مقالات وقضايا

برنامج المصافحة الذهبية

أطلق مجلس الوزراء السعودي برنامج “المصافحة الذهبية”، الذي يهدف إلى تنظيم خروج الموظفين الحكوميين من الخدمة بطريقة سلسة ومنظمة. يركز هذا البرنامج على تعزيز كفاءة الخدمة المدنية، وإعادة تأهيل المستفيدين منه لضمان انتقالهم إلى سوق العمل أو بدء مشاريع خاصة. ويأتي هذا البرنامج كجزء من رؤية المملكة 2030 لتطوير الأداء الحكومي وتحقيق الكفاءة في الموارد البشرية.

أهداف البرنامج

يهدف برنامج “المصافحة الذهبية” إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها:

1. تعزيز الكفاءة الحكومية:

من خلال إعادة هيكلة الوظائف وتقليل الفائض الوظيفي.

2. إعادة التأهيل:

تأهيل الموظفين المستفيدين لمواصلة حياتهم المهنية في قطاعات أخرى أو بدء مشاريع جديدة.

3. تحسين الاستدامة الاقتصادية:

دعم التنمية الاجتماعية من خلال ضمان استمرارية الإنتاجية للمستفيدين من البرنامج.

4. تعزيز الشفافية:

الإعلان عن الوظائف المستهدفة والإجراءات بوضوح.

الفئات المشمولة بالبرنامج

يشمل البرنامج الفئات التالية:

موظفو الجهات الحكومية: الذين يشغلون وظائف يمكن إلغاؤها أو إحلالها.

أصحاب المؤهلات الأدنى: تُعطى لهم الأولوية للاستفادة من البرنامج.

الموظفون الذين تنطبق عليهم شروط البرنامج: مثل سنوات الخدمة ومستوى الأداء الوظيفي.

الاستثناءات من البرنامج

لا يشمل برنامج “المصافحة الذهبية” الفئات التالية:

1. الموظفون الذين بلغوا سن التقاعد القانوني أو المبكر بعد تاريخ صدور هذا النظام:

حيث لا تنطبق عليهم شروط الاستفادة من البرنامج، إذ يخضعون لنظام التقاعد الساري قبل صدور هذا القرار.

2. الموظفون الذين لا تنطبق وظائفهم على معايير الإلغاء أو الإحلال:

مثل الوظائف ذات الأولوية أو الحاجة الماسة للاستمرارية فيها.

معنى الإحلال الوظيفي؟

الإحلال الوظيفي يشير إلى عملية استبدال الوظائف أو العاملين إما بموظفين آخرين ذوي مهارات مختلفة، أو بالتكنولوجيا الحديثة مثل الآلات أو الأنظمة الرقمية التي تقوم بنفس المهام التي كانت تُؤدى بشكل يدوي أو بشري. الهدف من الإحلال الوظيفي غالبًا هو تحسين الكفاءة، تقليل التكاليف، أو التكيف مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية

هل يشمل برنامج “المصافحة الذهبية” المعلمين؟

هذا السؤال يعد من الأسئلة المهمة التي تثير اهتمام العديد من العاملين في القطاع التعليمي. الجواب على ذلك يعتمد على قرار وزارة التعليم وتوضيحاتها المستقبلية حول آلية تطبيق البرنامج. ومع ذلك، من المرجح أن البرنامج لن يشمل جميع فئات المعلمين، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبه المعلم في العملية التعليمية باعتباره ركيزة أساسية لا غنى عنها في بناء الأجيال وتعزيز جودة التعليم.

وزارة التعليم هي الجهة المعنية بتحديد ما إذا كانت هناك فئات معينة من المعلمين ستُدرج ضمن البرنامج بناءً على معايير محددة تتعلق بالاحتياجات والتوجهات المستقبلية. حتى ذلك الحين، يظل الموضوع مفتوحًا للتوضيح من قبل الجهات المعنية.

كيفية إعلان كل وزارة عن البرنامج؟

لضمان الشفافية والوضوح، يلزم على كل وزارة وجهة حكومية القيام بالإعلان عن البرنامج بطريقة واضحة ومنظمة، وفقًا للخطوات التالية:

1. الإعلان الإلكتروني:

تقوم الوزارة بالإعلان عن الوظائف المشمولة بالبرنامج من خلال المنصات الإلكترونية الرسمية الخاصة بها، مع إتاحة التفاصيل الكاملة حول البرنامج.

2. الإعلانات الداخلية:

تنشر الوزارة الإعلانات داخل مكاتبها ومنصاتها الداخلية لإبلاغ الموظفين المعنيين.

