التعليم مشكلة وحل

ظاهرة رمي الكتب

مع نهاية كل عام دراسي، تطفو على السطح ظاهرة رمي الكتب المدرسية في النفايات، أمام المنازل، وفي مداخل الأحياء. هذا المشهد غير الحضاري يعكس غياب الوعي بأهمية الكتاب كرمز للعلم والمعرفة، إضافة إلى الهدر الكبير للموارد الورقية وإهمال فكرة إعادة التدوير.


رؤية الظاهرة: أبعادها وأضرارها

1. هدر الموارد الورقية:

إنتاج الكتب يتطلب استهلاكًا كبيرًا للأشجار والمياه والطاقة. إهمال إعادة تدوير الكتب يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.

2. صورة غير حضارية:

رمي الكتب على الطرقات وفي النفايات يعطي انطباعًا سلبيًا عن ثقافة المجتمع واحترامه للعلم والمعرفة.

3. فقدان القيم التربوية:

إهمال الكتاب المدرسي يُفقد الطلاب قيمة احترام العلم وأدواته، ويعزز السلوكيات غير المسؤولة تجاه الموارد.


أسباب الظاهرة

  1. غياب الوعي البيئي:
    عدم إدراك أهمية التدوير والاستفادة من الكتب القديمة.
  2. انتهاء الحاجة للكتب:
    الطلاب يرون الكتب عديمة الفائدة بعد نهاية العام الدراسي، مما يؤدي إلى التخلص منها بشكل عشوائي.
  3. غياب نظام تدوير فعال:
    عدم وجود آليات واضحة لإعادة استخدام أو تدوير الكتب المدرسية يجعل التخلص منها هو الخيار الأسهل.
  4. ضعف التوجيه الأسري والمدرسي:
    غياب توعية الأسر والمدارس بأهمية الكتاب وعدم وضع سياسات فعالة للاستفادة منه.

دور الجهات المسؤولة في معالجة الظاهرة

1. وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد:

يمكن للمساجد أن تكون مراكز لجمع الكتب المدرسية في نهاية العام الدراسي. يمكن إعادة توزيع الكتب المفيدة منها للطلاب المحتاجين، أو إرسالها لمراكز التدوير.

2. وزارة الشؤون البلدية والقروية:

باعتبارها المسؤولة عن النظافة العامة، يمكنها توفير حاويات خاصة لجمع الكتب القديمة في الأحياء والمدارس، لتسهيل عملية التدوير أو إعادة الاستخدام.

3. المدارس والجامعات:

يجب على المدارس والجامعات وضع برامج توعوية لتثقيف الطلاب حول أهمية التدوير واحترام الكتب المدرسية.

4. المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية:

يمكن تنظيم مبادرات مجتمعية لجمع الكتب المدرسية في نهاية العام وإعادة توزيعها أو تدويرها، بما يسهم في تقليل الهدر وتحقيق الفائدة للجميع.


مقترحات لحلول مستدامة

  1. إنشاء مراكز تدوير:
    تخصيص مراكز في كل منطقة لجمع الكتب المدرسية وإعادة تدويرها أو إعادة استخدامها.
  2. إطلاق حملات توعية:
    تنظيم حملات إعلامية ومجتمعية لتثقيف الطلاب والأهالي حول أهمية احترام الكتاب وأهمية التدوير.
  3. تحفيز الطلاب:
    تقديم مكافآت رمزية للطلاب الذين يساهمون في جمع الكتب وإحضارها لمراكز التدوير.
  4. إعادة التوزيع:
    تنظيم حملات لإعادة توزيع الكتب المستخدمة بحالة جيدة على الطلاب المحتاجين في المدارس الأخرى.
  5. التعاون مع القطاع الخاص:
    تشجيع الشركات على دعم برامج التدوير كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية.

توجيهات الأستاذ ماجد عايد العنزي حول الظاهرة

  1. احترام الكتاب:
    يشدد الأستاذ ماجد على ضرورة غرس قيمة احترام الكتاب كرمز للعلم، وعدم اعتباره مجرد ورق يمكن التخلص منه.
  2. تعزيز الوعي:
    يدعو إلى تفعيل دور الأسرة والمدرسة في توعية الطلاب بأهمية إعادة استخدام الكتب واحترامها.
  3. الاستفادة من الموارد:
    يؤكد على أهمية استثمار الكتب القديمة في مشاريع تعليمية أو إعادة تدويرها لتحويلها إلى موارد جديدة.
  4. المبادرات المجتمعية:
    يرى الأستاذ أن مشاركة المجتمع في هذه المبادرات يعزز الروح الجماعية ويقلل من انتشار الظواهر غير الحضارية.
  5. الإبداع في الحلول:
    يشدد على أهمية التفكير الإبداعي في استغلال الكتب القديمة، مثل تحويلها إلى مواد تعليمية أو فنية تخدم المجتمع.

خاتمة: الكتاب رمز للعلم، فلنحترمه

رمي الكتب المدرسية بشكل عشوائي ليس مجرد سلوك غير حضاري، بل هو فقدان لقيمة العلم وأداة من أدوات التقدم. وكما قال الأستاذ ماجد : “الكتاب هو نافذة نحو المستقبل، ومن يحترمه، يقدر العلم والحضارة.”

علينا جميعًا أن نتعاون لإيجاد حلول فعالة ومستدامة للتعامل مع هذه الظاهرة، وجعل احترام الكتاب قيمة راسخة في مجتمعنا.

اترك رد

WhatsApp chat