التعليم مقالات وقضايا

ثقافة المسؤولية إلى أين؟!

إن المسؤولية هي الالتزام وكذلك هي التبعات أو النتيجة بسبب أثر عمل ما، إن الكثير من الناس من حولنا لا يعيي مدى مسؤولياته وكذلك البعض لا يدري ماهي المسؤولية أصلاً ، والبعض يعزوا المسؤوليات على الأب أو الأم فقد أو غيره من الأفكار الغريبة والغير سوية ، بالرغم من أن المسؤولية هي جزء لا يتجزأ من نشاط حياتنا اليومية، السؤال الذي يتبادر للأذهان ! متى تبدأ المسؤولية؟ وكيف تكون؟ ، إن المسؤولية في حياة الإنسان تبدأ منذ الصغر، وليس كما يعتقد الآخرين أن المسؤولية تبدأ بعمر المراهقة مثلاً أو سن  البلوغ أو في سن الزواج ، بالعكس منذ أن يدرك الإنسان ويميز المحيط من حوله فإن المسؤولية تبدأ من هنا ،بل يجب علينا أن نربي أولادنا وبناتنا على تحمل المسؤولية منذ الصغر ، قد يسأل شخص لماذا يتحمل الصغار المسؤولية؟! أنت بهذه الطريقة ظلمت  الطفولة بأكملها، وللجواب عن هذا السؤال،  لا بد أن نصحح مفهوم المسؤولية لدى الصغار ونفهمها بمفهومها الصحيح والسليم،  وذلك من خلال أن مسؤوليات الصغار تختلف عن مسؤوليات الكبار ، إن لكل عمر مسؤولياته المحدودة ، الصغير مثلاً يكون مسؤولاً عن أغراضه وألعابه وأنه اذا فرط فيها فإنه يتحمل نتيجة إهماله للألعاب التي يقتنيها وعندها سوف يحرم نفسه من المتعة بسبب التفريط والإهمال الذي يحصل منه وهذه الطريقة في التربية هي الطريقة الصحيحة والتدرج فيها لفهم المسؤولية، اذا تربى الصغير على ثقافة تحمل المسؤولية فإنه اذا كبر تعود على مسؤوليات أكبر ويستطيع من خلالها التحكم في شؤون حياته ويكون قادر على مواجهة المشاكل التي سوف تواجه في المستقبل ، يجب أن لا نستهين في المسؤولية ، والوصية التي أوصي فيها أن يكون هنالك في المناهج الدراسية في كل مرحلة من المراحل التعليم، دروس عن المسؤولية في الحياة والتصرفات وما النتيجة التي سوف تكون في حالة الإهمال ، وهذه المناهج سوف توائم القدرات العقلية لكل مرحلة من مراحلها والفئة العمرية، إن التدريب على المسؤوليات يحتاج لسنوات من التعليم والمحاولة والخطأ ، حتى يتقن الإنسان التعامل مع مسؤوليات الحياة وظروفها التي سوف تواجه بإستمرار ويكون لديه القابلية على التعايش تحت أي ظرف كان. 

يجب الحذر من أعداء المسؤولية وهم ، محاولة الهروب من المسؤولية بالرغم من أنك المسؤول الوحيد عنها ، واذا تخليت عن هذه المسؤولية فإن النتيجة تكون كارثية عليك، ومثالها اذا تركت وأهملت تربية الأبناء فإنك سوف تتحمل نتيجة هذا الإهمال والتقصير بعد فترة من الزمن،  وإن عدم معرفة الدور الحقيقي لك فإنك سوف تفقد روح المسؤولية نفسها وتسبب الفشل الذريع في حياتك ، مما يتسبب في نقل النتيجة السلبية لمن هم حولك.     

كتبه / ماجد عايد العنزي  

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat