مقالات وقضايا

طريقة العمرة الصحيحة

العمرة هي عبادة عظيمة يتقرب بها المسلم إلى الله، وتتميز بأنها من العبادات التي ليس لها وقت محدد طوال العام، وهي تتضمن العديد من المناسك التي يجب القيام بها بطريقة صحيحة. وفي هذا المقال، سنتعرف على كيفية أداء العمرة بشكل صحيح خطوة بخطوة، بدايةً من النية وحتى الانتهاء من جميع المناسك.

1. الإحرام

الإحرام هو النية للدخول في مناسك العمرة، وهو الركن الأول الذي يجب على المسلم القيام به. وللإحرام مكان محدد يسمى “الميقات” ويجب على المسلم أن يحرم منه. وعند الوصول إلى الميقات، يجب على المعتمر أن يقوم بالخطوات التالية:

• الاغتسال: يُستحب أن يغتسل المعتمر كما يغتسل للجنابة.

• لبس ملابس الإحرام: يجب على الرجال ارتداء إزار ورداء أبيضين غير مخيطين، بينما يجوز للنساء ارتداء أي ملابس فضفاضة تغطي جسمها، بشرط ألا تكون متبرجة.

• التلبية: بعد النية، يبدأ المسلم في التلبية بقول: “لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”. يستحب التلبية طوال الطريق إلى مكة.

2. الطواف حول الكعبة

عند الوصول إلى المسجد الحرام، يتوجه المعتمر إلى الكعبة ويبدأ في الطواف. والطواف هو الدوران حول الكعبة سبعة أشواط بدءًا من الحجر الأسود وانتهاءً به، والقيام بالآتي:

• استقبال الكعبة: يضع المسلم الكعبة على يساره ويبدأ الطواف من الحجر الأسود.

• التكبير: يستحب عند بدء الطواف أن يقول المسلم: “بسم الله، الله أكبر”، ويشير بيده اليمنى إلى الحجر الأسود.

• الدعاء والتسبيح: ليس هناك دعاء محدد للطواف، ويمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الأدعية، أو يقرأ القرآن، أو يذكر الله.

• الرمل والاضطباع: يُستحب للرجل في الطواف أن يرمل (يمشي مسرعًا) في الأشواط الثلاثة الأولى، وأن يُضطبع (يكشف عن كتفه الأيمن) في جميع أشواط الطواف.

3. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم

بعد الانتهاء من الطواف، يُستحب صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم إن أمكن، أو في أي مكان من المسجد الحرام. في الركعة الأولى يقرأ الفاتحة وسورة “الكافرون”، وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وسورة “الإخلاص”.

4. السعي بين الصفا والمروة

بعد صلاة ركعتين، يتوجه المعتمر إلى السعي بين الصفا والمروة، وهو سبعة أشواط، يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة، ويقوم بما يلي:

• الوقوف على الصفا: يقرأ المعتمر عند الوقوف على الصفا الآية الكريمة: “إن الصفا والمروة من شعائر الله”، ثم يحمد الله ويكبر ثلاثًا، ويقول: “لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.

• السعي: يسعى المعتمر بين الصفا والمروة، ويركض بين الميلين الأخضرين (للرجال فقط) ويُسمي ذلك بالرمل، وعند الوصول إلى المروة يقف عليها ويفعل مثلما فعل على الصفا.

• استمرار السعي: يُكمل المسلم سبعة أشواط، فيحسب الذهاب من الصفا إلى المروة شوطًا، والعودة من المروة إلى الصفا شوطًا آخر.

5. الحلق أو التقصير

بعد الانتهاء من السعي، يجب على المعتمر أن يحلق رأسه أو يقصّر من شعره للتحلل من الإحرام. يُفضل للرجل أن يحلق شعره بالكامل، ولكن إن أراد التقصير فيجب أن يشمل ذلك جميع أنحاء رأسه. أما المرأة، فتقصّر من شعرها بقدر أنملة (طرف الأصبع).

بهذا تكون العمرة قد اكتملت

بإتمام هذه الخطوات الخمس، يكون المسلم قد أتم مناسك العمرة، وهي:

1. الإحرام والنية.

2. الطواف حول الكعبة.

3. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم.

4. السعي بين الصفا والمروة.

5. الحلق أو التقصير.

من المهم أن يحرص المعتمر على أداء العمرة بنية خالصة لله، وأن يتبع السنة النبوية في كافة المناسك، ويبتعد عن كل ما يفسد الإحرام أو ينافي روح العبادة، مثل الجدال أو ارتكاب المحرمات.

أجر العمرة:

يعد أجر العمرة عظيمًا، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما”، أي أنها تمحو الذنوب والخطايا بين العمرتين. كما أن العمرة تُعد سببًا في تقوية الصلة بالله، وتمنح المسلم فرصة للتأمل في خلقه والتقرب منه.

أداء العمرة تجربة روحانية عظيمة تسهم في نقاء النفس وتقوية العلاقة بالله، ومن المهم على كل مسلم أن يتعلم كيفية أداء مناسكها بشكل صحيح حتى تكون مقبولة.

كتبه الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

WhatsApp chat