مقالات وقضايا

اليوم العالمي للفن الإسلامي

الفن الإسلامي هو مرآة تعكس عظمة الحضارة الإسلامية وإبداعها الفريد، جامعًا بين الروحانية والجمال والابتكار. للاحتفاء بهذا الإرث العظيم، أُعلن عن اليوم العالمي للفن الإسلامي كتقديرٍ عالمي لهذا الفن الذي تجاوز حدود الزمان والمكان، ليصبح جسرًا للتواصل الثقافي بين الشعوب.

في هذا المقال، نستعرض تاريخ هذا اليوم، أهدافه، أهميته، وكيف يمكن استثماره لتعزيز الوعي الثقافي ودعم الإبداع المعاصر.

تاريخ اليوم العالمي للفن الإسلامي وبدايته

بدأت فكرة الاحتفاء بالفن الإسلامي في 18 نوفمبر 2019، عندما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذا اليوم عالميًا للاعتراف بدور الفن الإسلامي في بناء الحضارات وتعزيز الحوار الثقافي بين الأمم.

هذا القرار جاء استجابة للجهود المبذولة لتعزيز فهم أعمق للفن الإسلامي وحمايته من المخاطر التي تواجه التراث الثقافي في العالم المعاصر.

أهداف اليوم العالمي للفن الإسلامي

1. حماية التراث الفني الإسلامي:

المحافظة على المواقع التاريخية والموروثات الثقافية التي تعكس جوهر الفن الإسلامي.

2. تعزيز الحوار الحضاري:

استخدام الفن الإسلامي كوسيلة للتواصل والتقارب بين الشعوب والثقافات المختلفة.

3. دعم الإبداع الفني المعاصر:

تشجيع الفنانين على استلهام التراث الإسلامي في أعمالهم وتجديد أساليب التعبير الفني.

4. التعليم ونشر الوعي:

تعزيز المعرفة بتاريخ الفن الإسلامي وأهميته كجزء من الهوية الثقافية العالمية.

5. إبراز القيم الإنسانية:

تسليط الضوء على الرسائل السامية التي يحملها الفن الإسلامي، مثل التوازن، الجمال، والتسامح.

جوهر الفن الإسلامي وأهميته

الفن الإسلامي يتميز بخصوصية تجعله فريدًا، حيث يعكس ارتباط الإنسان بالخالق والطبيعة. يمكن تقسيم مظاهر الفن الإسلامي إلى العناصر التالية:

• الزخارف الهندسية:

تُبرز التكرار والتناظر الذي يعكس الانسجام الكوني.

• الخط العربي:

الخط العربي ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو فن قائم بذاته يُستخدم لتزيين المساجد والكتب والمقتنيات الفنية.

• العمارة الإسلامية:

من المساجد العريقة إلى القصور والأسواق، تُجسد العمارة الإسلامية عبقرية التصميم والتوازن بين الجمال والوظيفة.

• الزخارف النباتية والمنمنمات:

تعكس الزخارف الطبيعية والمنمنمات الدقة والاهتمام بالتفاصيل في الفن الإسلامي.

كيفية الاحتفال باليوم العالمي للفن الإسلامي

لجعل هذا اليوم مميزًا وذا تأثير عالمي، يمكن اتباع الأنشطة والمبادرات التالية:

1. تنظيم معارض فنية:

عرض قطع فنية إسلامية تاريخية ومعاصرة تسلط الضوء على جمال وتنوع هذا الفن.

2. ورش عمل تعليمية:

تعليم المشاركين أسس الخط العربي، تصميم الزخارف، أو الحرف اليدوية المستوحاة من التراث الإسلامي.

3. ندوات ومؤتمرات ثقافية:

استضافة خبراء ومؤرخين لمناقشة أهمية الفن الإسلامي ودوره في تعزيز القيم الإنسانية.

4. إطلاق مسابقات فنية:

تشجيع المواهب الشابة على تقديم أعمال مستوحاة من الفن الإسلامي، مع تخصيص جوائز تشجيعية.

5. إحياء المواقع التاريخية:

دعم مشاريع الترميم والحفاظ على المواقع الإسلامية التراثية.

6. الترويج عبر الإعلام الرقمي:

نشر محتوى مبتكر على وسائل التواصل الاجتماعي لتعريف الجمهور بالفن الإسلامي وتاريخه.

مقترحات لتعزيز مكانة الفن الإسلامي عالميًا

1. إدخال الفن الإسلامي في المناهج الدراسية:

كجزء من التعليم الفني والثقافي لتعريف الأجيال الجديدة بإرثهم الحضاري.

2. تعزيز التعاون الثقافي بين الدول:

إنشاء مشاريع مشتركة بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية لنشر الفن الإسلامي عالميًا.

3. إنتاج أفلام وثائقية:

توثيق تاريخ الفن الإسلامي وإسهاماته عبر العصور بأسلوب جذاب ومؤثر.

4. توفير منصات إلكترونية:

إنشاء متاحف رقمية تعرض قطعًا فنية إسلامية نادرة وتتيح للجمهور من جميع أنحاء العالم استكشافها.

5. تشجيع السياحة الثقافية:

الترويج للمواقع الإسلامية التراثية كوجهات سياحية عالمية.

أهداف بعيدة المدى للاحتفاء بالفن الإسلامي

• تعزيز الانتماء للهوية الإسلامية بين الشباب.

• بناء صورة إيجابية عن الثقافة الإسلامية عالميًا.

• تقديم الفن الإسلامي كأداة للإبداع والتجديد الثقافي.

• المساهمة في اقتصاديات الإبداع من خلال دعم الحرف اليدوية والصناعات الثقافية المرتبطة بالفن الإسلامي.

اليوم العالمي للفن الإسلامي هو فرصة للاحتفاء بجمال هذا الفن ودوره في تعزيز القيم الإنسانية والتقريب بين الثقافات. إن استمرارية هذا الإرث الثقافي تعتمد على جهودنا في حمايته ونشره ودعمه كجزء من الهوية الإنسانية المشتركة. لنكن سفراء لهذا الجمال ونعمل على تعزيزه ليبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.

نسقه وأعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat