في المملكة العربية السعودية، يحظى الحق في الخصوصية بحماية كبيرة ضمن الأنظمة والتشريعات التي تسعى إلى صون كرامة الأفراد والحفاظ على أمنهم الاجتماعي. ومن بين الانتهاكات التي قد تُرتكب في المنازل، قيام العاملة المنزلية بتصوير أجزاء من المنزل مثل المطبخ أو الغرف دون إذن أصحاب المنزل. يُعد هذا الفعل خرقًا لخصوصية الأسرة، وله عواقب قانونية خطيرة وفقًا للنظام السعودي.
أولاً: حماية الخصوصية في النظام السعودي
الخصوصية حق مكفول في المملكة العربية السعودية بموجب نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/17) وتاريخ 8/3/1428هـ، والذي يهدف إلى التصدي لكل ما يمس الحياة الخاصة للأفراد عن طريق التقنيات الحديثة.
ثانياً: تصوير المنزل كجريمة معلوماتية
1. تعريف الجريمة:
• تصوير المنزل أو أي جزء منه (مثل المطبخ أو الغرف) من قبل العاملة المنزلية دون إذن يُعتبر انتهاكًا لخصوصية الأسرة.
• إذا تم نشر الصور أو مشاركتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الجريمة تتفاقم، وتُعد تعديًا على الحياة الخاصة.
2. النص القانوني:
• وفق المادة الثالثة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية: “يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة، وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل شخص يرتكب أيًا من الأفعال الآتية:
• المساس بالحياة الخاصة عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميرا، أو ما في حكمها.”
ثالثاً: العقوبات المقررة
1. العقوبة الجنائية:
• السجن لمدة تصل إلى سنة.
• غرامة مالية تصل إلى 500,000 ريال.
• أو كلتا العقوبتين معًا حسب تقدير المحكمة.
2. الإبعاد عن البلاد:
• قد يُضاف إلى العقوبة الجنائية قرار بترحيل العاملة المنزلية خارج المملكة، خاصة إذا ثبت أن التصوير كان بقصد الإضرار بأصحاب المنزل.
3. مصادرة الأجهزة:
• يتم مصادرة الهاتف أو الكاميرا المستخدمة في التصوير.
رابعاً: حق صاحب المنزل
• يحق لصاحب المنزل التقدم بشكوى رسمية إلى الجهات المختصة (مثل الشرطة أو النيابة العامة) إذا اكتشف أن العاملة قامت بالتصوير دون إذن.
• تضمن الجهات المختصة التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات النظامية المناسبة.
خامساً: نصائح لأصحاب المنازل
1. توعية العاملات المنزليات:
• ينبغي توضيح القوانين المحلية وأهمية احترام خصوصية المنزل للعاملات عند بداية العمل.
• استخدام لغة واضحة تناسب ثقافتهن لفهم العواقب القانونية للتصوير.
2. مراقبة الأجهزة:
• يُفضل التحقق الدوري من عدم استخدام العاملة للجهاز المحمول في التصوير دون إذن.
• تجنب السماح للعاملات باستخدام الأجهزة المزودة بكاميرا داخل الأماكن الخاصة.
3. التعامل بإنسانية:
• على الرغم من أهمية الرقابة، يجب أن تتم معاملة العاملة بكرامة واحترام، بما يعكس القيم الإسلامية.
تصوير المنزل أو المطبخ من قبل العاملة المنزلية دون إذن يُعد انتهاكًا صريحًا للخصوصية في المملكة العربية السعودية، ويترتب عليه عقوبات صارمة وفق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية. لضمان حماية خصوصية الأسرة، يجب توعية العاملات وتطبيق الأنظمة بحزم، مع احترام القيم الإنسانية التي تعزز بيئة عمل آمنة ومنصفة.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي