إن ضرورة الإستدامة لها القدرة على حفظ نوعية الحياة التي يعيشها الإنسان على المدى الطويل وهذا بدوره يعزز جانب الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية بشكل كامل، إن الدول المتقدمة تحرص على جانب الإستدامة بشكل كبير وضروري، وهذا بحد ذاته يحافظ على التوازن في النظم والاقتصاد والتنمية الاجتماعية.
إن مجالات التنمية المستدامة في الجانب الاقتصادي خصوصا وفي الجانب البيئي عموما في المملكة العربية السعودية تعد أهم ركائز المركزة والتي تقوم على أساس رؤية 2030، لقد حرصت وزارة التعليم في مناهج المرحلة الثانوية وهذه نقلة نوعية وجديرة بالشكر والثناء للقائمين على إعداد المناهج المتخصصة في تعزيز هذا الجانب وتوضيحه للطلاب والطالبات سواء، إنني في هذه المقالة القصيرة أقترح أن تكون التنمية المستدامة تبدأ من الطفولة المبكرة من خلال مناهج نموذجية تناسب الفكر والعقل وفق الفئة العمرية اللازمة، إننا نواجه الكثيرة من التحديات والتي يمكن التغلب عليها من خلال العلم والتعليم والتلقي لا شك أن دور العملية التعليمية في منظوماتها المتعددة في تشكيل شخصية الطالب أو الطالبة منذ الطفولة المبكرة، لابد أن يكون هنالك منهج متخصص لغرس قيم ومبادئ ثقافة الإستدامة في شتى مجالات حياة الإنسان، هنالك الكثير من المجالات المتخصصة في الإستدامة منها التجارة الدولية والاستثمار والسياسة الاقتصادية وتغيير الطاقة والمناخ والقياس والتقييم وإدارة الموارد الطبيعية وتكنولوجيا الاتصالات، وأيضا المياه والغذاء والصحة والأعمال والماء والخدمات والدخل والهندسة المعمارية والثقافة بشكل عام، إن هذه المجموعة والكم الهائل من النقاط المهمة والمفصلية بل الجوهرية منها تعد من الأمور الأساسية والتي لابد أن يتم غيرها في مفهوم الطلاب والطالبات وكذلك إقامة الدورات للمعلمين والمعلمات والمشرفين التربويين والمشرفات، إذا أنها منظومة متكاملة ومتصلة بعضها ببعض لفهم حقيقة الاستدامة والاستفادة منها بكل الطرق والوسائل المتاحة، إن تطوير الإستدامة لا بد منه ويتزامن مع مجالات الحياة بشكل يومي وبشكل مستمر، إن هذه الضرورة الملحة لا بد لها من طريق يبدأ من الصفر، والبداية تكون مبكرة من خلال الطفولة المبكرة والصفوف الأولية بمفهوم العلمي والثقافي والذي بدوره سوف يبث روح الإستدامة لدى شعبنا الوفي بكل ما تعنيه الكلمة.
كتبه/ماجد عايد خلف العنزي
