تُعد مرحلة الانتقال من التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي تجربة فارقة في حياة الطلاب. لذا، فإن الجامعات والكليات والمعاهد مطالبة بتطوير أساليب استقبال وتهيئة الطلاب المستجدين لضمان اندماجهم السلس في البيئة الأكاديمية. تُظهر التجارب الناجحة أن تهيئة الطلاب المستجدين تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز أدائهم الأكاديمي وتقليل معدلات التسرب الجامعي.
أهمية تهيئة الطلاب المستجدين
1. تعزيز التكيف مع البيئة الجامعية: يساعد الطلاب على فهم البيئة الجديدة من خلال تعريفهم بنظام الجامعة الأكاديمي والإداري.
2. بناء الثقة والارتباط: تُتيح برامج التهيئة للطلاب فرصة بناء علاقات اجتماعية مع زملائهم وأعضاء هيئة التدريس.
3. زيادة الإنتاجية الأكاديمية: من خلال تعريفهم بالمهارات الأكاديمية المطلوبة مثل إدارة الوقت والبحث العلمي.
4. تقليل التوتر والارتباك: تُقدم برامج التهيئة المساعدة للطلاب للتعامل مع التحديات التي قد تواجههم.
مقترحات لتهيئة الطلاب المستجدين
1. برنامج استقبال متكامل
• تنظيم أسبوع ترحيبي يتضمن جولات تعريفية بالحرم الجامعي، الكليات، والمرافق.
• تقديم محاضرات تعريفية عن لوائح الجامعة ونظام الدراسة.
• إقامة حفل استقبال ترحيبي للطلاب الجدد لتعزيز الانتماء.
2. تقديم الدعم الأكاديمي والنفسي
• إنشاء مكاتب استشارية متخصصة لدعم الطلاب المستجدين أكاديميًا ونفسيًا.
• تخصيص مرشدين أكاديميين لمساعدة الطلاب في اختيار المواد الدراسية وفهم النظام الأكاديمي.
3. إنشاء برامج إرشاد طلابية
• تعيين طلاب من السنوات المتقدمة كمرشدين لمرافقة الطلاب المستجدين خلال الأشهر الأولى.
• تنظيم لقاءات دورية لمناقشة التحديات التي يواجهها الطلاب وتقديم الحلول.
4. التدريب على المهارات الأساسية
• تقديم ورش عمل عن المهارات الأكاديمية مثل كتابة التقارير، البحث العلمي، واستخدام المكتبات.
• تنظيم دورات عن المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت، العمل الجماعي، والتواصل الفعال.
5. استخدام التكنولوجيا في التهيئة
• إطلاق تطبيقات أو منصات إلكترونية تحتوي على أدلة الطلاب الجدد، الجداول الدراسية، ونقاط الاتصال.
• توفير خدمات الإرشاد عبر الإنترنت لتسهيل وصول الطلاب للدعم.
6. إشراك أولياء الأمور
• إقامة لقاءات تعريفية لأولياء الأمور لتعريفهم بدورهم في دعم أبنائهم خلال المرحلة الجامعية.
• توفير وسائل للتواصل معهم حول تقدم أبنائهم الأكاديمي.
أفكار وأعمال يجب القيام بها
1. أنشطة اجتماعية وثقافية:
• تنظيم فعاليات رياضية وثقافية لبناء روح الفريق بين الطلاب.
• إقامة معارض تعريفية بالأنشطة الطلابية المختلفة.
2. تقديم حزم ترحيبية:
• توفير حقيبة ترحيبية تحتوي على كتيبات تعريفية، خريطة الجامعة، ووسائل مساعدة أكاديمية.
• تقديم عروض تعريفية عن الخدمات الصحية والمرافق الجامعية.
3. برامج توجيه مهنية مبكرة:
• تنظيم جلسات تعريفية عن المسارات المهنية لكل تخصص أكاديمي.
• إشراك الشركات والمؤسسات لتقديم عروض عن الفرص المهنية المستقبلية.
تجارب جامعات رائدة في تهيئة الطلاب المستجدين
1. جامعة هارفارد (Harvard University)
تنظم “أسبوع التوجيه” الذي يشمل جلسات تعريفية، أنشطة اجتماعية، ولقاءات مع الأساتذة. تُركز الجامعة على دمج الطلاب الجدد في الحياة الأكاديمية والاجتماعية منذ اليوم الأول.
2. جامعة ستانفورد (Stanford University)
تستخدم برامج الإرشاد الشخصي حيث يُعين لكل طالب مستجد مرشد أكاديمي يساعده على التأقلم والتخطيط لمسيرته الدراسية.
3. جامعة الملك سعود
تُقدم الجامعة برنامجًا مميزًا يشمل جولات تعريفية، لقاءات مع الكادر الأكاديمي، وورش عمل عن الحياة الجامعية، مما يسهم في دمج الطلاب بسرعة.
4. معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)
تُركز على تقديم ورش عمل تقنية لتعريف الطلاب بمتطلبات الدراسة الجامعية، إلى جانب توفير تطبيق إلكتروني للمساعدة في تنظيم وقتهم.
الخاتمة
تهيئة الطلاب المستجدين في الجامعات ليست مجرد إجراء إداري، بل هي استثمار في نجاحهم الأكاديمي والشخصي. من خلال استلهام الأفكار من التجارب الجامعية الرائدة وتطوير برامج مخصصة، يمكن للجامعات والكليات والمعاهد تعزيز تجربة الطلاب المستجدين، مما يؤدي إلى بناء بيئة أكاديمية نابضة بالحياة والإبداع.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي