التعليم

السلوكيات السيئة في المدارس

تعتبر المدارس البيئة الأساسية التي يتعلم فيها الطلاب ليس فقط المواد الأكاديمية، بل أيضًا القيم والسلوكيات التي تساعدهم على بناء شخصياتهم والتفاعل مع الآخرين. ومع ذلك، قد يظهر في المدارس سلوكيات سيئة تؤثر على البيئة التعليمية والتربوية، مما يستدعي العمل على تصحيحها ومعالجتها بشكل فعّال.

أنواع السلوكيات السيئة وأشكالها

تتعدد أنواع السلوكيات السيئة المنتشرة في المدارس، وتختلف حسب العمر والبيئة المحيطة، ومنها:

1. التنمر والعنف

يعد التنمر من أبرز السلوكيات السلبية وأكثرها ضررًا. ويشمل التنمر أشكالًا مختلفة، مثل:

• التنمر اللفظي: كالاستهزاء، والسب، والسخرية من زملاء المدرسة.

• التنمر الجسدي: مثل الاعتداء بالضرب، أو المضايقات الجسدية المتكررة.

• التنمر الاجتماعي: كعزل طالب معين، أو نشر الشائعات التي تؤدي إلى إيذائه.

2. الغش في الامتحانات

يلجأ بعض الطلاب إلى الغش لتحقيق درجات أعلى، وقد يحدث هذا نتيجة لضغوط أكاديمية، أو ضعف التحصيل الدراسي. يؤثر هذا السلوك على العدالة التعليمية، ويمنح درجات غير مستحقة.

3. إهمال الواجبات المدرسية

يظهر هذا السلوك في عدم إنجاز الطلاب لواجباتهم أو عدم التحضير للدروس، ويعد إشارة إلى ضعف الالتزام أو عدم الوعي بأهمية التحصيل الدراسي.

4. عدم احترام القواعد والأنظمة

تظهر هذه السلوكيات في مقاطعة الدروس، أو عدم الالتزام بمواعيد الحصص، أو السلوكيات غير المنضبطة داخل الفصل، كالتحدث بصوت عالٍ أو العبث بأدوات الآخرين.

5. إساءة استخدام التكنولوجيا

استخدام الأجهزة الذكية أو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل غير لائق من قبل الطلاب، مثل التقاط الصور دون إذن أو التورط في محادثات أو محتوى غير مناسب.

6. العزلة والانطوائية

قد يفضل بعض الطلاب الانعزال عن زملائهم وعدم المشاركة في الأنشطة المدرسية أو الاجتماعية، مما يؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي والشعور بالعزلة.

أسباب انتشار السلوكيات السيئة

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الطلاب للتصرف بسلوكيات غير مرغوبة، ومنها:

1. التأثير الأسري

تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في تشكيل سلوك الطفل، فالإهمال الأسري، أو التعامل السلبي، أو حتى غياب الرقابة الأسرية يمكن أن يؤثر على سلوك الطلاب بشكل كبير.

2. التأثير البيئي والاجتماعي

قد يتأثر الطلاب بما يشاهدونه في محيطهم الاجتماعي أو الإعلامي، وقد يتبعون سلوكيات غير صحيحة نتيجة للرغبة في محاكاة زملائهم أو الشخصيات المؤثرة.

3. الضغوط الأكاديمية

الضغط المتزايد لتحقيق النجاح الأكاديمي يمكن أن يدفع الطلاب إلى سلوكيات غير صحيحة، مثل الغش أو عدم الاهتمام بالدراسة بسبب التوتر.

4. الاضطرابات النفسية

يعاني بعض الطلاب من مشكلات نفسية، مثل القلق أو الاكتئاب، التي قد تؤثر على سلوكهم وتؤدي إلى ردود فعل سلبية، مثل العزلة أو العدوانية.

السلوكيات السيئة حسب المراحل الدراسية

تختلف السلوكيات السلبية حسب الفئة العمرية للطلاب:

المرحلة الابتدائية

• العناد والبكاء المستمر: يميل بعض الأطفال إلى العناد وعدم الامتثال للتعليمات.

• الغيرة والمشاجرات البسيطة: تنشأ الغيرة بين الطلاب، مما يؤدي إلى حدوث خلافات بسيطة.

المرحلة المتوسطة

• التنمر والمشاحنات اللفظية: تبدأ السلوكيات السلبية في التطور، وقد تتضمن التنمر أو السخرية بين الزملاء.

• عدم احترام المعلمين: يظهر بعض الطلاب سلوكيات تشير إلى عدم احترامهم للمعلمين أو النظام المدرسي.

المرحلة الثانوية

• المشاجرات والعنف الجسدي: قد تصبح المشاجرات في هذه المرحلة أكثر عنفًا وتأثيرًا على البيئة المدرسية.

• الاستخدام غير المناسب للتكنولوجيا: قد يستخدم الطلاب الهواتف أو وسائل التواصل الاجتماعي بطرق غير ملائمة تؤثر على تركيزهم الأكاديمي.

طرق التعامل مع السلوكيات السيئة

للتعامل مع السلوكيات السيئة، يمكن اتباع الإجراءات التالية:

1. التوعية وتعزيز الوعي

تثقيف الطلاب حول الآثار السلبية للسلوكيات الخاطئة وكيفية تبني سلوكيات إيجابية، سواء من خلال المحاضرات التوعوية أو البرامج الإرشادية.

2. تعزيز الحوار الأسري

يجب تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة، ليتعاون الجميع في تحديد السلوكيات السلبية والتصدي لها، وتوعية الأسرة بدورها في التربية السليمة.

3. وضع قواعد واضحة للسلوك

من المهم وضع قواعد سلوكية واضحة يتبعها جميع الطلاب، وإبلاغهم بالعقوبات المرتبطة بانتهاك هذه القواعد، وتطبيقها بشكل عادل ومنصف.

4. الاهتمام بالصحة النفسية

تقديم الدعم النفسي للطلاب من خلال الأخصائيين الاجتماعيين، وتوفير بيئة مدرسية داعمة تمكنهم من التعبير عن مشاعرهم بشكل صحي وإيجابي.

5. تشجيع السلوكيات الإيجابية

مكافأة وتشجيع السلوكيات الإيجابية، مثل تقديم شهادات تقدير أو جوائز بسيطة للطلاب الذين يظهرون سلوكًا حسنًا أو إنجازات تعليمية.

طرق الوقاية من السلوكيات السيئة

• توفير أنشطة ترفيهية واجتماعية: تنظيم فعاليات وأنشطة خارج إطار التعليم التقليدي تساعد في تعزيز العلاقات بين الطلاب.

• تعزيز روح التعاون: تشجيع العمل الجماعي بين الطلاب لتعزيز التعاون وتعلم أهمية الاحترام المتبادل.

• تطوير مهارات الطلاب الشخصية: تنمية مهارات الطلاب الاجتماعية والعاطفية من خلال المناهج والأنشطة التي تركز على التعاطف والتواصل الفعّال.

السلوكيات السيئة في المدارس قد تؤثر سلبًا على البيئة التعليمية، ولكن مع التوعية والتعاون بين المدرسة والأسرة، يمكن تعزيز السلوكيات الإيجابية وتعزيز المناخ التعليمي. لا يكفي معالجة السلوكيات السلبية بعد ظهورها، بل يجب العمل على الوقاية منها من خلال التربية السليمة والبرامج التوعوية المتواصلة.

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat