في قلب كل مواطن سعودي، يسكن فخر كبير بأبطال الحد الجنوبي الذين يقفون بشجاعة لا نظير لها دفاعاً عن أرض الوطن، إن هؤلاء الجنود بمواقفهم البطولية والرجولية وتضحياتهم التي لا تقدر بثمن، يقدمون صورة فريدة لمعنى الولاء والفداء، حيث يواجهون يومياً تحديات جساماً لكنهم يظلون صامدين، يرفعون راية الوطن عالياً ويجسدون أسمى معاني التضحية والإيثار، لقد تجلت هذه البطولات في قصص تُروى ولا تُنسى، أولئك البواسل الذين وقفوا في وجه الأخطار دون تردد، حيث ضحى بعضهم بأرواحهم فداءً للوطن، إنها حكايات جنود رفضوا الاستسلام رغم تعرضهم للإصابة، وأصروا على إكمال واجبهم حتى النهاية، إن الحياة في الحد الجنوبي ليست سهلة أبداً، فجنودنا البواسل يواجهون في كل لحظة أجواء قاسية، حيث المناخ الحار الجاف، وصعوبة التنقل عبر التضاريس الوعرة، إلى جانب التهديدات المستمرة التي تفرضها الأوضاع الأمنية في المنطقة، ورغم كل ذلك يواجهون هذه التحديات بروح عالية وإيمان عميق وجبل صامد، في كل صباح يبدأ الجنود يومهم بنظرة أمل وثبات، مدركين أن مهمتهم هي خط الدفاع الأول عن الوطن، وأن قلوب الشعب السعودي تقف معهم وتدعو لهم بالنصر والسلامة، حيث لا تقتصر جهود المملكة على حماية الحدود فحسب، بل تمتد لرعاية الجنود وعائلاتهم، تحت إشراف مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبد العزيز آل سعود رعاه الله وأيده، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وفقه الله، إن المملكة تُعتبر من أكثر الدول حرصاً على تقديم الدعم لأسر الشهداء والجرحى، هناك برامج تُخصص لعائلاتهم، تشمل تأمين التعليم لأبنائهم وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لهم، كما تحرص القيادة على تكريمهم عبر تنظيم فعاليات تخلد ذكراهم، ومن الأمثلة على ذلك تكريمات شهداء الوطن السنوية، حيث يتجدد العهد بتقديم كل ما يلزم من دعم ومساندة لعائلاتهم، تأكيداً على أن الوطن لا ينسى أبناءه أبداً، إن تضحيات أسود الحد الجنوبي لا تقتصر على الحاضر، بل تمتد لتشمل مستقبل الأجيال القادمة، هم يزرعون في قلوب الشباب حب الوطن والتضحية من أجله، ويمنحون المملكة أمناً واستقراراً يعزز موقعها ودورها إقليمياً ودولياً، وتأتي ثمار هذه الجهود لهؤلاء الأبطال لتضمن حياة آمنة للمواطنين، حيث أن هذا الالتزام الراسخ بالأمن الوطني يشكل خطاً أساسياً لرؤية المملكة وأهدافها الطموحة نحو تحقيق التنمية والازدهار، إن المملكة العربية السعودية تنعم بسلام وأمان بفضل الله ثم بفضل هؤلاء الجنود العظام، الذين سطّروا أسمى معاني التضحية في سبيل حماية الوطن والدفاع عن حرماته ومقدساته، سيظل الشعب السعودي مديناً لتضحياتهم وسيبقى الوطن وفياً لهؤلاء الأبطال، محافظاً على ذكراهم ومحتفياً بتضحياتهم في قلوب أبنائه جيل بعد جيل، إن جنود الحد الجنوبي هم أيقونة الفداء، وستظل قصصهم ملهمة لأجيال المستقبل حكايات تخلّد أسمى معاني الولاء للوطن وحب التضحية من أجله.
كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي