تعد منطقة تبوك من أبرز الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، خاصة خلال فصل الشتاء، ويعود ذلك بفضل تنوعها الطبيعي بين الجبال المغطاة بالثلوج والتي تعتبر نادرة وعامل جذب للسياح، حيث أن المملكة العربية السعودية معروفة لدى العالم بأنها منطقة صحرواية قاحلة ولكن تجربة استثمار موسم الثلوج في جبال اللوز سوف يغير وجهة النظر والفكر ويعكس للعالم بأن السعودية ذات تنوع طبيعي فريد من نوعه ، ومن غير الشواطئ الساحرة التي تعتبر مناطق استرخاء وتأمل، إن منطقة تبوك تقدم مزيجًا خاصاً يجمع بين جمال الطبيعة والمناخ المعتدل والآثار والثقافة ومع ذلك لا تزال السياحة الشتوية في المنطقة بحاجة إلى تطوير مستدام ومبتكر لجذب السياح المحليين والدوليين واستثمار هذا الكنز الطبيعي بشكل أفضل، إن من مقومات السياحة الشتوية في تبوك الطقس البارد والثلوج المتساقطة التي تغطي جبال اللوز خلال فصل الشتاء، مما يوفر تجربة فريدة من نوعها في المملكة، إن هذه الظاهرة تجذب عشاق الطبيعة ومحبي التصوير خصوصاً، حيث تصبح المنطقة وجهة مثالية للاستمتاع بالثلوج والأجواء الشتوية، ومن غير شواطئ البحر الأحمر التي توفر شواطئ من قلب الطبيعة مثل شرما وحقل وتعتبر متنفسًا رائعًا للزوار بفضل مناخها المعتدل، و يمكن للسياح ممارسة الأنشطة البحرية مثل الغوص بين الشعب المرجانية والأسماك الملونة والسباحة أو الاستمتاع بالمشي على الرمال البيضاء الناعمة، وكذلك يمتد شتاء تبوك ليصل إلى المواقع التاريخية والأثرية التي تضم العديد من المعالم التاريخية مثل مغاير شعيب وآثار مدائن صالح القريبة والقلعة التاريخية وعين سكر ومسجد التوبة، مما يعزز الجاذبية الثقافية للمنطقة، ومن المقترحات التي يتم توجيهها للمسؤولين وصناع القرار في المنطقة إقامة المهرجانات الشتوية والفعاليات المحلية لجذب الزوار والسياح بشكل أكبر، لكن هنالك العديد من تحديات خصوصاً في منطقة جبل اللوز من ضعف البنية التحتية السياحية وعلى الرغم من الجهود المبذولة، إلا أن هناك نقصًا في المنتجعات الشتوية المجهزة لاستقبال السياح، وقلة الترويج الإعلامي ومحدودية الفعاليات الشتوية بحيث أن معظم الفعاليات تقتصر على الأنشطة التقليدية، مع غياب الفعاليات الترفيهية الحديثة والمبتكرة التي تجذب الزوار، من الطرق لتطوير السياحة الشتوية في تبوك إنشاء منتجعات جبلية مجهزة بخدمات راقية قرب جبال اللوز، وتحسين الطرق المؤدية إلى المواقع السياحية الجبلية والساحلية لضمان سهولة الوصول، ولابد من تنظيم مهرجانات للثلوج تشمل أنشطة رياضية شتوية مثل التزلج على الجليد وإقامة سباقات أو ماراثونات شتوية ، كذلك الترويج الإعلامي والسياحي من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج عنها من خلال المؤثرين المحليين والعالميين، ومن المهم إنتاج أفلام قصيرة توثق جمال تبوك الشتوي وتُعرض على منصات عالمية، وكذلك التركيز على السياحة البيئية بتقديم برامج للزوار تهدف إلى استكشاف الطبيعة والحفاظ عليها، وإنشاء محميات طبيعية تتيح تجربة فريدة للتخييم والمغامرات في أجواء آمنة ، أيضاً تطوير رحلات استكشافية للجبال والتضاريس واستحداث أنشطة ليلية مثل المراقبة الفلكية في أجواء السماء الصافية، ومن المقترحات لتطوير السياحة في تبوك، إطلاق تطبيق سياحي مخصص بعدة لغات ، من خلاله يتم توفير معلومات عن الأنشطة الشتوية، والفعاليات، وأماكن الإقامة، ومن الضروري تدريب السكان المحليين، من إعداد دورات تدريبية لتأهيليهم للعمل كمرشدين سياحيين وفتح المجال أمام الطلاب للتطوع، وأيضاً تعزيز التعاون مع الشركات السياحية، عن طريق تصميم برامج سياحية متكاملة تشمل زيارة المواقع الطبيعية والتاريخية مع إقامة في منتجعات مميزة، ولابد من تنظيم حملات ترويجية عالمية حول تمكين الاستفادة القصوى من التوجه الدولي نحو السياحة الشتوية وإبراز تبوك كوجهة مميزة، ويمكن أيضاً الاستفادة من تجارب الدول الباردة في كيفية استغلال مواردها ودراسة تجارب هذه الدول مثل سويسرا والنرويج في السياحة الشتوية وتطبيق الممارسات الناجحة منها.
نسقه وأعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي