكية والتغليف.
2. البولي بروبيلين (PP): يستخدم في الحاويات والزجاجات.
3. البولي فينيل كلوريد (PVC): يستخدم في الأنابيب والنوافذ.
4. البوليسترين (PS): يستخدم في الأكواب والعبوات القابلة لإعادة التدوير.
الأضرار البيئية للبلاستيك
1. تلوث المحيطات والمياه:
• تدخل ملايين الأطنان من البلاستيك إلى المحيطات سنويًا، مكونة “بقع بلاستيكية” عملاقة.
• تهدد النفايات البلاستيكية الكائنات البحرية مثل الأسماك والسلاحف التي تبتلعها أو تعلق بها.
2. تدهور التربة:
• تؤدي جزيئات البلاستيك الدقيقة إلى تلوث التربة، مما يؤثر على جودة المياه الجوفية وإنتاج المحاصيل.
3. انبعاثات الكربون:
• إنتاج البلاستيك وحرقه يؤديان إلى انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة، مما يساهم في التغير المناخي.
4. تأثير على الحياة البرية:
• تتعرض الحيوانات البرية لخطر الاختناق أو التسمم نتيجة تناول أو التعرض للبلاستيك.
5. مخاطر صحية على البشر:
• جزيئات البلاستيك الدقيقة (Microplastics) التي تتسرب إلى المياه والغذاء تشكل خطرًا على صحة الإنسان، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.
الحلول للحد من الأضرار البيئية للبلاستيك
1. تقليل استخدام البلاستيك:
• الحد من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام مثل الأكياس والزجاجات البلاستيكية.
• استبدال البلاستيك بمواد صديقة للبيئة مثل الورق والقماش والزجاج.
2. تعزيز إعادة التدوير:
• إنشاء أنظمة فعالة لجمع وفرز النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها.
• توعية المجتمعات بأهمية إعادة التدوير في تقليل النفايات.
3. تطوير البلاستيك الحيوي:
• الاستثمار في الأبحاث لتطوير مواد بلاستيكية قابلة للتحلل الحيوي.
• استخدام مواد طبيعية مثل الذرة وقش الأرز في صناعة البلاستيك الحيوي.
4. فرض سياسات وتشريعات:
• فرض حظر على استخدام البلاستيك غير القابل للتحلل.
• تطبيق ضرائب على إنتاج البلاستيك لتقليل تصنيعه وتشجيع البدائل.
5. تنظيم حملات تنظيف بيئية:
• تنظيم حملات تنظيف للشواطئ، الأنهار، والغابات لإزالة النفايات البلاستيكية.
• تشجيع المبادرات التطوعية لجمع النفايات البلاستيكية وإعادة تدويرها.
6. توعية الجمهور:
• إطلاق حملات إعلامية لتثقيف الأفراد حول أضرار البلاستيك وطرق تقليل استخدامه.
• إشراك المدارس والجامعات في حملات التوعية البيئية.
دور الأفراد في الحد من أضرار البلاستيك
• التقليل من الاستخدام الشخصي: مثل استخدام أكياس التسوق القابلة لإعادة الاستخدام.
• دعم المنتجات المستدامة: اختيار المنتجات المصنوعة من مواد معاد تدويرها.
• المشاركة في حملات التوعية والتنظيف: المساهمة في تنظيف الشواطئ والبيئات المحلية.
التصدي للأضرار البيئية للبلاستيك يتطلب جهدًا عالميًا مشتركًا من الأفراد، الحكومات، والشركات. الحد من الاعتماد على البلاستيك وتعزيز البدائل المستدامة ليس فقط ضروريًا للحفاظ على البيئة، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل البشرية. يمكننا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل من خلال تغيير عاداتنا اليومية ودعم الجهود التي تهدف إلى حماية كوكبنا للأجيال القادمة.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي