مقالات وقضايا

هل عند الاذان تستجاب الدعوة وكيف؟

الدعاء هو العبادة التي تُبرز حاجة العبد إلى ربه، وهو الوسيلة التي يتوجه بها المسلم إلى الله طالبًا رحمته وفضله. ومن رحمة الله بعباده أن جعل هناك أوقاتًا مباركة يكون فيها الدعاء أرجى للاستجابة، ومنها وقت الأذان. فالأذان، هذا النداء العظيم الذي يُعلن فيه توحيد الله ويدعو للصلاة، يفتح أبواب الرحمة ويُهيئ القلوب للتواصل مع الله.

فضل الدعاء عند الأذان في الإسلام

الدعاء عند الأذان مُستحب، وهو أحد الأوقات التي وردت النصوص الشرعية بفضلها. فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك أوقاتًا يكون فيها الدعاء مستجابًا، ومن ذلك ما جاء في الحديث الشريف:

“الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة” (رواه الترمذي وأبو داود).

هذا الحديث يُبرز أهمية هذا الوقت، حيث تتنزل فيه الرحمة، وتُفتح أبواب السماء لاستقبال الدعاء.

الأذان: وقت مبارك مليء بالرحمة

الأذان ليس مجرد نداء للصلاة، بل هو ذكر لله تعالى وتعظيم له، حيث يُعلن فيه شهادة التوحيد وعظمة الخالق. في هذا الوقت تتناغم القلوب مع كلمات التوحيد التي يرددها المؤذن، فتُصبح النفوس أكثر خشوعًا واستعدادًا للوقوف بين يدي الله.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

“إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة” (رواه مسلم).

هذا الحديث يُبرز فضل الدعاء بعد الأذان، ويُشجع المسلم على استغلال هذا الوقت المبارك.

نصائح الأستاذ ماجد عايد العنزي لاستثمار وقت الأذان

1. التفاعل مع الأذان بخشوع:

ركز على معاني كلمات الأذان، ورددها بإحساس عميق لتشعر بعظمة الله وتوحيده.

2. الدعاء بما تحب أثناء الترديد وبعد الأذان:

يقول الأستاذ ماجد العنزي: “الدعاء بين الأذان والإقامة كنز من الرحمة، اغتنمه للدعاء بما في قلبك. اجعل دعاءك شاملاً للأمور الدنيوية والأخروية، لنفسك وللآخرين.”

3. أهمية الدعاء بالمأثور:

الالتزام بالأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم له أثر كبير في استجابة الدعاء. من أبرزها:

• “اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته.”

4. عدم الاستعجال في الدعاء:

يقول الأستاذ ماجد العنزي: “الدعاء بحاجة إلى يقين وإلحاح، فلا تستعجل الإجابة، وكن واثقًا بأن الله يسمعك وسيستجيب بما فيه الخير لك.”

5. اغتنام وقت بين الأذان والإقامة:

أشار الأستاذ ماجد العنزي إلى أهمية هذا الوقت قائلاً: “إنه لحظة ذهبية لا يُفوّتها المسلم؛ فالسماء تكون مفتوحة، والدعاء يُرجى فيه القبول بإذن الله.”

كيفية الدعاء عند الأذان واستغلاله بشكل صحيح

1. ترديد الأذان:

السنة أن يردد المسلم خلف المؤذن كلمات الأذان، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول” (رواه البخاري ومسلم).

هذا الترديد يُعبر عن ارتباط المسلم بكلمات التوحيد، ويُعد بداية لتحصيل فضل الدعاء.

2. الدعاء بعد الأذان مباشرة:

بعد الانتهاء من ترديد الأذان، يُستحب الدعاء بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3. الدعاء بين الأذان والإقامة:

وقت ما بين الأذان والإقامة من أفضل أوقات استجابة الدعاء. يُستحب في هذا الوقت أن يدعو المسلم بما شاء من خيري الدنيا والآخرة.

آداب الدعاء عند الأذان

لكي يكون الدعاء عند الأذان مستجابًا، يُفضل أن يلتزم المسلم بآداب الدعاء العامة، ومنها:

1. الإخلاص لله تعالى:

على المسلم أن يُخلص نيته في الدعاء وألا يدعو إلا الله وحده.

2. حضور القلب:

أن يكون القلب حاضرًا ومطمئنًا أثناء الدعاء، فلا يلهو أو ينشغل بشيء آخر.

3. البدء بحمد الله والثناء عليه:

من السنة أن يبدأ الدعاء بحمد الله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

4. الدعاء بأسماء الله الحسنى:

قال الله تعالى: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها” [الأعراف: 180].

5. الإلحاح في الدعاء:

من المستحب أن يُلح المسلم في دعائه ويكرر الطلب دون استعجال للإجابة.

خاتمة

وقت الأذان وما بينه وبين الإقامة فرصة ذهبية لاستجابة الدعاء، كما أكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم. نصائح الأستاذ ماجد العنزي تُذكرنا بأهمية التفاعل الخاشع مع الأذان واستغلال هذه اللحظات المباركة بالدعاء.

لنحرص على الالتزام بهذه السنة العظيمة والدعاء بإلحاح وثقة في الله، سائلين المولى أن يجعل أوقاتنا مليئة بالذكر والطاعات، وأن يحقق لنا آمالنا في الدنيا والآخرة.

اترك رد

WhatsApp chat