3. الإعلانات الرسمية العامة:

يتم نشر الإعلانات من خلال وسائل الإعلام المحلية والصحف الرسمية لتوعية الجمهور والموظفين.

4. ورش العمل والجلسات التوعوية:

عقد ورش عمل داخلية للموظفين المستهدفين لتوضيح أهداف البرنامج وإجراءاته.

5. منصات التفاعل:

إنشاء قنوات اتصال مباشرة (مثل الخطوط الساخنة أو البريد الإلكتروني) لاستقبال استفسارات الموظفين وتوضيح تفاصيل البرنامج.

توجيهات الأستاذ ماجد عايد العنزي حول البرنامج

يشير الأستاذ ماجد، إلى أن نجاح برنامج “المصافحة الذهبية” يعتمد بشكل كبير على التخطيط الدقيق والتنفيذ الفعّال. ومن أبرز توجيهاته في هذا السياق:

الشفافية في الإعلان:

ضرورة أن تكون الإعلانات واضحة وشاملة لجميع التفاصيل لضمان فهم الموظفين المستهدفين لكافة الإجراءات.

توفير التأهيل المناسب:

التركيز على تقديم برامج تدريبية حقيقية تسهم في تطوير مهارات المستفيدين بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل.

إشراك الموظفين:

إشراك المستفيدين في النقاشات حول البرنامج لزيادة مستوى قبولهم واستفادتهم منه.

التركيز على العدالة:

التأكد من أن الاستفادة من البرنامج تتم بشكل عادل ووفق معايير محددة لضمان المساواة بين جميع الموظفين.

التقييم الدوري:

إجراء تقييمات دورية للبرنامج لضمان تحقيق أهدافه ومعالجة أي تحديات قد تطرأ.

الخطوات التنفيذية للبرنامج

1. الإعلان عن الوظائف المستهدفة:

يتم الإعلان عن الوظائف المشمولة عبر النظام الإلكتروني لمدة خمسة أيام.

2. إعادة التأهيل:

تقديم برامج تدريبية ودورات للموظفين المستفيدين لضمان سهولة انتقالهم إلى وظائف جديدة أو تأسيس مشاريع.

3. حماية الحقوق:

التأكد من أن جميع حقوق الموظفين مكفولة بما يتماشى مع الأنظمة السارية.

4. متابعة التنفيذ:

تُكلّف الجهات الحكومية بمتابعة تنفيذ البرنامج وضمان الشفافية في كل المراحل.

أهمية البرنامج

1. تحقيق التوازن في سوق العمل:

يساهم البرنامج في إعادة توزيع الكفاءات وتوجيهها نحو القطاعات التي تحتاجها.

2. تعزيز التنمية الاجتماعية:

عبر تقديم الدعم للموظفين المشمولين وإعادة تأهيلهم بما يساهم في تحسين مستوى معيشتهم.

3. رفع كفاءة الأداء الحكومي:

من خلال تحسين إدارة الموارد البشرية وتقليل التكدس الوظيفي.

كيفية حساب الشيك الذهبي أو المصافحة الذهبية؟

هنالك عدة نقاط سوف أسردها وهي:

1. عدد الرواتب المقدَّمة:

• وفقًا لتقارير إعلامية مثل تعويضات شركة أرامكو، قد يصل الشيك الذهبي إلى ما يعادل 36 راتبًا شهريًا.

2. العوامل المؤثرة:

• مدة الخدمة: زيادة سنوات الخدمة قد تؤثر إيجابًا على قيمة التعويض.

الراتب الأساسي: يُعتبر الراتب الأساسي قاعدة لحساب التعويضات.

المستوى الوظيفي: المناصب العليا قد تحصل على حزم تعويضية أكبر.

مثال توضيحي:

• موظف براتب أساسي 20,000 ريال سعودي:

• إذا كانت الحزمة تعادل 36 راتبًا:

• القيمة الإجمالية: 20,000 × 36 = 720,000 ريال سعودي.

ملاحظات مهمة:

التأمين الصحي: بعض الموظفين قد يحصلون على تأمين طبي لمدة تصل إلى 5 سنوات بعد التقاعد.

الاعتبارات الشخصية: يُنصح الموظفون بدراسة تأثير قبول الشيك الذهبي على مزاياهم المستقبلية، مثل التأمين الصحي والتقاعد.

مقترحات لتحسين البرنامج

1. إطلاق منصة إلكترونية شاملة:

تُتيح للموظفين متابعة تفاصيل البرنامج والتقديم على فرص التدريب والتوظيف.

2. إجراء تقييم دوري:

لمراجعة كفاءة البرنامج وضمان تحقيق أهدافه.

3. إشراك القطاع الخاص:

لتقديم برامج تدريبية وفرص عمل للمستفيدين.

4. التواصل مع المستفيدين:

لتقديم الدعم والإجابة على استفساراتهم لضمان نجاح البرنامج.

سبب انتهاء الوظائف بسبب التقنية الحديثة ووجود البدائل

في عالمنا اليوم، أدت التطورات التكنولوجية الحديثة إلى تغيرات كبيرة في سوق العمل. السبب الرئيسي في ذلك هو الابتكار المستمر والاعتماد المتزايد على الأتمتة (Automation) والتقنيات الذكية. هذه التغيرات جاءت لتلبية احتياجات الشركات لتحسين الكفاءة، وتقليل التكاليف، وتسريع الأداء. ومع ذلك، فإن ظهور البدائل التكنولوجية ألغى الحاجة إلى العديد من الوظائف التقليدية التي كانت تعتمد على المهارات اليدوية أو الروتينية.

أمثلة على الوظائف التي اختفت أو قلّ الطلب عليها حول العالم

1. موظفو مراكز الاتصال التقليدية (Call Centers):

أصبح الذكاء الاصطناعي، مثل أنظمة الشات بوت، قادرًا على تقديم خدمة العملاء بسرعة وكفاءة.

2. عمال خطوط الإنتاج اليدوي:

الروبوتات في المصانع أصبحت تقوم بالأعمال بشكل أدق وأسرع، مما أدى إلى استبدال العمالة البشرية في كثير من الصناعات مثل السيارات والإلكترونيات.

3. الكاشير في المتاجر:

مع ظهور أنظمة الدفع الذاتية (Self-Checkout)، أصبحت الحاجة إلى الكاشير أقل.

4. وظائف البريد التقليدية:

البريد الإلكتروني وخدمات التراسل السريعة قلّصت الحاجة إلى خدمات البريد الورقي التقليدي.

5. مشغلو غرف الحجز في الفنادق وشركات الطيران:

أصبحت منصات الحجز عبر الإنترنت مثل Booking وExpedia تُغني عن الحاجة إلى هذه الوظائف.

6. الصحفيون في الصحافة المطبوعة:

التحول الرقمي أدى إلى تراجع الصحافة الورقية وزيادة الطلب على المحتوى الرقمي.

الجانب الإيجابي: الفرص الجديدة والتكيف مع المستقبل

على الرغم من أن التكنولوجيا تسببت في اختفاء بعض الوظائف، إلا أنها خلقت العديد من الفرص الجديدة في مجالات متنوعة، مثل:

الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: وظائف مثل مطوري الخوارزميات ومهندسي الذكاء الاصطناعي.

التجارة الإلكترونية: ظهور فرص جديدة في التسويق الإلكتروني وإدارة المنصات الرقمية.

• تطوير البرمجيات وصيانة الأنظمة التكنولوجية.

الطاقة المتجددة: وظائف في مجالات تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية والرياح.

رسالة أمل

التغيير هو جزء طبيعي من التطور، وما يحدث اليوم ليس نهاية العالم، بل بداية لعصر جديد مليء بالفرص. المفتاح للتكيف مع هذه التحولات هو التعلم المستمر، واكتساب مهارات جديدة تتماشى مع متطلبات السوق. التكنولوجيا لا تأتي لإلغاء البشر، بل لتحريرهم من المهام الروتينية وتمكينهم من العمل على أدوار أكثر إبداعًا وقيمة.

ابحث عن مجالات جديدة، ولا تخف من الخروج من منطقة الراحة. التغيير فرصة للتجديد والنمو.

وفي الختام فإن برنامج “المصافحة الذهبية” خطوة إيجابية نحو تحسين الكفاءة في القطاع الحكومي وضمان استدامة الموارد البشرية. ورغم التحديات، فإن استثناء من بلغ التقاعد المبكر أو القانوني بعد صدور النظام يضمن التركيز على الفئات الأكثر حاجة لهذا البرنامج. كما أن إلزام الوزارات بالإعلان عن البرنامج بطرق شفافة ومنظمة يعزز من وعي الموظفين وضمان مشاركتهم الفعالة.

توجيهات الأستاذ ماجد، تسهم في ضمان تنفيذ البرنامج بكفاءة وعدالة، مما يعزز الثقة بين الموظفين ويحقق الأهداف المنشودة لرؤية المملكة 2030.

اترك رد

WhatsApp chat