إن العنف الأسري لا يأتي فجأة أو بمجرد محض الصدفة إنما هو نتيجة لتراكمات من الإهمال والتقصير في التنشئة في السنوات الماضية والاستقرار النفسي والعاطفي وعدم احترام كيان العائلة لذاتها، لابد لنا أن فهم ونعي الوعي الصحيح والسليم لأدوارنا في حياتنا، اذا كل انسان منا ادرك و فهم دوره الفهم الصحيح أصبحنا أمة مثالية، رب الأسرة هو قائد العائلة والمثل الأعلى لمن يعولوهم ، عندما يقصر الأب في تربية أبنائه وبناته ويتركهم للشارع ولا يهتم بهم ولا يقوم برعايتهم أو النظر في أحوالهم وحتى لو كبروا يبقى مرشداً لهم فهذه طبيعة الحياة، لا يتركهم لأمواج الحياة والتي قد ترميهم الى شاطئ الأخلاق الذميمة والرذيلة وأصدقاء السوء واستغلال حالتهم وموقفهم في أمور خطيرة كالمخدرات والجرائم من السرقات وغيرها خصوصاً عندما يكونون أطفالاً في سن الورود والمراهقة ، عندما تقع المشاكل من تفكك أسري وأمراض نفسية وإضطرابات أخلاقية ووجدانية، وكذلك دور الأم عندما تهمل بيتها ولا تقوم بتأدية واجباتها وأدوارها المنوطة عليها من خدمة الزوج وكذلك اعداد الطعام ونظافة المنزل وأبنائها الصغار ، فتجد الأبناء عند أجدادهم أو الجيران أو عند الأعمام أو الأقرباء أو الأخوان أو الأخوات ، إن ذلك ينظر بدق ناقوس الخطر والتفكك الأسري، لابد أن نعي ونفهم دورنا الحقيقي ومسؤوليتنا اتجاه تربية أجيالنا خصوصاً أن الأسرة لها أهمية في بناء نسيج المجتمع، إن كل إنسان لو ادرك دوره وقام بإمتثال واجبه بالشكل الصحيح والسليم لأصبحت المشاكل الأسرية نادرة الحدوث والوجود، يقول النبي عليه الصلاة والسلام ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وهذا الحديث الشامل الكامل الكافي يكفينا أن كل شخص لو فهم دوره وتابع هذا الدور بالشكل الصحيح والسليم لم تحدث المشاكل والسلبيات التي نراها ونسمع عنها، وقد اطلعت على دراسة عن العنف الأسري وايذاء الأطفال في المملكة العربية السعودية تحت اشراف برنامج الأمان الأسري الوطني ووجدتها أنها دراسة مستفيضة ومهمة ويكفي تعاون عدة جهات من قطاعات خاصة وعامة وحكومية من مدارس ووزارات مثل وزارة الصحة وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية وأقسام الشرطة والمحاكم ومراكز الإصلاح كلهاً يداً واحدة تعمل جاهدة في هذا الشأن وكذلك الأنظمة التي صدرت والعقوبات التي تجرم عقوبة العنف الأسري وتندد بالذين يقومون به ويمارسونه على أطفالهم وقد وضعت القوانين التي تعاقب كل من يقوم بعمل شأنه المساس بالأطفال لأنهم أمانة بين أيدينا وغرس يجب أن نرعاه ونهتم به لكي يكون النتاج فكر سليم وعقل راجح يستفاد منه.
كتبه الأستاذ : ماجد عايد خلف العنزي
للإطلاع على الدراسة تجدها بالاسفل