في كل عام يوافق 4 من يناير يحتفل العالم أجمعين بخصوص طريقة برايل والتي أثبتت نجاحها وإسهاماتها وكفائتها في تعليم وتعلم فاقدين البصر المكفوفين لتلقي العلوم والمعلومات والكتابة والقراءة لتلك الفئة الغالية حيث أن هذه الطريقة تعتبر وسيلة لتلقي العلم وهي عبارة عن نقاط بارزة مكونة من ستة خلايا مرقمة تبدأ بواحد وتنتهي بالرقم ستة وشكلها مثل مكعب النرد، إن طريقة برايل موجودة في الخطط العسكرية القديمة حيث كانت تستخدم قبل مئات السنين من خلال رسائل مشفرة بارزة يتم إرسالها بين المعسكرات ليلاً من اجل لا يتضح مكان وجود المعسكرات والمواقع ولا يكشفها العدو ولا تحتاج إلى ضوء وهي عبارة عن خرائط ورموز لأهداف العدو أو لتحضير المعسكر لهجوم محتمل، لقد بدأت طريقة برايل عندما ذهب أحد ضباط الجيش الفرنسي وذلك في عام 1821م حيث زار معهد متخصص لتعليم المكفوفين بطريقة صعبة للغاية وهي الحروف العادية والأرقام وتكون بارزة ويلمسها الكفيف لكن هذه الطريقة فيها صعوبة بسبب حجم الحروف وأيضا صعوبة الكتابة والقراءة فيها، لقد سميت طريقة برايل نسبة إلى مخترعها لويس برايل والذي قام بتطوير الكتابة والقراءة من خلال استخدام رموز ونقاط تدل على مدلولات من حروف أو أرقام وعلامات حسابية ،ولقد راجت هذه الطريقة في العالم كله و أصبحت الطريقة المعتمدة في تعليم وتدريب المكفوفين لكيفية الكتابة والقراءة بكل يسر وسهولة من خلال استخدام أدوات بسيطة منها المسطرة والقلم المسماري ثم تطورت هذه الطريقة إلى استخدام آلة بيركنز والتي يتم من خلالها الكتابة بواسطة الاصابع الستة وإدخال أوراق مخصصة سميكة للكتابة عليها بطريقة برايل، لقد تطورت طريقة برايل وأصبحت من خلال آلات دقيقة وطابعات متفوقة وسريعة جدا للكتابة وأيضا طباعة الرموز الأخرى، إن الطريقة برايل هي مهارة تحتاج إلى تدريب وصبر مستمر لكي تصبح النتيجة ممتازة جدا، لابد أن يتم تقوية ملامس الأصابع لدى الكفيف وتدريبه بشكل مستمر وتدريجي ومع مرور الوقت تصبح النتائج أفضل ، يمكن تعلم برايل لأي عمر كان ولكن يحتاج إلى متابعة مستمرة وتدريب الملامس باستمرار، هنالك يوجد الكثير ممن فقد بصره وهو في عمر العشرون عاماً وبعدها تعلم طريقة برايل وخلال ستة أشهر تقريباً استطاع إتقان هذه المهارة ، إن المكفوفين تفوقوا في هذا الزمن على كثير من التحديات والصعوبات بحيث أنهم أصبحوا يستخدمون وسائل التقنية بكل يسر وسهولة وتصفح المواقع الإلكترونية واستخدام برامج التواصل الاجتماعي مما ساهم في إدماجهم في المجتمع وأنخراطهم فيه بشكل كبير جداً بل أن البعض منهم يمكن الاستعانة بخبراته ومهاراته العالية المستوى.
كتبه/ ماجد عايد خلف العنزي
