الأستاذ /ماجد بن عايد العنزي ،أريد الإستفسار عن طريقة الاستعلام عن؟
كيف يساعد التطوع في بناء الشخصية وتعزيز الثقة؟
الجواب:-
العمل التطوعي هو أكثر من مجرد تقديم خدمة للآخرين؛ فهو تجربة غنية تؤثر إيجابياً على المتطوع نفسه وتساهم في تطوير شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه. عبر عدة جوانب، يتيح العمل التطوعي للفرد اكتساب مهارات وخبرات تعزز من تطوره الشخصي والمهني، وتساهم في بناء شخصيته بشكل متكامل.
1. تطوير المهارات الشخصية والاجتماعية
يتطلب العمل التطوعي تفاعلاً مباشراً مع مختلف الأشخاص في مواقف وأماكن متعددة، وهذا ينمي لدى المتطوع مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي. المتطوع يتعلم كيفية التعامل مع الناس بأسلوب لبق ومهني، وكيفية التكيف مع مختلف الشخصيات والثقافات، وهذا يجعل منه شخصاً مرناً وأكثر تفهماً للآخرين. على سبيل المثال:
• التواصل الفعّال: يتعلم المتطوع كيف يعبر عن أفكاره بشكل واضح ومقنع، ويصبح أكثر انفتاحاً على الاستماع إلى آراء الآخرين.
• العمل الجماعي: يتيح العمل التطوعي للمتطوع الفرصة للعمل ضمن فرق، مما يعزز مهاراته في التعاون واحترام آراء الآخرين، وهي مهارات ضرورية لبناء شخصية متوازنة.
2. تعزيز الشعور بالمسؤولية والانضباط
يتطلب العمل التطوعي الالتزام بمواعيد ومهام محددة، مما يضع الفرد في بيئة تتطلب منه الالتزام والانضباط. مع مرور الوقت، يصبح المتطوع أكثر تحملاً للمسؤولية وأكثر جدية في التعامل مع المهام الموكلة إليه، مما ينعكس إيجاباً على شخصيته ويزيد من احترام الآخرين له.
• تطوير الانضباط الذاتي: مع الالتزام بالأنشطة والمواعيد، يتعلم المتطوع كيفية إدارة وقته بفعالية، وهذه مهارة تعود بالنفع على حياته الشخصية والمهنية.
• الالتزام بالقيم: العمل التطوعي يرتبط غالباً بقيم معينة مثل العطاء، والاحترام، والتفاني، وهذه القيم تصبح جزءاً من شخصية المتطوع، مما يعزز صورته الذاتية ويجعل منه شخصاً يعتمد عليه.
3. تعزيز الثقة بالنفس من خلال تقديم الفائدة للمجتمع
عندما يساهم المتطوع في مساعدة الآخرين ويرى تأثير جهوده على المجتمع، فإن ذلك يعزز ثقته بنفسه ويجعله يشعر بأنه قادر على إحداث فرق. الشعور بالقدرة على التأثير الإيجابي وبأن الشخص لديه دور مهم يؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس ويعزز من صورة المتطوع الذاتية.
• التقدير المجتمعي: الحصول على التقدير والشكر من المجتمع يعطي المتطوع شعوراً بالفخر والاعتزاز بنفسه، مما يزيد من ثقته بقدراته.
• تحقيق الأهداف: العمل التطوعي يتيح للمتطوع فرصة وضع أهداف وتحقيقها، وهذا الشعور بالإنجاز يعزز من ثقته بقدرته على مواجهة التحديات.
4. تنمية مهارات حل المشكلات والتكيف
يواجه المتطوع أحياناً تحديات أو مواقف غير متوقعة تتطلب منه التصرف بسرعة وابتكار حلول فعالة. التعرض لهذه التجارب يساعد المتطوع على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، حيث يتعلم كيف يتعامل مع التحديات ويجد حلولاً لها، مما يجعله أكثر ثقة بقدراته على التعامل مع الأزمات.
• التفكير الإبداعي: التعرض للمواقف غير المتوقعة يتطلب تفكيراً خارج الصندوق، وهذا ينمي مهارات التفكير الإبداعي لدى المتطوع.
• التكيف مع الظروف المختلفة: العمل التطوعي يعلم المتطوع كيفية التكيف مع الظروف الجديدة والمتغيرة، سواء كانت متعلقة ببيئة العمل أو الأشخاص المحيطين، مما يجعله شخصاً أكثر مرونة.
5. بناء شبكة من العلاقات الاجتماعية والداعمة
العمل التطوعي يتيح للمتطوع الفرصة لبناء شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية، حيث يلتقي بأفراد من مختلف التخصصات والخلفيات الثقافية. هذا التفاعل مع أشخاص جدد يساعده في توسيع دائرة معارفه، ويجعله يشعر بالانتماء لمجتمع داعم، مما يعزز من شعوره بالأمان والثقة.
• الاستفادة من تجارب الآخرين: من خلال التفاعل مع المتطوعين الآخرين، يكتسب الفرد رؤى وتجارب جديدة يمكن أن تساعده في تطوير مهاراته وفهمه للآخرين.
• دعم المجتمع: الشعور بأن هناك أشخاصاً يشاركونه نفس الأهداف والقيم يعزز من إحساسه بالانتماء، ويزيد من ثقته بقدرته على التعاون والمساهمة الفعالة.
6. اكتساب مهارات القيادة والتوجيه
في العمل التطوعي، قد يُطلب من المتطوعين أحياناً تولي دور القيادة في مجموعات صغيرة أو توجيه المتطوعين الجدد. هذه الفرص تمكن المتطوع من تطوير مهارات القيادة والتوجيه، مما يجعله أكثر ثقة بقدراته على قيادة الآخرين، ويعزز من احترام الآخرين له.
• تعلم المسؤولية القيادية: تعلم كيفية تحمل مسؤولية الآخرين وإرشادهم، وهي مهارة تساهم في بناء شخصية قيادية واثقة.
• تقديم الإرشاد: مساعدة المتطوعين الجدد وتوجيههم يمنح المتطوع شعوراً بالفخر والإنجاز ويزيد من ثقته بقدراته القيادية.
7. تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات
العمل التطوعي يتطلب من الفرد تحمل مسؤولية أعماله بنفسه، وهذا يشجع المتطوع على اتخاذ قرارات مستقلة وتعلم كيفية الاعتماد على نفسه. هذا الشعور بالاستقلالية يعزز من قوة الشخصية ويزيد من ثقته بقدرته على اتخاذ قرارات هامة.
• تعزيز المهارات التنظيمية: القدرة على تنظيم الأنشطة وإدارة الوقت بشكل مستقل تساهم في بناء شخصية مسؤولة.
• التغلب على التحديات الشخصية: مواجهة الصعوبات بمفرده وتعزيز شعور الاعتماد على الذات يقوي من ثقته بقدراته ويمكّنه من مواجهة التحديات المستقبلية بثبات.
ختاماً
العمل التطوعي ليس مجرد وسيلة لمساعدة الآخرين، بل هو تجربة شخصية تعود بالنفع الكبير على المتطوع نفسه. فمن خلال التطوع، يكتسب الفرد مهارات متنوعة، يبني شبكة علاقات قوية، ويعزز من ثقته بنفسه وقدراته. كل هذه الجوانب تجعل من العمل التطوعي وسيلة قوية لبناء الشخصية وتطوير الذات، مما يساهم في إعداد أفراد ذوي شخصيات قوية، واثقة، ومتعاطفة مع المجتمع.
نسقه واعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي