أقوال ومؤلفات

احذر أن تغرق في بحر الحزن

لابد للإنسان أن يحزن في حياته فالحزن هو مزيج متنوع من الألم النفسي والجسدي والمعاناة التي يتم وصفها بمدى شعور الهم والبؤس والعجز والكدر والكرب بسبب الأخبار المفاجأة والمؤثرة والخبرات الماضية السيئة.

اللهم إنا نعوذ بك من الهم والغم والعجز والحزن. 

المشكلة الأولى والأساسية ليست الحزن نفسه لأن الحزن لابد منه ولكن في الحقيقة هي كيفية تعامل  الإنسان معاه وتكيفه حول هذا الحزن ولعل من  أفضل النعم التي  أنعم الله بها وتفضل على الإنسان هي نعمة النسيان بحيث  ينسى الحزن وهذه نعمة عظيمة ويصبر على ما أصابه ويطلب العوض من الله سبحانه. 

لكن الحقيقة هي أن نتوقف عند محطة الأحزان ونبني خيمة سوداء ومتشائمة من العزاء وجلد الذات ونزرع بذور الأسف والندامة ولا نحصد عندها إلا الكآبة والكدر في الحياة، حتى تصبح حياتنا مشلولة مشؤومة. 

إن الحياة لا تقف عند أحد فالليل يعقبه النهار ومهما وصلك بك الحزن والأسى لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا ولن تبكي عليك السماء والأرض. 

إن مخاطر التوقف عند الحزن سوف تنفر الناس من حولنا وتجعلنا أسرى وسجناء ليل نهار لجانب الحياة المظلم. 

الحزن يعطل ويشل حركة السير في عطاءك ونماءك بالحياة بشتى أنواعها وأشكالها، بل إن المحيطين بك سوف يملون منك ومن روتينك الممل. 

يجب أن لا نجعل للأحزان طريق يشق مسيرتنا في الحياة بل الصبر الجميل والرضى بالقضاء والقدر. 

لا تجعل أيامك ولياليك تبكيك بل اجعلها تضحك لك وتبتسم لمستقبلك الواعد وجهود حياتك وعطاءك في مكابدتها بالصبر والعطاء والبحث عن الحلول. 

الحزن المستمر يسبب لك العديد من المشاكل والأمراض الجسدية والحسية  منها، الأمراض المزمنة من ضغط الدم والسكري وجلطات الدم المختلفة والعصبية والوهن والتفكير بالموت وتقلب المزاج والعزلة وقلة النوم وقد تصل لمراحل متقدمة وهي التفكير  بمحاولة الإنتحار. 

علاج الحزن الأساسي هو أن تعلم أن الحياة مليئة بمواقف الحزن والتي لابد أن تمر على أي أحد منا. 

الصبر الجميل على مواقف الحزن من موت قريب أو عزيز او خسارة  مال أو هلاك أسرة فالصبر مفتاح الفرج. 

الرضى بالقضاء والقدر وأن الله مقدر المقادير قبل أن يخلق خلق بخمسين ألف سنة ، رفعت الأقلام وجفت الصحف. 

الإلتزام بأوامر الله سبحانه والدعاء والتضرع الى الخالق سبحانه وسؤاله اللطف والسكينة. 

إن تذكر الماضي الحزين لا بأس به لكن لا نجعله المنتهى والنهاية التي تتوقف بها حياتنا ومعيشتنا بل نجعله نقطة توقف نتذكر فيها ونحمد الله على كل حال.

كتبه 

الأستاذ : ماجد عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat