التعليم في سجون السعودية: خطوة نحو التغيير والإصلاح
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بتوفير التعليم داخل السجون، وذلك في إطار جهودها لإعادة تأهيل السجناء ودمجهم في المجتمع بعد قضاء فترة العقوبة. وتأتي هذه الجهود انطلاقًا من رؤية المملكة التي تهدف إلى تعزيز التنمية البشرية والإصلاح، والعمل على توفير الفرص للسجناء لتطوير مهاراتهم وتحسين مستوى معيشتهم بعد الإفراج عنهم.
أهداف التعليم في السجون:
- إعادة التأهيل والإصلاح: تهدف برامج التعليم في السجون إلى توفير المعرفة والمهارات التي يحتاجها السجين لتحسين سلوكه وتفكيره، مما يساعد في إصلاحه وإعادة تأهيله ليكون شخصًا فعّالًا ومنتجًا في المجتمع بعد الإفراج عنه.
- توفير فرص عمل مستقبلية: يسهم التعليم في تمكين السجناء من اكتساب مهارات مهنية وشهادات علمية، مما يزيد من فرصهم في الحصول على عمل بعد انتهاء مدة السجن، ويساعدهم على بدء حياة جديدة.
- التخفيف من حالات العودة إلى الجريمة: تُظهر الدراسات أن توفير التعليم والتدريب داخل السجون يساعد على تقليل معدلات العودة إلى الجريمة، حيث يحصل السجين على فرصة للتعلم والتغيير، وبالتالي تقليل فرصه في العودة إلى السلوكيات السلبية.
برامج التعليم داخل السجون:
- التعليم الأساسي ومحو الأمية: تُقدم برامج محو الأمية والتعليم الأساسي في السجون السعودية لتوفير المعرفة الأساسية للسجناء الذين لم يتلقوا تعليمهم في صغرهم. وتهدف هذه البرامج إلى تعليمهم القراءة والكتابة والمهارات الأساسية التي يحتاجونها.
- التعليم الثانوي والجامعي: يتاح للسجناء الراغبين في مواصلة دراستهم الثانوية أو الجامعية إمكانية الالتحاق ببرامج التعليم عن بُعد أو من خلال فصول دراسية تُعقد داخل السجون، مع توفير الدعم التعليمي والإرشاد الأكاديمي لهم.
- التدريب المهني والحرفي: توفر السجون السعودية برامج تدريب مهني متنوعة لتعليم السجناء مجموعة من المهارات الحرفية والمهنية التي تفتح لهم آفاقًا وظيفية بعد الإفراج عنهم، مثل النجارة، والكهرباء، والحرف اليدوية، والطبخ، وتقنيات الحاسب الآلي، وغيرها من المهارات التي تتوافق مع احتياجات سوق العمل.
- التعليم الديني والقيم الأخلاقية: تهتم برامج التعليم في السجون أيضًا بتعزيز القيم الأخلاقية والتربية الدينية، حيث يتم تقديم دروس في الفقه والقرآن الكريم والأخلاق الإسلامية لتحسين سلوك السجناء وتعزيز انتمائهم القيمي.
التأثيرات الإيجابية للتعليم داخل السجون:
- تحسين سلوك السجناء: ساعدت البرامج التعليمية على تحسين سلوك العديد من السجناء، إذ أظهرت التقارير أن التعليم يعزز الشعور بالمسؤولية والانتماء ويشجع على التفكير الإيجابي.
- دمج السجناء في المجتمع: يسهم التعليم في تعزيز فرص السجناء في الحصول على عمل والاندماج بشكل أفضل في المجتمع، ما يقلل من معدلات البطالة والعودة إلى السجن.
- تعزيز الشعور بالكرامة والأمل: يؤدي التعليم إلى رفع مستوى ثقة السجناء بأنفسهم وتحفيزهم على تحسين حياتهم وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وأسرهم.
تعتبر جهود المملكة العربية السعودية في توفير التعليم داخل السجون خطوة مهمة نحو الإصلاح وإعادة التأهيل، حيث تعكس هذه الجهود التزامًا بتقديم فرص جديدة للسجناء لبناء مستقبل أفضل بعد قضاء مدة العقوبة. من خلال التعليم، يمكن للسجناء تطوير أنفسهم واكتساب المهارات اللازمة للاندماج في المجتمع والمساهمة فيه بشكل إيجابي، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر أمانًا واستدامة.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي