يُعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في المملكة العربية السعودية، حيث يرتبط بشكل كبير بنمط الحياة والتغيرات في العادات الغذائية. ومع تزايد معدلات الإصابة، أصبح التركيز على الوقاية ضرورة قصوى للحفاظ على صحة المجتمع. في هذا المقال، نستعرض تاريخ المرض في السعودية، أبرز العوامل المسببة له، وكيف يمكن الوقاية منه من خلال اتباع أساليب حياة صحية.
السكري في السعودية: نبذة تاريخية وإحصائيات
شهدت المملكة خلال العقود الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بمرض السكري، خاصة النوع الثاني المرتبط بالسمنة. أظهرت الإحصائيات أن السعودية من بين الدول الأعلى عالميًا في نسب الإصابة بالسكري، حيث يقدر أن نحو 18% من البالغين يعانون من المرض.
تعود أسباب هذا الانتشار الكبير إلى التغيرات السريعة في نمط الحياة، مثل زيادة الاعتماد على الوجبات السريعة، وقلة النشاط البدني، والتوتر المرتبط بالعمل والحياة اليومية.
أهداف الوقاية من السكري في السعودية
• تقليل معدل الإصابة: من خلال رفع الوعي المجتمعي حول أهمية الوقاية المبكرة.
• تحسين جودة الحياة: عبر تعزيز الأنماط الصحية في الغذاء والنشاط البدني.
• تقليل الأعباء الاقتصادية: للحد من التكاليف الباهظة للرعاية الصحية الناتجة عن مرض السكري ومضاعفاته.
أسباب الإصابة بمرض السكري في السعودية
1. العوامل الوراثية
يلعب التاريخ العائلي دورًا رئيسيًا في زيادة احتمالية الإصابة بالسكري.
2. السمنة
تعد السمنة من أبرز عوامل الخطر المسببة للسكري، حيث يرتبط زيادة الوزن بارتفاع مقاومة الجسم للأنسولين.
3. قلة النشاط البدني
النمط الحياتي الخامل يزيد من احتمالية الإصابة بالسكري بنسبة كبيرة.
4. العادات الغذائية غير الصحية
الإفراط في استهلاك السكريات، الكربوهيدرات البسيطة، والأطعمة المعالجة من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
طرق الوقاية من السكري
1. اتباع نظام غذائي صحي
• تناول وجبات متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات قليلة الدهون.
• تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة.
• الحرص على تناول الطعام في أوقات منتظمة لتجنب تقلبات مستويات السكر.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
• تخصيص 30 دقيقة يوميًا لممارسة الرياضة مثل المشي أو السباحة.
• تقليل الوقت المخصص للجلوس أمام الشاشات وتعزيز الأنشطة الحركية.
3. مراقبة الوزن
• الحفاظ على وزن صحي من خلال التحكم في السعرات الحرارية المستهلكة.
• استشارة أخصائي تغذية عند الحاجة لوضع خطة غذائية مخصصة.
4. الفحص الدوري لمستوى السكر
• إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عن السكري أو مقدماته.
• قياس مستوى السكر الصائم بشكل دوري خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي مع المرض.
5. تجنب التوتر وإدارة الضغط النفسي
• ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا.
• الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا لتعزيز صحة الجسم.
مقترحات لتعزيز الوقاية من السكري في السعودية
• إطلاق برامج توعوية وطنية: تركز على توعية المجتمع حول مخاطر السكري وسبل الوقاية منه.
• تعزيز دور المدارس والجامعات: في نشر ثقافة التغذية الصحية والنشاط البدني بين الطلاب.
• دعم الأنشطة المجتمعية: مثل تنظيم حملات رياضية ومسابقات تهدف إلى زيادة النشاط البدني.
• توفير بدائل غذائية صحية: من خلال تشجيع الشركات المحلية على إنتاج أطعمة منخفضة السكر والدهون.
• تطوير تطبيقات رقمية: لمساعدة الأفراد على تتبع مستويات السكر، والنشاط البدني، والعادات الغذائية.
الأهداف طويلة المدى للوقاية من السكري
• خلق جيل واعٍ يتمتع بصحة جيدة وقادر على المساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030.
• تقليل العبء الصحي والاجتماعي الناتج عن مضاعفات السكري.
• تعزيز دور المملكة كدولة نموذجية في مكافحة الأمراض المزمنة على المستوى الإقليمي والعالمي.
إن الوقاية من مرض السكري في السعودية تتطلب تضافر الجهود بين الأفراد والمجتمع والمؤسسات الصحية. من خلال اتباع أسلوب حياة صحي ودعم المبادرات التوعوية، يمكننا الحد من انتشار هذا المرض وتحقيق مجتمع أكثر صحة وازدهارًا.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي