أقوال ومؤلفات مشاريع وأعمال خيرية مشكلة وحل مقالات وقضايا

✨ حفظ النعمة.. مشروع وطني وتنظيم حضاري لمستقبل أجيالنا

في كل مناسبةٍ أحضرها، وفي كل قصر أفراح أدخله، أُصاب بوجع داخلي حين أرى أصناف الطعام تُعد بالعشرات، وتُقدم في مشاهد توحي بالبذخ أكثر من الكرم، ثم تُرمى بعد ساعات في النفايات دون تقدير، ودون شكر لله الذي قال:

“لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.

في وطنٍ أنعم الله عليه بالخيرات، وأكرمه بقيادة جعلت الإنسان أولًا، هل يُعقل أن تستمر هذه الظاهرة دون تنظيم؟

هل من المقبول أن تُقام حفلات تتكلف مئات الألوف، ويُهدر فيها الطعام، بينما هناك أسر سعودية لا تجد قوت يومها، وأرامل وأيتام يعيشون بالكفاف؟

وهل نبقى نُردّد “اللهم أدم علينا نعمتك” دون أن نُحافظ عليها عمليًا؟

💡 من هنا، ومن قلبٍ يرى النعمة أمانة، وعقلاً يرى الهدر خطرًا، أطرح هذا المقترح الوطني الإنساني العملي على مجلس الشورى والبلديات والجهات المختصة، لتنظيم حفلات الأعراس وقصور الأفراح عبر اشتراطات نظامية تحفظ النعمة وتُعيد ترتيب الأولويات.

📌 مضمون المقترح

أولًا: اشتراط تعاقد رسمي لحفظ النعمة

يُشترط على جميع قاعات وقصور وصالات الأفراح، بل وكل منظم مناسبات عامة أو خاصة، أن يُبرم عقدًا رسميًا مع جمعية أو شركة مرخصة مختصة في جمع وتغليف وتوزيع فائض الطعام.

ولا يُمنح تصريح إقامة الحفل إلا بعد إثبات هذا التعاقد.

ثانيًا: فرق رقابية ميدانية

تُنشأ فرق تفتيش ميدانية تابعة للبلديات أو بالشراكة مع الجمعيات الخيرية، مهمتها التحقق من التزام القصور بحفظ النعمة فعليًا. يتم توثيق الأداء وإصدار تقارير دورية، مع فرض غرامات على غير الملتزمين، وتكريم النماذج المتميزة.

ثالثًا: إنعاش سوق العمل

هذا المشروع بقدر ما هو خيري، هو اقتصادي أيضًا. حيث يخلق:

وظائف جديدة لقادة مركبات توصيل الطعام. فرص عمل لمشرفين ميدانيين على عملية التغليف والتوزيع. وظائف لمنسقين إداريين ومراقبين صحيين. فرص تدريب للشباب في مجال السلامة الغذائية، تُمنح بالتنسيق مع الموارد البشرية و”هدف”.

رابعًا: التوعية الدينية والوطنية

تُلزم قصور الأفراح بوضع لوحات توعوية تتضمن أحاديث نبوية مثل:

“كلوا واشربوا ولا تسرفوا”

“النعمة إذا خرجت من قوم لا تعود إليهم”

وتُبث رسائل عبر الإذاعة الداخلية في الحفل أو على الشاشات بأن هذا القصر يلتزم بمبدأ حفظ النعمة ويُساهم في إطعام الفقراء، حفاظًا على القيم الإسلامية وتعزيزًا للشكر العملي لله.

خامسًا: دليل لتقنين الكميات

يُصدر كتيب استرشادي يُوَزّع على أصحاب الحفلات يوجّههم لاختيار كميات طعام معتدلة تُناسب عدد الضيوف، مع نصائح لتقديم طعام عالي الجودة دون هدر.

🎯 أهداف المقترح

تقليل هدر الطعام في المناسبات بنسبة قد تصل إلى 40%. توفير الغذاء لعشرات الآلاف من المحتاجين. خلق منظومة تشغيل وطنية تُنعش الاقتصاد الصغير. غرس ثقافة الشكر العملي في المجتمع. تعزيز قيم التكافل التي حثّ عليها الدين، وركّزت عليها رؤية السعودية 2030.

📈 الأثر الاجتماعي والاقتصادي المتوقّع

فرص عمل مباشرة وغير مباشرة تُقدّر بآلاف الوظائف. تقليل نفقات البلديات المرتبطة بنقل النفايات العضوية. دعم الأمن الغذائي المحلي. رفع وعي المجتمع بأن النعمة إن لم تُشكر، ذهبت. ترسيخ هوية الوطن كـ”قدوة عالمية في التكافل والعدالة والإنسانية”.

📣 رسالة إلى المسؤولين:

هذا المقترح ليس مشروعًا موسميًا، بل هو تحول فكري وثقافي وتنظيمي، يُعيد الاعتبار للطعام، ويجعلنا فعلاً نُشكر الله بأعمالنا قبل أقوالنا.

فكما تُمنع المخالفات المرورية لضمان السلامة، يجب أن تُنظم المناسبات لمنع مخالفة شرعية وإنسانية هي: إهدار النعمة.

🏛️ خاتمة من قلب مُحب لهذا الوطن:

إن حفظ النعمة ليس مسؤولية الجمعيات الخيرية فقط، بل هو أمر دولة، وقضية وطن، وواجب شرعي، ومنظومة اقتصادية متكاملة.

وإن تنفيذ هذا المقترح سيوفر لنا فرصة عظيمة لتكون المملكة رائدة عالميًا في نموذج “الكرم المتزن” و”الشكر التطبيقي” للنعمة.

فمن لا يشكر النعمة، لا يأمن زوالها.

ومن لا يُخطط لحفظها، لن يورّثها لأبنائه.

فهل نبدأ؟

أنا على يقين أن قيادة حكيمة، ومجتمعًا ناضجًا، وقرارًا شجاعًا… كفيلون بتحقيق ذلك وأكثر

30 Comments

  1. Efeler bölgesindeki güncel gelişmeleri takip etmek için sürekli farklı haber kaynaklarını araştırıyorum. Özellikle son zamanlarda https://haberinolsunaydin.com/ sitesinde yayınlanan haberler oldukça güvenilir ve detaylı. Efeler’deki yerel yönetim kararlarından kültürel etkinliklere kadar geniş bir yelpazede bilgi sunuluyor. Tavsiye ederim.

اترك رد

WhatsApp chat