مقالات وقضايا

(كيدية الدعاوى والحد منها)


إن الكيد موجود منذ وجود البشر ولعل أكثر القصص التي نقرأها ونسمعها لكيد النساء عندما كادت أمرأة العزيز لنبي الله يوسف عليه السلام ، قال الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم ﴿ فَلَمَّا رَأَىٰ قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ ۖ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾ [ يوسف 28] ومنها كانت قصة من أعظم قصص الكيد التي تمت ترجمتها إلى لغات عديدة وكذلك فسرها كثير من العلماء والفقهاء واستنبط الحكماء منها بأن الكيد عظيم للنساء ولما تبين موضوع صحة الكيد تم عقاب المتسبب لهذا الكيد وبذلك تمت تبرأت نبي الله يوسف من التهمة التي نسبت إليه بعد سنوات من السجن والمعاناة ، إن كيدية البشر موجودة ولعل من أهم أسبابها نزعة الإنتقام والجور والظلم والعدوان والقهر وهذه العوامل وغيرها مؤدية لمحاولة للإنتقام من أجل أيقاع الضرر من غير وجه حق ، إننا نعتبر الظلم بين البشر موجود منذ القدم ، والدعاوى الكيدية في عصرنا الحالي موجودة وللرجوع لأسبابها وأهدافها نجد أنها إنتقامية وتصفية حسابات سابقة وأغلبها تتعلق بقضايا فيما بينهم من قضايا الورثة وغيرها من القضايا المتعددة ، ولعل أن أنظمة السعودية قامت بتحجيم دور الكيدية بحالة ثبوتها بل جعلت لها عقوبة مقننة، إن عقوبة الدعوى الكيدية تكون بحسب القاضي الذي ينظر الدعوى وكذلك نوع الضرر وهل هو عام كإزعاج السلطات من خلال البلاغات الغير صحيحة وثابته أو خاص من خلال الضرر النفسي والمعنوي الذي أثر على المدعى عليه ، إن من ضرورة توعية المجتمع لكيفية التعامل مع كيدية الدعوى والبحث عن الأدلة والأسباب القانونية التي يمكن من خلالها تأكيد الحق الشرعي والقانوني لكي يتجنب العقوبة التي قد يتعرض لها وتحسب بأنها كيدية ويتعرض صاحبها للمساءلة القانونية والعقوبة بسبب ما قام به، من العقوبات التعزيرية التي تثبت بحالة الكيدية، عقوبة السجن بتقدير من القاضي والتي قد تصل لسنوات وبحسب الضرر الحاصل وأيضاً التعويض الذي يتم تقديره من قبل الخبراء القانونيين وفي نهاية الأمر هي تعتمد بحسب نتيجة الضرر المعنوي أو المادي الذي ترتب على نتيجة الكيدية، ومن المهم عدم الإقدام على الدعوى حتى يتم التأكد من صحة الدعوى وهذا لا يكتمل إلا بعد الإطلاع على اللوائح والأنظمة والقوانين الصادرة والمنظمة في كيفية الشكوى أو التظلم وأفضل طريقة هي اللجوء بعد التوكل على الله سبحانه للمجتمع القانوني من محامين وقانونيين يمكن الاستفادة منهم واستشارتهم وتحديد الموقف الصحيح والطريق السليم للوصول للحق بالطرق الصحيحة.

كتبه/ ماجد بن عايد خلف العنزي

اترك رد

error: اذا أردت أن تنسخ تواصل مع ادارة الموقع وشكر نتفهمك لذلك
WhatsApp chat