يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً وانتشاراً حول العالم، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار. ويأتي “اليوم العالمي للسكري” كتظاهرة عالمية سنوية تهدف إلى تعزيز الوعي حول هذا المرض وتثقيف الناس حول أساليب الوقاية منه وإدارته. يشكل هذا اليوم مناسبة للتأكيد على أهمية العناية بالصحة، والقيام بالفحوصات الدورية للكشف المبكر عن المرض.
تاريخ اليوم العالمي للسكري
تأسس اليوم العالمي للسكري في عام 1991 بواسطة الاتحاد الدولي للسكري (IDF) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) في استجابة لارتفاع معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم. اختير يوم 14 نوفمبر لهذا الاحتفال تزامناً مع ذكرى ميلاد العالم الكندي فريدريك بانتنغ، الذي ساهم في اكتشاف الأنسولين عام 1921، وهو الاكتشاف الذي غير حياة الملايين من مرضى السكري.
أهداف اليوم العالمي للسكري
يهدف اليوم العالمي للسكري إلى تحقيق عدة أهداف مهمة، منها:
1. رفع الوعي حول مرض السكري: التعريف بأسباب المرض، أنواعه، وأعراضه، بالإضافة إلى أساليب الوقاية.
2. توفير الدعم لمرضى السكري: تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، وتشجيعهم على اتباع أسلوب حياة صحي.
3. تحفيز البحث العلمي: حث الحكومات والمؤسسات على دعم الأبحاث المتعلقة بمرض السكري وعلاجاته.
4. التوعية حول الرعاية الصحية: تسليط الضوء على أهمية توفير خدمات رعاية صحية ملائمة للمرضى.
صلب الموضوع: مرض السكري وعواقبه الصحية
يتسم مرض السكري بأنه حالة تؤدي إلى اضطراب في مستوى السكر في الدم نتيجة لخلل في إنتاج أو استخدام الأنسولين، ويؤدي هذا الخلل إلى مشاكل صحية متعددة، أبرزها تلف الأعصاب والأوعية الدموية، وأمراض القلب، والفشل الكلوي. ينقسم مرض السكري إلى نوعين رئيسيين:
• النوع الأول: يعتمد كلياً على الأنسولين حيث يفقد الجسم قدرته على إنتاجه.
• النوع الثاني: الأكثر شيوعاً، ينتج عن نمط حياة غير صحي ويمثل غالبية الحالات.
عمق المشكلة وأبعادها
تعتبر المشكلة الرئيسية في السكري هي صعوبة إدارته لدى العديد من المرضى، وذلك بسبب نقص الوعي بالمرض وأعراضه. يتطلب مرض السكري مراقبة مستمرة لمستوى السكر في الدم واتباع حمية غذائية محددة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة. يمكن لعدم إدارة المرض بالشكل الصحيح أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خاصة أن العديد من المرضى يعانون من المرض دون تشخيص لفترات طويلة.
أهمية اليوم العالمي للسكري
يعد اليوم العالمي للسكري فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها المرضى والمجتمعات في التعامل مع هذا المرض المزمن. كما يشجع هذا اليوم الجميع على اتخاذ خطوات وقائية مثل إجراء الفحوصات الدورية، تحسين النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني. بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا اليوم على تعزيز دعم المرضى الذين يعانون من هذا المرض، ويحث الحكومات على وضع سياسات صحية أكثر شمولية وملاءمة لمواجهة هذا التحدي.
بعض المقترحات للوقاية والتوعية
1. إقامة حملات توعية: يمكن للمؤسسات الصحية والحكومات تنظيم حملات توعية شاملة على مستوى المجتمعات والمدارس لتعريف الناس بأهمية الوقاية.
2. تشجيع النشاط البدني: ممارسة الرياضة تعتبر وسيلة فعالة للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني.
3. توفير الدعم لمرضى السكري: إنشاء مراكز دعم وإرشاد لمرضى السكري، وتوفير مستشارين غذائيين ونفسيين لمساعدتهم في مواجهة التحديات.
4. إدراج برامج التثقيف الصحي في المدارس: تعليم الطلاب عن مرض السكري وأهمية التغذية السليمة والنشاط البدني.
طرق للحد من انتشار مرض السكري
• الاهتمام بالتغذية الصحية: تجنب الأغذية عالية السكر والدهون والملح، وتناول وجبات غنية بالألياف والبروتينات.
• الفحص الدوري: الكشف المبكر يساعد في التحكم في المرض بشكل أفضل.
• التقليل من التوتر: أثبتت الدراسات أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن يرفع من مستويات السكر في الدم.
يظل اليوم العالمي للسكري فرصة ذهبية لإعادة النظر في سياسات الرعاية الصحية وتطوير برامج فعالة لمكافحة هذا المرض المزمن. بإمكاننا جميعاً، أفراداً ومؤسسات، أن نكون جزءاً من الحل من خلال تعزيز الوعي المجتمعي وتحفيز البحث العلمي. إن تعزيز الوعي الصحي والالتزام بأسلوب حياة صحي يمكن أن يكون لهما الأثر الأكبر في مواجهة تحديات السكري، وضمان حياة صحية ومستدامة للملايين حول العالم.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي