شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولًا رقميًا ملحوظًا في تقديم الخدمات الحكومية، وكان لنظام “أبشر” دور ريادي في هذا المجال. يُعد “أبشر” منصة إلكترونية متكاملة أطلقتها وزارة الداخلية السعودية بهدف تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين، مما أسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز الكفاءة الحكومية.
تاريخ وبداية نظام أبشر
أُطلق نظام أبشر في عام 2010م كجزء من جهود وزارة الداخلية السعودية للتحول الرقمي وتقديم خدمات إلكترونية متكاملة. منذ ذلك الحين، شهد النظام تطورات متسارعة، حيث تم إطلاق تطبيق “أبشر” على متجر تطبيقات شركة أبل “آب ستور” في عام 2015م، وعلى متجر “جوجل بلاي” في عام 2016م، مما أتاح للمستخدمين الوصول إلى الخدمات عبر الهواتف الذكية بسهولة.
أهداف نظام أبشر
يهدف نظام أبشر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها:
• تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية: من خلال توفير منصة موحدة تتيح للمستخدمين إنجاز معاملاتهم إلكترونيًا دون الحاجة إلى زيارة المكاتب الحكومية.
• تحسين جودة الخدمات: عبر تقديم خدمات عالية الجودة على مدار الساعة، مما يسهم في رفع مستوى رضا المستفيدين.
• تعزيز الكفاءة الحكومية: من خلال الربط الإلكتروني بين مختلف القطاعات الحكومية، مما يقلل من الإجراءات الورقية ويسرع من إنجاز المعاملات.
• مكافحة التزوير والتزييف: عبر تقديم خدمات إلكترونية آمنة وموثوقة، مما يقلل من حالات التزوير والتزييف.
خدمات نظام أبشر
يقدم نظام أبشر أكثر من 330 خدمة إلكترونية تغطي مجموعة واسعة من القطاعات، منها:
• خدمات الجوازات: مثل إصدار وتجديد جوازات السفر، وإصدار تأشيرات الخروج والعودة، وتمديد تأشيرات الزيارة.
• خدمات المرور: مثل تجديد رخص القيادة، والاستعلام عن المخالفات المرورية، ونقل ملكية المركبات.
• خدمات الأحوال المدنية: مثل تسجيل المواليد، وإصدار بطاقات الهوية الوطنية، وتحديث البيانات الشخصية.
• خدمات المقيمين: مثل إصدار وتجديد الإقامة، والاستعلام عن صلاحية الإقامة، وتحديث معلومات جواز السفر.
إنجازات نظام أبشر
منذ إطلاقه، حقق نظام أبشر العديد من الإنجازات، منها:
• زيادة عدد المستفيدين: حيث تجاوز عدد المستفيدين الموثقين في المنصة 22 مليون مستخدم حتى عام 2021م.
• توسيع نطاق الخدمات: حيث تم إطلاق العديد من الخدمات الجديدة، مثل خدمة “فُرجت” التي تتيح للمواطنين والمقيمين المساهمة في الإفراج عن المسجونين في قضايا مالية غير جنائية.
• تعزيز الابتكار: من خلال إطلاق مبادرات مثل “تحدي أبشر” للإبداع والابتكار، الذي يهدف إلى تشجيع المبدعين على تطوير حلول ذكية لخدمات وزارة الداخلية.
مقترحات لتطوير نظام أبشر
على الرغم من النجاحات التي حققها نظام أبشر، إلا أن هناك بعض المقترحات لتعزيز أدائه:
• تحسين تجربة المستخدم: من خلال تبسيط واجهة المستخدم وتقديم إرشادات واضحة لكل خدمة، مما يسهل على المستخدمين الجدد التعامل مع المنصة.
• زيادة الوعي بالخدمات المتاحة: عبر حملات توعوية تسلط الضوء على الخدمات الجديدة وكيفية الاستفادة منها، لضمان وصول المعلومات إلى جميع المستفيدين.
• تعزيز التكامل مع القطاعات الخاصة: من خلال توسيع نطاق الشراكات مع المؤسسات الخاصة لتقديم خدمات متكاملة تلبي احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.
• تطوير تطبيقات ذكية: باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل احتياجات المستخدمين وتقديم خدمات مخصصة تلبي تلك الاحتياجات بكفاءة.
يُعد نظام أبشر نموذجًا ناجحًا للتحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، حيث أسهم في تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية وتحسين جودتها. ومع استمرار التطوير والابتكار، من المتوقع أن يواصل النظام تقديم حلول مبتكرة تلبي تطلعات المواطنين والمقيمين، وتعزز من مكانة المملكة في مجال الحكومة الإلكترونية.
نسقه وأعده الأستاذ/ ماجد بن عايد خلف العنزي
