التعليم

النقل الخارجي ولكن?!

إن الكثير من العاملين في شتى القطاعات سواءاً الحكومية أو الخاصة أو غيرها ، عندما يتم تعيين موظف ما في إحدى المناطق أو القرى أو المحافظات أو غيرها، تجده بعد فترة يريد النقل الى الديرة، هنالك أعداد كبيرة من معلمين أو معلمات يطلبون النقل الخارجي للقرب من أهلهم أو ذويهم  وهذا الأمر محمود وهو من الأمور التي يرغب فيها الكثير من القرب وصلة الأرحام أو أنه يوجد مصالح أو منزل ، وغيرها من ظروف الحياة التي تجعلك مجبراً في بعض الأوقات. 

قد لا يتم لك النقل الخارجي من أول مرة، تنتظر لسنوات طويلة وعديدة من الصبر والسلوان، قد لا يكون هنالك مقاعد للمنطقة التي ترغب النقل لها، وإذا كنت من ذوي الظروف الخاصة أو الإستثنائية والتي حددتها الوزارة ، عليك التقديم إلى إدارة التعليم في منطقتك بطلب النقل الإستثنائي مع إرفاق ما يثبت صحة هذه الظروف ، وبعدها يتم تشكيل لجنة للنظر في الظروف الخاصة وفق لائحة النقل والمواد التابعة له،  لكن هنالك حقيقة لابد لنا من الإيمان بها والتسليم لها والاعتقاد بها ، إن الإنسان يستطيع التكيف في أي مكان أو تحت أي ظرف ، خصوصاً اذا وجدت لديه الإرادة والعزيمة والإصرار المنقطع النظير، لابد أن نعلم أن الأرزاق مقسمة وأنه لا يوجد نفس على وجه البسيطة لا يعلم ماذا سوف يحصل له من نتيجة ، وما تدري النفس بأي أرض تموت، إن الرسالة التي أوجهها للذين لم ينقلوا ولم  تتحقق لهم رغباتهم في النقل إلى ذويهم وأسرهم ، يجب أن تتأقلم بالوضع الراهن ، وأن الذي يحصل معاك ما هو إلا طبيعة الحياة التي ميزتك وجعلتك تعمل لوحدك في مكان يختلف عنك ، لكن نحن في المملكة العربية السعودية المترامية الأطراف لو تعمل في الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال كلها نفس الشيء مقابل تقارب العادات والتقاليد والمشتركة بيننا، إن القناعة كنز لا يفنى ،كذلك وسائل التقنية والتسهيلات تجعلك تتنقل بكل يسر وسهولة في أرجاء ربوع بلادنا الغالية ، خلال ساعات معدودة وأنت في الشرق أو الشمال أو الوسطى،  لابد لنا أن نعتبر لمن هم حولنا، انظروا للعمالة التي تأتي من عشرات ألاف الكيلو مترات من أجل المعيشة، لا لغة تفهم ،ولا عادة تتأقلم،  بل يختلف اختلاف جذري عن  لغتنا العربية ولا يفهم ما تقول ، والعجيب منهم أن أعمارهم تصل لأكثر من 60 عاماً،  لكن تجدهم يعملون دون كلل أو ملل أو حتى تشاؤم ، بل تجدهم مجتهدين على مدار الوقت ،  إن هذه العبرة جديرة أن نتخذها لنا ونجعلها شفاءاً لنا من كل هم وكدر وغم ، لابد أن نثبت أنفسنا للأجيال الصاعدة، بحيث تخلق لنا همة عالية وهدف نبيل نسعى له على الدوام.    

كتبه الأستاذ / ماجد بن عايد العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat