التعليم

 الجوالات مع أطفالنا نحو الهاوية ولكن

إن وسائل التقنية الحديثة والذكية  أصبحت روتين يومي في حياتنا كلها ولجميع أفراد الأسرة خصوصاً في مجال الاتصالات والتواصل الإجتماعي والتي لا يخلو منها فرد منا إلا ومعه هاتف سواءاً الكبار أو الصغار أو حتى الشيوخ والشباب ، والعجيب أن راعي المواشي من الأغنام والأبل والبقر في البر لديه أحدث وسائل التقنية والتواصل الاجتماعي والمزارع وغيره، لقد وصلت التقنية لشتى أنحاء الدنيا. إن التحدي الحقيقي الذي يواجه البشر هو كمية الإغراءات التي يتم من خلالها عرض المحتوى سوآءا المرئي أو السمعي أو الكتابي من خلال إغراء الأحاسيس بالكامل ، يمكنك من خلال الجهاز قضاء وقت طويل تمتد لساعات كثيرة على الهدر من المشاهدة من غير فائدة تذكر في بعض الأحيان سوى المسلسلات والأفلام الخيالية ، بل إنك سوف تضيع في مغريات العالم الإفتراضي بدون أن لا تشعر وبدون فائدة تذكر إلا بحالة التركيز على العلم والمواد التعليمية المختلفة. 

إن أكير تحدي يواجهنا ونعاني منه  ضبط المحتوى لدى صغار السن لأنه غير مدرك ادراك كافي بالإستخدام الصحيح لهذه الوسائل وهنا  يأتي دور الأب والأم أو المربي في المتابعة والمجاهدة والمراقبة المستمرة والتوعية والنصح والإرشاد لطريقة استخدام فلذات الأكباد بالشكل الصحيح والذي يعود على الأطفال بالفائدة والنفع الكامل. 

حقيقة مؤلمة تجد الكثير من الأزواج يشتري لأبنه أو ابنته جوال أو تاب أو حتى ايباد أو أجهزة الألعاب من بلايستيشن وأجهزة رقمية مختلفة ومنتشرة في السوق من آخر اصدار وبقدرات عالية جداً ويفرح المشتري بذلك الإنجاز ولم يعلم أنه سوف يدمر مستقبل وتفكير الطفل أو الطفلة بسببه ، هذا السلوك الخاطئ الذي يلجأ له أولياء الأمور من أجل أن يرتاح من حركة أبنه أو ابنته وتجده مبسوط ويقول البيت هدوء ولم يعلم أن هذا الهدوء هو مرحلة تلقي الصغار ما يشاهدونه ويتابعونه عبر هذه الوسائل وقد يكتسب سلوكيات خاطئة وأفكار معقدة ولا تمت للواقع بصلة ، الأجهزة الذكية اذا تم استخدامها بالشكل الخاطئ سوف تسبب إدمان وخطورة من المستوى العالي خصوصاً على العقل والفكر والسلوك ، من الأمور الشائعة التي تسببها هذه الأجهزة على الأطفال فقدان النشاط الحركي مما يسبب السمنة ويتبعها الأمراض المزمنة من السكري والضغط والكولسترول في عمر صغير وهذا يهدد صحة الطفل، أيضاً من الأمور التي تسببها هذه الأجهزة الإلكترونية الانطوائية والعزلة والفكر الغير واقعي وهذا يجر خلفه ويلات من الإضطرابات النفسية والسلوكية وقد يصل بها لمنحرف الإجرام. 

نحن عرفنا بعض من الأمور التي تسببها هذه الأجهزة ونريد الحل المناسب لها ، إن الحلول كثيرة ومتنوعة ومتعددة وسهلة ، منها ضبط المحتوى وتفعيل الرقابة الأبوية واستخدام التطبيقات المصممة لفئة الأطفال ، لكن هنالك حلول لعلها جوهرية وتفيد بالشكل الكامل ،منها إطفاء مصدر الإنترنت في وقت النوم ، أيضاً مصادرة الأجهزة في أوقات النوم وحذف التطبيقات التي قد تؤثر على سير العملية التعليمية ، هنالك طريقة قعالة وناجحة وهي وضع صندوق خشبي أو صندوق من الحديد وله قفل ويتم اغلاق الأجهزة ووضعها داخل هذا الصندوق لكي لا يشغل الطفل باله وفكره في شيء غير مفيد . 

إن أبناءنا هم فلذات أكبادنا وهم أمانة في أعناقنا وإذا تركنا الأجهزة بين أيديهم باستمرار فإننا نغشهم وسوف نذوق مرارة الإهمال والتقصير ، فعل الأسباب ضروري بعد التوكل على الله سبحانه ولكي نقي الكثير من الشرور التي تحيط بنا. 

كتبه / ماجد عايد العنزي  

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat