مقالات وقضايا

اليوم العالمي للسكري

يُعتبر اليوم العالمي للسكري من أهم المناسبات الصحية التي تُقام سنويًا بهدف رفع مستوى الوعي حول مرض السكري، أحد الأمراض المزمنة الأكثر انتشارًا في العالم. تحتفي المجتمعات بهذا اليوم في 14 نوفمبر من كل عام، وقد تم اختياره ليوافق ذكرى ميلاد العالم “فريدريك بانتينغ”، الذي ساهم في اكتشاف الأنسولين.

الهدف الأساسي من هذه المناسبة هو تثقيف الأفراد حول المرض، أنواعه، أسبابه، وطرق الوقاية منه، إلى جانب تعزيز سبل الدعم للمصابين. في هذا المقال، سنلقي الضوء على الجوانب المختلفة المرتبطة بالسكري، مع التركيز على دوره في حياة المرضى، وكيفية التكيف معه بطرق صحية.

تاريخ اليوم العالمي للسكري وبدايته

بدأت الاحتفالات باليوم العالمي للسكري في عام 1991، بمبادرة من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، استجابة للقلق المتزايد من التزايد السريع في معدلات الإصابة بالمرض.

في عام 2007، تبنت الأمم المتحدة اليوم العالمي للسكري كحدث رسمي عالمي، بهدف تعزيز الجهود الدولية لمكافحة المرض، حيث أصبح شعار المناسبة “الوصول إلى العناية بالسكري”.

السكري: أنواعه وأسبابه

1. أنواع السكري

• السكري من النوع الأول: يُعرف باسم السكري المعتمد على الأنسولين، يحدث نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين.

• السكري من النوع الثاني: يرتبط بعدم استجابة خلايا الجسم للأنسولين بشكل صحيح، وغالبًا ما يكون نتيجة لنمط حياة غير صحي.

• سكري الحمل: يظهر خلال فترة الحمل ويختفي غالبًا بعد الولادة، لكنه قد يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني لاحقًا.

2. أسباب الإصابة بالسكري

• العوامل الوراثية: يلعب التاريخ العائلي دورًا في زيادة خطر الإصابة.

• السمنة وقلة النشاط البدني: السمنة هي أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالنوع الثاني.

• النظام الغذائي غير الصحي: تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات يؤدي إلى اضطراب في مستوى السكر في الدم.

• العوامل البيئية: التعرض للإجهاد أو الفيروسات قد يؤدي إلى السكري من النوع الأول.

السكري والنشاط البدني

النشاط البدني له دور حيوي في إدارة السكري، حيث يساعد على:

• تحسين استجابة الجسم للأنسولين: مما يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم.

• تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية: يقلل من خطر الإصابة بمضاعفات السكري.

• السيطرة على الوزن: يُعد الحفاظ على وزن صحي أمرًا ضروريًا لإدارة السكري.

أنواع الأنشطة المناسبة لمرضى السكري:

• المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا.

• التمارين الهوائية مثل السباحة وركوب الدراجة.

• تمارين القوة لتحسين الكتلة العضلية.

دليل التسوق لمريض السكري

التسوق الصحي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في إدارة مرض السكري. إليك بعض النصائح المهمة:

• اختيار الكربوهيدرات المعقدة: مثل الشوفان، الحبوب الكاملة، والبقوليات.

• التركيز على البروتينات الخالية من الدهون: مثل الأسماك والدجاج.

• تجنب المنتجات المعالجة: التي تحتوي على سكريات ودهون مشبعة.

• قراءة الملصقات الغذائية: لمعرفة كمية السكر والسعرات الحرارية.

• شراء الفواكه والخضروات الطازجة: كمصدر أساسي للفيتامينات والمعادن.

السكري والسفر

السفر يمكن أن يكون تحديًا لمريض السكري، لكنه ليس مستحيلاً إذا تم التخطيط الجيد.

نصائح السفر:

• تحضير حقيبة الأدوية: تضم الأنسولين، جهاز قياس السكر، والوجبات الخفيفة.

• التأكد من توفر الأدوية: حمل وصفة طبية إضافية لتجنب نقص الأدوية.

• تنظيم جدول الوجبات: لتجنب انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر خلال الرحلة.

• تجنب الجفاف: من خلال شرب كميات كافية من الماء.

• الحفاظ على النشاط البدني: حتى أثناء السفر.

السكري والأطفال

الأطفال المصابون بالسكري يحتاجون إلى رعاية خاصة ودعم نفسي لإدارة حالتهم الصحية.

طرق المساعدة:

• التثقيف المبكر: تعليم الطفل كيفية قياس مستوى السكر وإدارة الأنسولين.

• النظام الغذائي المتوازن: يشمل وجبات غنية بالألياف وقليلة السكريات.

• الأنشطة الرياضية: تشجيعهم على ممارسة الرياضة لتحسين صحتهم الجسدية والنفسية.

• الدعم النفسي: مساعدة الطفل على التكيف مع حالته دون الشعور بالعزلة.

مقترحات لتحسين الوعي حول السكري

• تنظيم حملات توعوية في المدارس والجامعات لتعريف الأفراد بمخاطر المرض.

• إطلاق برامج رياضية مخصصة لمرضى السكري لتشجيعهم على النشاط البدني.

• توفير إرشادات غذائية مجانية عبر تطبيقات الهواتف المحمولة.

• إنشاء مجموعات دعم عبر الإنترنت لتبادل التجارب والنصائح بين المرضى.

• تعزيز الفحوصات المبكرة للكشف عن المرض في مراحله الأولى.

توجيهات جوهرية وإشادات

أبرز الأستاذ ماجد عايد العنزي أهمية نشر الوعي حول السكري من خلال المبادرات المجتمعية والبرامج التثقيفية. ومن نصائحه الجوهرية:

• الوقاية أفضل من العلاج: من خلال تبني نمط حياة صحي يعتمد على التغذية السليمة والنشاط البدني.

• الدعم النفسي أساس النجاح: التأكيد على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السكري.

• استخدام التكنولوجيا: لاستغلال التطبيقات الصحية التي تساعد المرضى على مراقبة مستويات السكر.

اليوم العالمي للسكري يُعد فرصة لنشر الوعي وتعزيز فهمنا لهذا المرض المزمن، حيث يُمكن من خلال التخطيط الجيد واتباع النصائح الطبية أن يعيش المرضى حياة طبيعية مليئة بالنشاط والإنتاجية.

فلنكن جميعًا جزءًا من هذه الجهود العالمية لدعم مرضى السكري، ونؤكد على أهمية التوعية، الوقاية، وتبني نمط حياة صحي لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر صحة.

اترك رد

WhatsApp chat