تُعتبر المملكة العربية السعودية من أبرز الدول التي تُسهم في مجال العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم. على مدى عقود، قدمت السعودية يد العون والمساعدة لمختلف دول العالم المتضررة من الكوارث الطبيعية، والنزاعات، والأزمات الإنسانية، وذلك من خلال جهود حكومية ومؤسسات خيرية، وعلى رأسها “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية”. تسعى السعودية من خلال هذه الجهود إلى تخفيف المعاناة وتقديم المساعدات الإنسانية بمختلف أشكالها، مع التزامها بالقيم الدينية والإنسانية التي تدعو إلى التعاون والتكافل.
دور المملكة في مجال الإغاثة
تبرز جهود المملكة العربية السعودية في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية في عدة مجالات، منها:
- الاستجابة للكوارث الطبيعية: المملكة كانت دائمًا في مقدمة الدول التي تستجيب للأزمات والكوارث الطبيعية، سواء كانت زلازل، فيضانات، أو أعاصير، وذلك عبر تقديم المساعدات العاجلة مثل الطعام، والمأوى، والرعاية الصحية للمحتاجين.
- دعم اللاجئين والنازحين: السعودية تسعى دائمًا إلى توفير الاحتياجات الضرورية للاجئين والنازحين من مختلف الدول المتضررة بالنزاعات، حيث تعمل على إنشاء مخيمات الإيواء، وتوفير الغذاء والدواء والتعليم للأطفال الذين يعانون من صعوبة العيش بعيدًا عن أوطانهم.
- مكافحة الأوبئة والأمراض: من خلال مراكزها الطبية وبرامجها الصحية، تقدم المملكة حملات علاجية وتوعوية لمكافحة الأمراض والأوبئة في العديد من الدول، مثل مكافحة الكوليرا في اليمن، ودعم مراكز الرعاية الصحية في إفريقيا.
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية
أُنشئ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في مايو 2015 بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ليكون الذراع الإنساني للمملكة في تقديم المساعدات الدولية. ومنذ تأسيسه، نفذ المركز مئات المشاريع الإغاثية والإنسانية في عشرات الدول، تشمل:
- المساعدات الغذائية: توفير المواد الغذائية الضرورية للمحتاجين، مثل السلال الغذائية، والوجبات الجاهزة، والمياه الصالحة للشرب.
- المساعدات الطبية: تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية، وإنشاء المستشفيات الميدانية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
- برامج التعليم والتدريب: دعم الأطفال والشباب المتضررين من النزاعات والكوارث، من خلال توفير التعليم، وبرامج التدريب المهني، والمستلزمات الدراسية.
المبادئ الإنسانية للإغاثة السعودية
- الحياد والشفافية: تسعى السعودية من خلال برامجها الإغاثية إلى الالتزام بالحياد والشفافية، حيث تُقدم المساعدات الإنسانية بناءً على الاحتياج فقط، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس.
- تقديم المساعدات المستدامة: لا تقتصر المساعدات السعودية على الإغاثة الفورية فقط، بل تعمل أيضًا على تقديم مشاريع تنموية مستدامة تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة للمجتمعات المتضررة، مثل بناء المدارس، والمستشفيات، ومشاريع تأمين المياه.
- العمل المشترك مع المنظمات الدولية: تعمل المملكة بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بسرعة وفعالية.
تأثير الإغاثة السعودية على المستوى الدولي
لقد حظيت الجهود الإغاثية السعودية بتقدير واسع على المستوى الدولي، حيث تُعتبر من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية، سواء على المستوى العربي أو العالمي. وتعمل المملكة على تعزيز سمعتها كدولة مسؤولة ملتزمة بتحمل واجبها الإنساني تجاه المجتمعات المحتاجة.
أبرز أمثلة المساعدات السعودية
- دعم اليمن: قدّمت المملكة مساعدات إنسانية شاملة لليمن في مختلف المجالات، من خلال توفير الغذاء، والماء، والرعاية الصحية، والمساعدة في إعادة الإعمار.
- مكافحة الفقر في إفريقيا: ساهمت السعودية بشكل كبير في دعم الدول الإفريقية المتضررة من المجاعات والكوارث الطبيعية، من خلال حملات غذائية وطبية.
- مساعدات للاجئين السوريين والفلسطينيين: تسعى المملكة دائمًا لدعم اللاجئين السوريين والفلسطينيين، سواء داخل المخيمات أو في الدول المضيفة، عبر تقديم المواد الغذائية، والرعاية الصحية، والتعليم.
- مساعدة الأوضاع الإنسانية في لبنان وغيرها من الدول التي تحتاج إلى تقديم الدعم والعون.
تُمثل الإغاثة السعودية تجسيدًا حقيقيًا للقيم الإسلامية والإنسانية التي تدعو إلى مساعدة المحتاجين وتخفيف المعاناة، حيث تعمل المملكة من خلال جهودها الإغاثية على مد جسور العون والدعم للدول المتضررة والأسر الفقيرة في مختلف أنحاء العالم. واستمرارًا لهذه الجهود، تواصل السعودية تعزيز مكانتها الإنسانية، والتزامها بتقديم الدعم والمساعدات للمجتمعات المتضررة، سعيًا منها لتحقيق السلام والتنمية والرخاء للجميع.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي