-فترة الاختبارات تُعد من أهم الفترات في حياة الطلاب، حيث تُخصص لتحقيق الإنجازات الأكاديمية وبناء المستقبل. ومع ذلك، أصبحت هذه الفترة في مجتمعنا تُعرف بزيادة بعض الجرائم مثل التفحيط، تعاطي المخدرات، التحرش، وجرائم أخرى متنوعة. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أصبحت الاختبارات موسمًا للجريمة في مجتمع محافظ؟
أسباب انتشار الجرائم خلال فترة الاختبارات
1. الفراغ بين الفترات وبعد الاختبارات:
وقت الفراغ الطويل بين الفترات الدراسية يُعد بيئة خصبة للشباب غير الموجهين لاستغلال هذا الوقت في أنشطة ضارة.
2. ثقافة الخوف من الاختبارات:
زرع فكرة أن الاختبارات موسم للجريمة يُعزز السلوك السلبي بين الشباب، ويجعل التوقعات تتحول إلى واقع.
3. التجمعات الشبابية:
التجمعات غير المنظمة خلال هذه الفترة تؤدي إلى انتشار الطيش والتصرفات المتهورة، مما يفتح الباب لحدوث الجرائم.
4. غياب دور الأسرة:
انشغال الوالدين بالعمل صباحًا وعدم وجود متابعة كافية خلال هذه الفترة يؤدي إلى استغلال الشباب لهذه الثغرات.
5. تغيير الروتين:
التغير المفاجئ في نظام الحياة والروتين اليومي يترك الشباب في حالة من الارتباك، ما يدفعهم نحو البحث عن وسائل للتعبير عن طاقاتهم.
الآثار السلبية لهذه الجرائم
- تفشي السلوكيات الخاطئة: الجرائم مثل التفحيط وتعاطي المخدرات تؤدي إلى تدهور القيم المجتمعية.
- الأضرار النفسية والاجتماعية: تؤثر هذه السلوكيات على سلامة الأفراد والمجتمع، وتزيد من حدة المشاكل الأسرية.
- فقدان الوقت والفرص: بدلًا من استغلال فترة الاختبارات لتحقيق النجاح، يتم إهدارها في تصرفات غير مجدية.
وصايا وحلول للحد من الظاهرة
1. إشغال الفراغ بطرق إيجابية:
يجب على الأسرة والمدرسة تقديم برامج تعليمية وترفيهية تُساعد الطلاب على استثمار وقتهم فيما يعود عليهم بالنفع.
2. تفعيل دور الأندية الرياضية:
تقديم خيارات رياضية متنوعة للشباب تُساعدهم على تفريغ طاقاتهم بشكل إيجابي، وتشجيع الأسر على الانضمام للأنشطة.
3. تحسين المتابعة الأسرية:
تخصيص وقت من قبل الوالدين لمتابعة أبنائهم خلال فترة الاختبارات، والحرص على خلق بيئة آمنة داخل المنزل.
4. تقديم الأنشطة داخل المدارس:
تنظيم أنشطة خلال الفترات بين الاختبارات، مثل الدورات التعليمية أو الأنشطة الرياضية، لتشجيع الطلاب على البقاء داخل المدرسة.
5. نشر التوعية:
تنظيم حملات توعوية تسلط الضوء على مخاطر الجرائم وتقديم بدائل صحية للشباب.
أهمية الرياضة خلال فترة الاختبارات
الرياضة تُعد وسيلة فعالة لتفريغ الطاقة السلبية لدى الشباب. تنظيم مباريات رياضية أو تمارين يومية قبل أو بعد الاختبارات يُساعد على تحسين التركيز وتقليل التوتر.
رؤية الأستاذ ماجد عايد العنزي حول الظاهرة
- التوجيه الإيجابي:
يشدد الأستاذ ماجد على أهمية توجيه طاقات الشباب نحو الأنشطة الإيجابية والابتعاد عن السلوكيات السلبية. - الاستثمار في العقول القائدة:
يرى أن العقول المؤثرة بين الشباب تحتاج إلى دعم لتصبح قدوة تُلهم الآخرين نحو سلوكيات بناءة. - التوازن بين التعليم والترفيه:
يدعو إلى تحقيق توازن بين الاجتهاد الدراسي وتوفير أنشطة ترفيهية تُخفف من ضغوط الاختبارات. - المتابعة المستمرة:
يشدد على ضرورة أن تكون المتابعة الأسرية والتعليمية مستمرة طوال العام وليس فقط خلال فترة الاختبارات. - تعزيز القيم المجتمعية:
يرى أن نشر الوعي بالقيم الإيجابية بين الشباب هو الحل الأمثل للحد من انتشار الجرائم.
خاتمة: معالجة الظاهرة تبدأ بالوعي والعمل الجماعي
الجرائم التي تنشط خلال فترة الاختبارات ليست قدرًا محتومًا، بل هي ظاهرة يمكن علاجها بالتعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. وكما قال الأستاذ ماجد: “إن لم تتألم لن تتعلم، وإن لم تتعلم فلن تتغير.”
فالأمر يتطلب وعيًا جماعيًا وتوجيهًا مستمرًا للشباب، بالإضافة إلى خلق بيئة داعمة تُساعدهم على تحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي. دعونا نعمل معًا على تحويل فترة الاختبارات من موسم للجرائم إلى موسم للإنجاز والإبداع.